شهدت العديد من دول العالم، خلال هذه الفترة لونًا مميزًا للسماء بعد غروب الشمس أو قبل شروقها، وتفاوت المشهد ما بين سماء لامعة أكثر من المعتاد في بعض الدول إلى سماء تكتسي باللون الأحمر غير المألوف في دول أخرى.
وانتشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو لهذه الظاهرة في السعودية والأردن ومصر وغيرها من دول العالم ومنها في أوروبا وأمريكا.
وقال مدير مركز الفلك الدولي، المهندس محمد شوكت عودة، أن الظاهرة بدأت في أوروبا نهاية شهر يوليو الماضي، ووصلت إلى منطقتنا العربية خلال الأيام القليلة الماضية، ويعزى سبب هذه الظاهرة إلى انتشار دخان حرائق الغابات التي تحدث الآن في المناطق القريبة من القطب الشمالي، وتعتبر هي أسوأ كارثة حرائق في تلك المنطقة منذ 10 آلاف سنة! والمنطقة التي تحدث فيها الحرائق هي تحديدا شمال سيبيريا وشمال إسكندنافيا وألاسكا وجرينلاند وكندا.
وأضاف: “يقول الخبراء يبدو أن دخان الحرائق يقع في منطقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي (ارتفاع الستراتوسفير ما بين 15 كم إلى 50 كم)، ولكنه من غير المؤكد إن استطاع الدخان من الوصول إلى ارتفاعات أعلى في الغلاف الجوي.
وتابع شوكت: “على الرغم من أن حدوث الحرائق هذه أمر معتاد إلا أنه لم يسبق أنه كان بهذا الحجم ولا بعمق الأماكن الشمالية التي وصلت إليها الحرائق هذه المرة، فهناك أكثر من 100 منطقة مشتعلة، وكمية الغاز والدخان المنبعثة غير مسبوقة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تأثيرات ملموسة على مستوى العالم. ففضلا على أن غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، فإن الدخان الناتج من الحرائق أيضا يزيد من ذلك من خلال احتفاظه بالحرارة الناتجة من الحرائق داخل الغلاف الجوي، إضافة إلى التأثيرات الصحية السلبية الناتجة عن دخان الحرائق.
ولفت إلى أن هذا الدخان الذي يصل إلى ارتفاعات شاهقة في الغلاف الجوي، يكون قادرا على عكس أشعة الشمس بشكل لافت للنظر حتى بعد غروبها بفترة من الزمن، لأن الشمس تبقى ظاهرة على تلك الارتفاعات، وهذا ما شاهده العديد من الناس في مختلف دول العالم، وناحية أخرى فإن هذه الأدخنة تقوم بتشتيت أشعة الشمس بشكل لافت للنظر وتبدو السماء بألوان حمراء وبنفسجية غير معتادة.