متابعة- يوسف اسماعيل
في الآونة الأخيرة، برز الجدل حول ما إذا كان للقطط تأثير على قدرة الإنسان على الإنجاب. فقد نُشرت العديد من الدراسات والأبحاث التي تحاول إلقاء الضوء على هذه المشكلة الصحية المقلقة.
وفي هذا المقال، سنستعرض الحقائق والأدلة المتاحة حول تأثير هذه الحيوانات الأليفة الشعبية على الخصوبة البشرية.
تبدأ المشكلة من طفيلي يُعرف باسم “توكسوبلازما جوندي” (Toxoplasma gondii)، وهو طفيل يعيش في أمعاء القطط ويُطلق بيوضه في براز القطط. ويمكن أن ينتقل هذا الطفيل إلى البشر عن طريق تناول لحوم نيئة أو غير مطهية جيدًا، أو عن طريق لمس براز القطط والقيام بأنشطة أخرى كالحفر في التربة الملوثة به. وقد تم ربط هذا الطفيل بعدة مشاكل صحية خطيرة، من بينها التأثير على الخصوبة.
فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الإصابة بعدوى توكسوبلازما جوندي قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالعقم لدى الرجال والنساء على حد سواء. فلدى الرجال، قد تؤدي هذه العدوى إلى انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وجودتها، مما يقلل من فرص الإخصاب الطبيعي. وفي حالة النساء، فقد ارتبطت العدوى بزيادة خطر الإجهاض والولادة المبكرة.
علاوة على ذلك، فإن مجرد وجود قطة في المنزل قد يزيد من خطر الإصابة بهذا الطفيل. فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النساء اللاتي لديهن قطط في المنزل كن أكثر عرضة للإصابة بالعقم مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن قطط. وهذا قد يرجع إلى احتمالية وجود طفيل توكسوبلازما جوندي في براز القطط أو حتى على فراء القطة نفسها.
ومع ذلك، لا ينبغي الاستنتاج بأن امتلاك قطة في المنزل هو السبب المباشر للعقم. فهناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تلعب دورًا في هذه المشكلة الصحية المعقدة، مثل العمر والنمط الحياتي والعوامل الوراثية. لذا، من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث للتعرف على الآليات الدقيقة التي تربط القطط بالمشاكل المتعلقة بالخصوبة.