متابعة بتول ضوا
تُعدّ الغوريلا أكبر أنواع القردة، بوزنها الضخم وطولها الذي يصل إلى المترين. لكن غريبًا ما، يمتلك هذا الحيوان الضخم أصغر عضو ذكري بين جميع القردة العليا.
كشف علماء من جامعة بافالو الأمريكية النقاب عن طفرة جينية مسؤولة عن صغر حجم العضو الذكري لدى الغوريلا. ونُشر هذا الاكتشاف في مجلة “بيلد” الألمانية. ويُعتقد أنّه قد يساعد في فهم أسباب العقم لدى بعض الرجال.
في مرحلة النضج الجنسي، يصبح ذكر الغوريلا “الذكر ألفا” مهيمنًا على المجموعة، ممّا يمنحه فرصة التزاوج مع معظم الإناث.
يُشير الباحثون إلى أنّه في معظم الثدييات، يتنافس الذكور على التزاوج باستخدام حجم أجسامهم وحيواناتهم المنوية. ولكنّ الغوريلا تعتمد بشكل أساسي على حجمها الضخم لجذب الإناث.
يُعتقد أنّ قلة أو انعدام المنافسة على الحيوانات المنوية داخل رحم أنثى الغوريلا، قد أدّت إلى تراجع نمو خصيتي ذكورها وانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية.
يرجّح الباحثون أنّ الطفرات الجينية المسؤولة عن صغر حجم العضو الذكري لدى الغوريلا، قد تلعب دورًا في بعض حالات العقم لدى الرجال.
قام الباحثون بتحليل أكثر من 13 ألف جين من 261 نوعًا من الثدييات، ووجدوا أنّ 4.3% من هذه الجينات تحمل نفس الطفرات الموجودة لدى الغوريلا.
لتأكيد تأثير هذه الجينات على خصوبة الرجال، قام الباحثون بدراسة تأثيرها على ذكور ذبابة الفاكهة، واكتشفوا أنّها تُضعف قدرتهم على الإنجاب.
عند مقارنة جينات الغوريلا مع جينات 2100 رجل يعانون من العقم، تمّ اكتشاف 109 جينات مرتبطة بالعقم لدى الرجال.
يُعدّ هذا الاكتشاف خطوة هامّة في فهم أسباب العقم لدى الرجال، ممّا قد يُساهم في تطوير علاجات جديدة في المستقبل