متابعة- يوسف اسماعيل
لا شك أن تعاطي التبغ في أي صورة من صوره يمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. فقد أثبتت الدراسات العلمية أن التدخين يؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض القلب والرئة.
ولكن الخطر لا يقتصر على المدخنين أنفسهم، بل يتعداه ليشمل الآخرين المتواجدين في المكان نفسه، والذين يُطلق عليهم “المدخنين السلبيين“.
فعندما يتم تدخين السجائر أو غيرها من منتجات التبغ في الأماكن المغلقة، تنتشر جسيمات الدخان وغازاته السامة في الهواء المحيط. يتنفس هؤلاء الأشخاص هذا الهواء الملوث، مما يعرضهم لمخاطر صحية شديدة. فقد أثبتت الأبحاث أن المدخنين السلبيين يواجهون نفس المخاطر الصحية التي يواجهها المدخنون أنفسهم، بما في ذلك خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والجهاز التنفسي.
ولا تقتصر الأضرار على الصحة فحسب، بل تتعداها إلى البيئة أيضًا. فالمواد الكيميائية المنبعثة من السجائر والتي تلوث الهواء المحيط تشكل خطرًا على البيئة والنظام البيئي ككل. كما أن التخلص من فوارغ السجائر وعبوات التبغ بطريقة غير صحيحة يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية.
وتزداد خطورة التدخين في الأماكن المغلقة بالنسبة لبعض الفئات الأكثر عرضة للأضرار، كالأطفال والنساء الحوامل والمسنين وذوي الأمراض المزمنة. فهؤلاء الأشخاص أكثر حساسية للتلوث الناتج عن التدخين، وأكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
ولذلك، فإن الحد من التدخين في الأماكن المغلقة يمثل ضرورة ملحة لحماية الصحة العامة والبيئة على حد سواء. وهناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك، كفرض قوانين صارمة لمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، وتوفير برامج دعم للمدخنين لمساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة الضارة، والقيام بحملات توعية مجتمعية لزيادة الوعي بخطورة التدخين السلبي.