متابعة بتول ضوا
يُحيّرُنا سلوكُ بعضِ الأشخاصِ ممّن يتمسّكونَ بعلاقاتٍ سامّةٍ تُسبّبُ لهم الأذى النفسيّ والعاطفيّ، بل قد تُهدّدُ صحّتهم الجسديّةَ أحيانًا. فما هيَ الدوافعُ وراءَ هذا السلوكِ المُحيّرِ؟
تُشيرُ الدراساتُ النفسيّةُ إلى أنّ عدّةَ عواملَ تُساهمُ في ديمومةِ العلاقاتِ السامّةِ، من أهمّها:
- الخوفُ من الوحدةِ: يُفضّلُ بعضُ الأشخاصِ البقاءَ في علاقةٍ سامّةٍ على أن يُواجهوا وحشةَ الانفصالِ، خاصّةً إنْ كانوا يفتقرونَ إلى الثقةِ بالنفسِ أو الدعمِ الاجتماعيّ.
- الشعورُ بالذنبِ: قد يُقنعُ الشريكُ المسيءُ ضحيّتَهُ بأنّها سببُ المشاكلِ في العلاقةِ، ممّا يُشعِرُها بالذنبِ ويُثبّتُ من تمسّكها بالعلاقةِ.
- الأملُ في التغييرِ: يتمسّكُ بعضُ الأشخاصِ بالأملِ في أنّ شريكهم سيتغيّرُ مع مرورِ الوقتِ، ممّا يُعيقُهم عن اتّخاذِ قرارِ الانفصالِ.
- الدّعمُ الماديّ: في بعضِ الحالاتِ، قد تعتمدُ الضحيّةُ على شريكها مادّيًّا، ممّا يُصعّبُ عليها تركَهُ خوفًا من مواجهةِ صعوباتٍ ماليّةٍ.
- التأثيرُ النفسيّ: تُؤدّي العلاقاتُ السامّةُ إلى تدنّي الثقةِ بالنفسِ والشعورِ بالعجزِ، ممّا قد يُعيقُ قدرةَ الضحيّةِ على اتّخاذِ القراراتِ السليمةِ.
خطواتٌ نحو الخلاصِ:
إنّ الخروجَ من العلاقاتِ السامّةِ ليسَ قرارًا سهلاً، لكنّه ضروريٌّ لحمايةِ صحّتنا النفسيّةِ والعاطفيّةِ. إليكَ بعضُ الخطواتِ التي تُساعدُكَ على اتّخاذِ هذا القرارِ:
- التعرّفُ على علاماتِ العلاقاتِ السامّةِ: من المهمّ أن تُدركَ علاماتِ العلاقاتِ السامّةِ، مثل: التّعنيفَ العاطفيّ أو الجسديّ، والسيطرةَ، والإهانةَ، والخيانةَ.
- تقديرُ الذاتِ: ركّزْ على تعزيزِ ثقتكَ بنفسكَ وتقديرِ ذاتكَ، فهذا سيُساعدُكَ على اتّخاذِ قرارِ الانفصالِ دونَ خوفٍ أو تردّدٍ.
- طلبُ الدعمِ: لا تتردّدْ في طلبِ المساعدةِ من العائلةِ والأصدقاءِ أو المُختصّينَ النفسيّينَ.
- وضعُ خطّةٍ للانفصالِ: ضعْ خطّةً مُحكمةً لتركِ العلاقةِ السامّةِ، وتأكدْ من تأمينِ مكانٍ آمنٍ تقيمُ فيهِ.
- الاهتمامُ بنفسكَ: بعدَ الانفصالِ، ركّزْ على الاهتمامِ بنفسكَ وصحتكَ النفسيّةِ.
تذكرْ: أنتَ تستحقّ أن تعيشَ في علاقةٍ صحّيةٍ تُسعدُكَ وتُشعِرُكَ بالقيمةِ. لا تدعْ الخوفَ أو الشعورَ بالذنبِ يُعيقُكَ عن اتّخاذِ القرارِ الصحيحِ لحياتكَ