متابعة-جودت نصري
الاهتمام بصحة الأطفال البدنية ونموهم الصحي؛ فهي أولى أولويات الوالدين بشكل عام، وهذا بالطبع لا يكفي. إن توفير حياة آمنة ومستقرة وناجحة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تمتع الطفل بصحة نفسية جيدة، إلى جانب الصحة البدنية.
الصحة النفسية للطفل تعني طريقة تفكير الأطفال، والتحكم في مشاعرهم ونظرتهم للعالم من حولهم، وكذلك نظرتهم لأنفسهم. وله دور كبير في كيفية تعامل الأطفال مع ضغوطات الحياة وتحدياتها. تساعد الصحة النفسية للطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية والسلوكية التي تستمر معه طوال حياته. حياته.
أهمية الصحة النفسية للأطفال
الصحة النفسية للطفل تعني الاستمتاع بالحياة
ويعتبر من أهم أسباب النمو والتوازن الصحي لدى جميع الأطفال، والسلامة النفسية، وهو ما يحتاجونه لبناء علاقات جيدة مع الآخرين.
ولها الدور الأكبر في قدرة الأطفال على التعامل مع التحديات التي تواجههم، وتتجلى أهميتها في أنها تجعل الطفل يشعر بالرضا وتزيد من ثقته بنفسه.
تُمكّن الطفل من الاستمتاع بحياته، وتقلل من الطاقة السلبية، وتساعده على التعلم، وتنمي حس الإبداع لديه.
يقوي الروابط الأسرية لدى الأطفال، ويبني علاقات صحية، ويحسن طريقة تعاملهم مع المشاعر الحزينة، ويقلل من التوتر.
فهو يعزز قدرتهم على التعافي من الأوقات الصعبة، واستعادة أنفسهم، ويزيد من حبهم لتجربة الأشياء الجديدة، وقدرتهم على فهم ما يدور حولهم.
التطور النفسي لطفلي طبيعي!
طرق للآباء لتعزيز الصحة النفسية لأطفالهم
أظهري الحب لطفلك، وأخبريه أنك ستكونين بجانبه دائمًا، ويمكن إظهار ذلك أيضًا من خلال لغة الجسد، كالابتسامة له، أو احتضانه.
استخدمي أساليب إيجابية لتوجيه سلوك طفلك، مثل مدحه عندما يتصرف بشكل جيد، والتقليل من النقد السلبي.
خصصي وقتًا للتحدث مع طفلك والتحدث معه؛ فإنه يقوي الروابط بينكم ويقربكم منه.
القيام بالأنشطة الخارجية مع طفلك؛ وهذا يساعد الطفل على اكتشاف وفهم الأشياء بطريقة آمنة.
حل المشاكل بطريقة إيجابية، والتعامل مع الخلاف بينك وبين طفلك بعقلانية.
تشجيع الطفل على التواصل مع الآخرين؛ وهذا يمنحه إحساسًا بمكانته ويساعده على التواصل بشكل أفضل.
علامات المشاكل النفسية
تحديد الأمراض العقلية عند الأطفال أمر صعب إلى حد ما. لأن أعراضه تشبه السلوكيات التي تحدث بشكل طبيعي خلال فترة نموه، لكنها تصبح علامات إذا استمرت في الحدوث بشكل متزايد وبدأت في التأثير على حياة الطفل.
تشمل التغييرات في التفكير ما يلي:
لوم أنفسهم على أشياء خارجة عن إرادتهم، ووصف أنفسهم بالسوء.
مواجهة صعوبة في التركيز ووجود الكثير من الأفكار السلبية.
انخفاض الأداء المدرسي، والشعور باليأس والعجز، أو الوحدة والرفض.
تشمل التغييرات في السلوك ما يلي:
الحزن والرغبة في العزلة والبقاء وحيدا.
عدم السيطرة على الانفعالات، والبكاء بسهولة لأسباب غير مبررة.
– قلة الاهتمام بالرياضة أو الألعاب التي يستمتع بها الأطفال.
– ردود أفعال مبالغ فيها ونوبات غضب متكررة.
صعوبة في الانسجام مع الأطفال الآخرين.
تشمل التغيرات الجسدية ما يلي:
الشعور بالألم والتعب بشكل عام، والألم المتكرر في البطن.
اضطرابات في النوم، أو الأرق.
الانفعالات المفرطة، أو العادات السلبية مثل قضم الأظافر، أو مص الإبهام.
المعاناة من الصداع النفسي الذي قد يمنعهم من القيام ببعض الأنشطة اليومية.
العوامل المؤثرة على الصحة النفسية عند الأطفال
يعاني واحد من كل خمسة أطفال حول العالم من مشاكل نفسية. ما يتطلب المزيد من المتابعة للأطفال للتأكد سلامتهم. لذلك لا بد من الاطمئنان بشكل دوري على وضع الطفل في المدرسة، وطبيعة علاقته بأصدقائه، ومراقبة سلوكه في المنزل بشكل مستمر.
العوامل الوراثية: تنتشر الاضطرابات النفسية في العديد من العائلات. وينتقل من الآباء إلى أبنائهم عن طريق الجينات، أو يزيد من قابليتهم للإصابة بهذا النوع من المشاكل.
حدوث تشوهات في الدماغ: كما هو الحال عند البالغين. ترتبط العديد من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال بخلل في مناطق معينة من الدماغ تتحكم في التفكير والسلوك.
إصابات الرأس: في بعض الأحيان قد يؤدي التعرض لضربات قوية على الرأس إلى تغيرات في المزاج والشخصية، وهو ما ينعكس لاحقاً على الصحة العقلية.
الصدمة النفسية: بعض المشاكل النفسية يمكن أن تنجم عن الصدمات النفسية، مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي الشديد، أو فقدان شيء مهم في وقت مبكر من الحياة، مثل فقدان أحد الوالدين.
البيئة المحيطة بالطفل: الظروف الصعبة المحيطة بالطفل والأحداث المؤلمة التي يمر بها من الممكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية لديه، خاصة إذا كان معرضاً لخطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
