متابعة – مروة البطة
خلال النوم يتعرض الجسم للكثير من التقلبات، مثل أن يصاب بالجاثوم أو رؤية كوابيس وظاهرة الحلم المتكرر، فمعظمنا سمع عن أشخاص تكررت رؤيتهم للحلم نفسه عدة مرات، من الناحية العلمية ما سبب حدوث تلك الظاهرة.
يرى العلماء أن ظاهرة الأحلام المتكررة لا تستدعي القلق لكل من يواجهها، حيث توصل الباحثون إلى أن 35% من الصغار قبل المراهقة، وما يصل إلى 70% من البالغين، شاهدوا الحلم المتكرر ولو لمرة في العمر، وسواء كان هذا الحلم ممتعا أم على العكس من ذلك مؤلما.
يكشف أحد الأبحاث الأمريكية عن أشهر أشكال الأحلام المتكررة، والتي تفاجئ الكثير من البشر أثناء نومهم مرارا وتكرارا، حيث تتمثل في السقوط من مكان مرتفع أو التعرض للمطاردة أو العودة إلى الدراسة أو المعاناة من عدم الاستعداد لاختبار قادم أو لحدث مهم أو ربما الطيران في الجو.
أوضحت دراسة أجريت بجامعة مونتريال الكندية أن المصابين بالأزمات والاضطرابات النفسية هم الأكثر عرضة للمعاناة من تلك الأحلام المزعجة، فيما أشار العلماء إلى أن هذه الأحلام نفسها تقود صاحبها إلى الشعور بالتوتر والقلق، ولكن لماذا نعاني منها؟
أسرار الأحلام المتكررة
يرى خبراء علم النفس أن تكرار أحلام السقوط من الأماكن المرتفعة دائما ما تكشف عن شعور الإنسان بعدم الأمان وبالخوف الشديد في بعض الأحيان، كما يكشف حلم سقوط الأسنان مع تكراره عن معاناة صاحبه من الخجل الذي يمنعه من التعبير عن نفسه كما يجب، فيما يواجه الطلاب أحلام عدم الاستعداد للاختبارات في عملية محاكاة يقوم بها العقل تأثرا بتوتر تلك الامتحانات، علما بأن هذا الحلم يواجه البالغين أيضا.
يشير الباحثون بشكل عام إلى أن الأحلام المتكررة غالبا ما تكشف عن أزمات معلقة يعاني منها الشخص، فيما ترى نسبة كبيرة من الخبراء أن تلك الأحلام أحيانا ما تحدث عند محاولة تعامل الشخص مع الصدمات القديمة، علما بأن تكرار الأحلام إما يعبر عن مخاوف الشخص أو عن رغباته.
كيفية التعامل مع الأحلام المتكررة
بينما تؤدي أغلب الأحلام المتكررة إلى شعور الشخص بالقلق والتوتر وسوء الحالة النفسية، وبينما يعتبر التوتر نفسه من عوامل الإصابة بتلك الأحلام التي تظهر في صورة كوابيس في غالبية الوقت، فإن الحل يتمثل هنا في القيام بكل ما يواجه مشاعر القلق بنجاح، مثل النوم في مواعيد ثابتة ومبكرة، والاستلقاء على فراش مريح في غرفة هادئة، مع الاعتماد على الطعام الصحي قدر الإمكان وعدم تناوله قبل النوم مباشرة.
يتطلب التعامل مع الأحلام المتكررة أحيانا فهم معانيها من أجل حل الأزمات التي تحفز الإصابة بها، حيث يعتبر ذلك هو العلاج الجذري للأزمة وما نتج عنها، مع الوضع في الاعتبار أن خروج الأمر عن السيطرة وسوء الحالة النفسية بدرجة مبالغة جراء تلك الأحلام يحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي أو متخصص في أمراض النوم قبل تفاقم الأمور أكثر وأكثر.