متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة صغيرة أن تناول جرعة عالية من الكرياتين يمكن أن يحسن أداء الدماغ على المدى القصير خلال فترات الحرمان من النوم. وخلال تجربة أجريت ضمن هذه الدراسة، لوحظ تحسن واضح في أداء 15 شخصًا بالغًا في الاختبارات خلال ليلة حُرموا فيها من النوم بعد تناولهم جرعات من الكرياتين.
مع ذلك، يحذر الباحثون من التجربة على النفس بدون استشارة طبية. وأشار الخبراء إلى أن هذه الدراسة تُعتبر إضافة جيدة جدًا حيث تظهر فعالية الكرياتين بشكل مبدئي، لكنها لم تدرس الآثار على المدى الطويل. وأضاف أن الحرمان من النوم لا يؤثر فقط على أداء الدماغ بل يؤثر أيضًا على نظام القلب والأوعية الدموية.
ينتج الكرياتين بشكل طبيعي في الجسم ويتم امتصاصه من الأسماك واللحوم، ويُستخدم من قبل الرياضيين لزيادة نمو العضلات. في الدراسة، تم إعطاء المشاركين جرعات من الكرياتين أثناء الليالي التي حُرموا فيها من النوم، بينما تم إعطاؤهم دواءً وهميًا في ليالي أخرى.
أفاد الفريق البحثي بأن الكرياتين أثر إيجابيًا على استقلاب الدماغ والأداء المعرفي، مما يوضح أهمية هذه المادة أثناء حالات الحرمان من النوم. كما أن الكرياتين يعتبر مهمًا لإمدادات الطاقة في الدماغ، والتي تقل عادة أثناء فترات الحرمان من النوم، ولكن يتم تعويض ذلك بتناول جرعة عالية من الكرياتين، مما يعيد تعبئة مخزون الطاقة.
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة قد أظهرت تحسنًا في الأداء المعرفي بعد تناول الكرياتين على المدى الطويل، إلا أن الباحثون أشاروا إلى أن الجديد هو قدرة الكرياتين على تحسين أداء الأشخاص الأصحاء في حالات الحرمان من النوم. وأكدوا ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد التأثيرات وتحديد الجرعات المناسبة.
وختم الباحثون بالتأكيد على أهمية الحصول على كمية كافية من النوم، لكن أشاروا إلة أن الكرياتين قد يكون خيارًا مفيدًا للأشخاص الذين يواجهون مهامًا غير متوقعة ويحتاجون إلى أداء معرفي محسن. وأكدوا على أن الدراسات المستقبلية ستسلط الضوء على فوائد الكرياتين في مختلف السيناريوهات، ولكن حتى ذلك الحين، يجب تجنب تناول جرعات عالية من الكرياتين دون استشارة طبية مسبقة.