متابعة: نازك عيسى
في عام 1799، كتب الشاعر الألماني هاينريش فون كلايست إلى شقيقته قائلاً: “السعادة لا يمكن إثباتها مثل أي نظرية حسابية، يجب أن نشعر بها إذا كانت موجودة”. رغم ذلك، عبر العقود الماضية، سعى الباحثون جاهدين لفهم مفهوم السعادة وكيفية تحقيقها، متسلحين بدراسات تعمقت في فهم العوامل التي تؤثر في الشعور بالسعادة.
السعادة المستمدة من الحظ، كالفوز في اليانصيب، لا تضمن السعادة على المدى البعيد. وإن السعادة المستدامة تأتي من مصادر مختلفة، وتمتلك الأدوات العلمية لدعم هذا الادعاء.
يُعتبر مفتاح السعادة المستمرة فهم وتجربة المشاعر الإيجابية مثل الحب، الفرح، الامتنان، الاطمئنان، الاهتمام، الأمل، الفخر، الرهبة، الإلهام، والمرح.و إن تجربة هذه المشاعر تعزز التواصل العصبي وتعزز مرونتنا وإبداعنا، مما يجعلنا أكثر قدرة على حل المشكلات والتعامل مع التحديات بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، يشجع الباحثون على التركيز على نقاط القوة الشخصية بدلاً من النقاط الضعف، مؤكدين أن استخدام القوة الشخصية في تعاملنا مع الحياة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.
بالإضافة إلى أهمية العلاقات الاجتماعية الداعمة في تعزيز السعادة، حيث تظهر الدراسات أن العلاقات الوثيقة والداعمة تلعب دوراً أساسياً في شعورنا بالسعادة. فالقيام بأفعال صالحة للآخرين ودعمهم يمكن أن يعزز شعورنا بالسعادة أكثر من محاولة إرضاء أنفسنا فقط.
بشكل عام، يرى الباحثون أن السعادة ليست مجرد حالة تأتي وتذهب، بل هي نتيجة لتوازن متواصل بين المشاعر الإيجابية، واستخدام القوة الشخصية، والعلاقات الاجتماعية الصحية.
