متابعة – مروة البطة
مع تغيرات المجتمعات أصبح هناك عادات متنوعة وكثيرة، دخلت على الأفراد وسلوكياتهم وباتت عادية رغم أنها ليست صحيحة.
من تلك السلوكيات:
النقد ولو كان على حق:
وبينما صار من المعتاد أن يوجه كل شخص سهام النقد بلا رحمة للآخرين، باعتباره ينطق بالحقيقة ويتمتع بالصراحة والوضوح، فإن تلك الكلمات القاسية بحق البشر قد تنقل صاحبها من مرحلة الصراحة إلى الوقاحة دون أن يدري، فحتى إن بدا العصر الحالي محفزا على النقد السلبي دون مراعاة للمشاعر، فإن الذكاء يبقى في كيفية إعطاء الرأي المناسب دون إهانة.
الهوس بالارتباط
سلوكيات خطيرة يشجعها المجتمع ربما تبدو كل الأجواء المحيطة، بما تشمل من مواقع تواصل اجتماعي للمواعدة وأفلام رومانسية وأغنيات عاطفية، مشجعة على فكرة الارتباط، ليصاب الكثيرون للأسف بهوس الوقوع في علاقات الحب، إذ صارت الفروق غير واضحة بين العزوبية وبين المعاناة من الوحدة والعزلة، لذا أصبحت فكرة عدم الارتباط تعني الفشل من وجهة نظر الكثيرين للأسف.
محاكاة حياة المشاهير
تبدأ الأزمة هنا مع متابعة صور ومنشورات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يراقب كل شخص وجبات إفطارهم الرائعة وأماكن سفرهم الساحرة علاوة على مظهرهم الذي لا يشيب مهما مرت السنوات، فيما يزداد الوضع سوءا عندما يرغب المرء في محاكاة تلك الحياة، قبل أن يفشل في ذلك نظرا لفروق مادية أو شكلية، حينها يصبح ضحية لمجموعة سلوكيات مرفوضة وخطيرة في ذات الوقت، لا تؤدي إلا إلى المعاناة من الحزن والاكتئاب.
الصديق غير الصادق
تحمل كلمة الصداقة الكثير من المعاني الملهمة، فيما صارت تعني الآن الوقوف بجانب الأصحاب حتى في مواقف سلبية مضرة بالجميع، إذ بدا من المعتاد الآن أن يلجأ الشخص لصديقه من أجل أن يطالبه بالكذب على والديه بادعاء وجوده معه مثلا، فيما أصبح رفض هذا الطلب وكأنه تخلٍ عن حقوق الصداقة، رغم أن عدم تلبية طلب الصديق في تلك الحالة يبدو الخيار الأمثل، لتبدو تلك نهاية سلوكيات مرفوضة قد يشجعها البعض فيما ينصح برفضها دون تردد.
الإيجابية السامة
بينما ينصح خبراء علم النفس بمحاولة مواجهة ظروف الحياة القاسية بدرجة من التفاؤل والتحدي، فإن ذلك لا يعني التمسك دوما بالحالة الإيجابية حتى في أحلك الظروف، إذ يبدو الشعور بالحزن أحيانا محفزا على البحث من جديد عن طرق السعادة، تماما مثلما يمكن للحظات البكاء أن تكون وسيلة تفريغ مثالية للشحنات السلبية، ما يتطلب إذن عدم الاستماع دوما إلى العبارات الرنانة التي يشجعها المجتمع الآن، والمتمثلة في أن السعادة اختيار وغيرها من العبارات التي تشعر المرء بأنه مقصر لعدم إحساسه بالفرحة.
العمل حتى الموت
بدا الحكم على الشخص من وجهة نظر الكثيرين، خاضعا لمدى قدرته على الإنتاج، وكم الأموال التي يتمكن من كسبها كل شهر أو كل عام، لذا صار من المتوقع أن يتفاخر البعض بالقدرة على العمل لساعات طويلة، بل وأصبح أداء المهام الوظيفية لعدد طبيعي من الساعات من عوامل انتقاد النفس والشعور بالتقصير، لذا ينصح بتجنب تلك النوعية من مجموعة سلوكيات مرفوضة، لن تؤدي إلا للمعاناة من الإرهاق الجسدي والنفسي.
الشراء الاندفاعي
إن كنت من ضحايا الشراء الاندفاعي، والمتمثل في اتخاذ قرار شراء المنتجات دون أي تخطيط، بهدف إسعاد النفس أو تأثرا بالخصومات الخادعة، فاعلم بأنك تحت تأثير واحدة من بين سلوكيات مرفوضة عدة، يشجعها المجتمع للأسف، فيما تكشف لمن يعاني منها في واقع الأمر عن أزمة داخلية تدفعه لهذا السلوك، وسواء تمثلت في القلق الزائد أو الاكتئاب.