متابعة بتول ضوا
كشفت دراسة حديثة عن مفاجأة صادمة تتعلق بتأثير الطلاق على النساء في سن الخمسين وما بعدها. أظهرت الدراسة أن هذه الفئة العمرية تعاني بشكل أكبر من غيرها من مخاطر الطلاق، وتلجأ إلى مضادات الاكتئاب بنسب تفوق الرجال.
وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة هارفارد، فإن كلا الجنسين يميل إلى زيادة استهلاك مضادات الاكتئاب عند المرور بتجارب عاطفية صعبة مثل الطلاق أو الانفصال أو وفاة الشريك. لكن النتائج أظهرت أن النساء بعد سن الخمسين هنّ الأكثر عرضة لتأثيرات هذه التجارب، حيث تزيد احتمالية استخدامهن لمضادات الاكتئاب بشكل ملحوظ مقارنة بالرجال.
وأوضحت الدراسة أن استخدام النساء لمضادات الاكتئاب يزداد بنسبة 6% قبل الانفصال، و7% قبل الطلاق، بينما تبلغ هذه النسبة 3% و5% للرجال على التوالي.
ولفتت الدراسة إلى أن تأثير الطلاق على النساء لا ينتهي بانتهاء العلاقة. فقد أظهرت النتائج أن استخدام مضادات الاكتئاب لدى النساء يبقى مرتفعًا حتى بعد عام من الطلاق، بينما يعود إلى مستوياته الطبيعية لدى الرجال خلال نفس الفترة.
وفسّر الباحثون هذا الاختلاف بأن النساء تتحمل مسؤوليات أكبر لإدارة العلاقات الشخصية، مثل تلك التي مع أطفال الشريك، ما قد يؤدي إلى تقويض صحتهن العقلية بشكل أكبر.
وأشارت الدراسة إلى أن بدء علاقة جديدة طويلة الأمد أو العودة للشريك قد يساهم في تقليل استخدام مضادات الاكتئاب لدى النساء.
وتؤكد هذه الدراسة على ضرورة توفير المزيد من الدعم النفسي للنساء في سن الخمسين وما بعدها، خاصةً عند المرور بتجارب عاطفية صعبة مثل الطلاق. كما تُظهر أهمية مشاركة المسؤوليات العائلية والعلاقات الشخصية بين الزوجين لتخفيف العبء على النساء وتعزيز صحتهن العقلية.