متابعة: نازك عيسى
انتقد الخبراء دراسة ادعت أن التوحد عند الأطفال يمكن تحسينه وعكسه بشكل كبير باستخدام علاج سلوكي مثير للجدل. ركز البحث على طفلتين توأم من الولايات المتحدة كان التوحد لديهما شديداً لدرجة أنهما احتاجتا إلى “دعم كبير جداً” في شهرهما العشرين. وزُعم أن الأعراض انخفضت بشكل كبير لدى إحداهما إلى مستوى لا يمكن تمييزه بعد برنامج تدخل استمر لمدة عامين.
شملت التدخلات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، الذي يهدف إلى تعليم الأطفال المصابين بالتوحد كيفية التصرف بطرق “مناسبة”. اعتمدت الدراسة فقط على تقارير وأوصاف من والدي الفتيات، بدلاً من الملاحظات أو التقييمات المستقلة.
وضعت الفتاتان أيضاً على نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ومنخفض السكر، وتم إعطاؤهما مكملات غذائية مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية ومكملات الفيتامينات المتعددة وفيتامين د. لكن الخبراء وصفوا الدراسة بأنها سيئة التصميم ولا تزيد عن مجرد “حكاية”.
قالت الدكتورة روزا هوكسترا، خبيرة في اضطرابات النمو العصبي في كينجز كوليدج لندن: “هذه ليست تدخلات قائمة على الأدلة”. وأشارت إلى أن حجم العينة الصغير جداً – طفلان فقط من نفس العائلة – يعني أنه لا يمكن تعميم النتائج على الأطفال الآخرين. وأضافت: “يمكن للتدخلات المحددة أن تساعد الأطفال أو البالغين على الازدهار. لكن هذا لا يعني أن شخصيتهم أو وجودهم قد تغير بشكل أساسي. لا أريد تثبيط الأمل، لأن الأمل مهم، لكن لغة العكس مفهوم عفا عليه الزمن وغير مناسب في عام 2024. هذا ليس علمًا مسؤولاً. أعمل محررة لمجلة تسمى التوحد، لكنني لم أكن لأقبل هذه الورقة أبداً”.
وقال تيم نيكولز، المدير المساعد في الجمعية الوطنية للتوحد، إن الدراسة كانت “مهينة للغاية” لأكثر من 700,000 شخص مصاب بالتوحد في المملكة المتحدة. وأضاف: “لا توجد استنتاجات على الإطلاق يمكن استخلاصها من هذا، والاقتراح بخلاف ذلك هو مجرد تصرف غير مسؤول. لا يمكن ‘شفاء’ التوحد أو ‘عكسه’. تخيل أنك ترى عناوين رئيسية تفيد بأن جزءاً أساسياً من هويتك قد يُعكس. إن مثل هذه التصرفات تعيدنا إلى الوراء وتوضح لنا مدى الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لبناء مجتمع يعمل لصالح الأشخاص المصابين بالتوحد”.
تحليل السلوك التطبيقي (ABA) مثير للجدل لأنه يحاول “تدريب” الأطفال المصابين بالتوحد على التوافق مع المعايير العصبية النموذجية. وتقول الجمعية الوطنية للتوحد إن تحليل السلوك التطبيقي هو أحد أكثر علاجات التوحد بحثًا، ولكن هناك قيود وفجوات كبيرة في البحث، وخاصة فيما يتعلق بالآثار طويلة المدى.