متابعة – سماح اسماعيل:
تلجأ الكثير من السيدات الحوامل، عند الولادة، للتخدير أسفل العمود الفقري، ولكن هناك العديد من الشكوك حول هذه الطريقة في التخدير، وخطر الإصابة بالتوحد.
وفي هذا السياق، أنهت دراسة الجدل حول فكرة أن التخدير أسفل العمود الفقري في الولادة يزيد من خطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال، من خلال دراسة أكثر من 120 ألف ولادة مهبلية، ولم يجد الباحثون أي دليل على وجود أي صلة حقيقية بين هذا النوع من مسكنات الألم واضطراب طيف التوحد.
وفي دراسة لمستشفيات “جنوب كاليفورنيا” في الولايات المتحدة، إلا أن النتائج المتوصل إليها قوبلت على الفور بالشكوك، و”القلق الشديد” من قبل آلاف من أطباء النساء والتوليد، فضلاً عن أطباء التخدير، نظراً لأن البحث كان بأثر رجعي، ولم يأكد العلاقة السببية، وسارع الأطباء إلى الإشارة إلى عدد العوامل المربكة التي لم يتم احتسابها.
وتساءل الباحثون في الكلية الملكية لأطباء التخدير بالمملكة المتحدة “لماذا استبعد المؤلفون النساء في المخاض اللواتي تطلبن ولادة قيصرية، نحن نعلم أن الأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية لديهم معدل أعلى من مرض التوحد”، مشيرين إلى أن الجرعات الدنيا من التخدير الموضعي غير كافية للتسبب في تسمم عصبي، وأن العمل الأطول وحمى الأمهات، والتي يمكن أن تكون عوامل مربكة، تم تجاهلها تماماً”.
وفي الدراسة الحالية، قام باحثون من كندا بتجميع تحليل أكثر تفصيلاً، وضبطوا قائمة طويلة من العوامل المساهمة المحتملة التي تم التغاضي عنها سابقاً، بما في ذلك عمر الأم، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، والمتغيرات المشتركة قبل الحمل مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب.
كما تم النظر في المتغيرات المشتركة المرتبطة بالحمل، بما في ذلك ضائقة الجنين، وأدوية الأم، وتعاطي المخدرات، والولادات المستحدثة، ومن بين جميع الولادات التي تم إجراؤها في المستشفى من عام 2005 إلى عام 2016 – أكثر من 123 ألف ولادة في المجموع، تشير النتائج الجديدة إلى وجود علاقة بين التخدير أسفل العمود الفقري وبين فرص إصابة حديثي الولادة بمرض التوحد.