بقلم أحمد أسامة كبير المحللين الإقتصاديين في شركة إيفست
شهدت أسعار النفط تراجعات قوية خلال تداولات الأيام الماضية بعد إعلان المملكة العربية السعودية عن تخفيضات سعرية حادة وتخفيض أسعار البيع لشهر فبراير إلى أدنى مستوياته فى ٢٧ شهراً .
وقد واجهت أسعار النفط عمليات هبوط قوية منذ الربع الأخير من عام ٢٠٢٣ بعد تحقيق أعلى مستوى له فى عام ٢٠٢٣ حول ال ٩٥
دولار للبرميل ثم بدأت عمليات الهبوط بعد زيادة المعروض فى الأسواق خلال الفترة الأخيرة بالرغم من استمرار منظمة أوبك بلس لكن جاءت عمليات الهبوط لمجموعة من الأسباب كان أهمها رغبة بعض الدول الأفريقية فى زيادة الإنتاج خلال الفترة القادمة بالاضافة الى التوقعات بأن تصل الولايات المتحدة الأمريكية الى أعلى مستوياتها من الإنتاج خلال عام ٢٠٢٤ مما يضغط أيضا على الأسعار بشكل كبير بالاضافة إلى أن التوقعات بانخفاض النمو العالمي خلال العام الحالى وهو ما سيؤدي الى استمرار انخفاض أسعار النفط خلال الفترة القادمة .
وبالرغم من كل هذه الأسباب التي تدعم استمرار الهبوط إلا أن كل ذلك قد يتغير مع التوقعات بتحول البنوك الكبرى الى السياسة التحفيزية مما يؤدي لانتعاش قوى بالنسبة للشركات وبالتالي زيادة الطلب على النفط خاصة فى حالة استمرار التخفيض من جانب منظمة أوبك بلس وهو الأمر الذى سيؤدى الى تماسك الأسعار خاصة فى حالة استمرار مشاكل الشحن البحرى التى يواجهها العالم فى الوقت الراهن والتوترات الجيوسياسية الحالية التى ربما تؤدى فى وقت من العام إلى قلة إمدادات النفط .
ومن الأسباب التي قد تدفع النفط الى الصعود من جديد هو استمرار التحفيز الاقتصادي في الصين حيث شهدت الصين بعض الازمات الاقتصادية خلال العام السابق مما أدى الى قلة إمداداتها من النفط وهو الأمر الذى قد يتغير خلال الأشهر القادمة فى حالة نجاح برنامج التحفيز الاقتصادي الذي تشهده الصين فى الوقت الحالى وبالتالى فالنفط أمامه العديد من السيناريوهات خلال العام سوف تعتمد بشكل كبير على ما يحدث وقد تتغير الاتجاهات بشكل كبير طبقا للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية التي ذكرناها سابقا .
ومن المنتظر أن تقوم الإمارات بتخفيض الإنتاج طوعيا بواقع ١٦٣ ألف برميل يوميا حتى نهاية الربع الأول من عام ٢٠٢٤ ثم القيام بإلغاء التخفيض تدريجيا بعد ذلك حسب ظروف الأسواق فى ذلك الوقت حيث أن دولة الإمارات تبذل جهود قوية لتحقيق اقتصاد أخضر والحد من حرق النفط والغاز.