متابعة-جودت نصري
ما أسعد قلب الأم عندما تسمع كلمات طفلها الأولى، وما أجمل رؤيته يخطو خطواته الأولى، وما أحلى مراقبته ومتابعته في كل تطور يأتي به. وهي اليوم تسأل بنفسها بلهفة وشغف كبيرين: كيف أعلم طفلي المشي؟ من أين أبدأ؟ هل هناك علامات تدل على اقتراب السير؟ و و..
تؤكد الحقائق العلمية أن معظم الأطفال يبدأون بالمشي في أوقات مختلفة، ولكن بدفعة بسيطة من الوالدين وخطوات تشجيعية منهم، يستطيع الطفل أن يخطو خطواته الأولى مبكراً.
تفاصيل تمهد وتشجع طفلك على المشي
المشي مبكراً
دربي الطفل..طفلك على محاولة الوقوف منتصباً، واتخاذ خطوات صغيرة عندما يبلغ من العمر حوالي 7 أشهر؛ حيث يساعد ذلك في بناء ذاكرة العضلات وتدريب الطفل على الوقوف دون دعم.
اتركي طفلك حافي القدمين
ينصح بإبقاء الأطفال حفاة القدمين في سنواتهم الأولى، ما يساعد الصغار على الشعور بالسطح، وتطوير القدمين، وهذا قد لا يحدث مع الأحذية، مع مساعدتهم على الوقوف بقليل من الدعم.
ضعي بعض الحلوى أمام أعينهم
يستجيب الأطفال للمساعدات البصرية والنغمات الموسيقية، لذلك يجب الاحتفاظ بألعابهم أو وجباتهم الخفيفة المفضلة على مسافة قصيرة منهم في بعض الأحيان…كحافز لهم للمشي والحصول على الأشياء، حيث إن تشغيل الموسيقى والإيقاعات البسيطة مثلاً.. يمكن أن تصقل مهارات الطفل الحركية لاتخاذ خطواته الأولى.
توقفي عن حملهم واتركيهم على الأرض
كثيراً ما يعتاد أحد الوالدين على حمل الطفل لفترة طويلة، ولكن مع نموه يجب وضعه على الأرض وتدريبه على ذلك، حيث إن الحمل المستمر قد يجعل الطفل أحياناً كسولاً، ويبطئ مساره في المشي.
ما لا يجب فعله
من المهم أن يدرك الآباء أن الطفل يجب أن يكون جاهزاً تماماً لعملية الانتقال، والطفل سيمشي في النهاية عندما يستطيع، ولن يجبر على ذلك…كما يجب الحرص أيضاً على عدم طلب الاعتماد على الكثير من ألعاب المشي، وتأكدي من وجود مساحة كبيرة مؤمّنة للطفل للتنقل.
خطوات لتدريب طفلك على المشي
أولاً: درّبي طفلك على الجلوس
نعم ..فإن تمكُن الطفل من الجلوس يساعد في تهيئته للمشي؛ مع الجلوس تقوى العضلات التي من شأنها أن تساعد الطفل على المشي.
عادة ما تسبق مرحلة الزحف المشي لدى الأطفال، ما يساعده في تحريك يديه ورجليه في الوقت ذاته، وتمهد له لاحقاً عملية المشي.
هذا يعني أنه من المفيد أن تقوم بتشجيع طفلك على الزحف من مكان إلى آخر في المنزل، وهذا يحدث عند بلوغ الطفل الثمانية أشهر.
حيث يبدأ في رفع نفسه والاستقامة، وذلك من أجل اكتشاف العالم من حوله، وعلى الآباء تشجيعه.
بعدها يثني الطفل ركبه للجلوس مجدداً على الأرض، وهذا الأمر من شأنه أن يقلل من مخاطر سقوط الطفل، عندما يبدأ في مرحلة المشي.
ثانياً: قوم بدعم جسم طفلك أثناء المشي
القيام بخطوات المشي الأولى تحتاج الدعم والسند الجسدي للطفل، لذا ساعديه بالإمساك بيده عندما يحاول رفع نفسه عن الأرض، ومن ثم القيام ببضع خطوات صغيرة، ومعه استكشفي ما يحيط بالمكان..هذه المرحلة هي تلك التي تلي قيامه برفع نفسه وإمساكه بالأثاث من حوله حتى يمشي.. كما عليك التأكد من أن المنزل آمن لحركة الطفل المستمرة، ولا تقومي بمنع طفلك من محاولته للمشي بداعي الخوف، فهي تساعده على القيام بخطواته الأولى من أجل المشي.
ثالثاً: شجعي طفلك على الوقوف بدون دعم
التوازن هو المفتاح الأساس من أجل مشي الطفل، ومن المهم أن يتقن عملية الوقوف بدون دعم ومساعدة ولا مانع من ممارسة ألعاب تشجعه على الوقوف بشكل مستمر.
مثال..قم بوضع ألعاب طفلك بأماكن متفرقة لتشجيع الطفل على الحبو أو المشي بدعم الأثاث للوصول إليها.. من الممكن إحضار لعبة جر للطفل تساعده في المشي مثل عربة أطفال صغيرة.
تجنب استخدام مشاية الأطفال، فهذا من شأنه أن يبطئ من عملية المشي، ولا داعي لحذاء الطفل، حيث إن الطريقة الأنسب للمشي في الفترة الأولى هي دون حذاء.
رابعاً: خطوة الطفل الأولى
لا يوجد عمر محدد لمشي الطفل، لكن وبشكل عام يبدأ الطفل المشي بعد أن يتقن عملية المشي، بدعم الأثاث والأغراض من حوله، وذلك بعمر 9-10 أشهر تقريباً.
وفي بعض الأحيان قد يبدأ الطفل في المشي بعد بلوغه السنة الواحدة من عمره، كما قد تمتد هذه الفترة لسنة ونصف…وفي المقابل قد يبدأ بعض الأطفال بالمشي بعمر سبعة أشهر، إلا أن كل هذه الحالات أمر طبيعي.
ومن المحتمل أن يبدأ الطفل بالمشي، عندما يشعر -هو- أنه جاهز لذلك، وليس في الوقت الذي ترغب أنت فيه بذلك، وفي هذه الأثناء عليك القيام بتشجيعه خطوة بخطوة.
خامساً: انتبهي لعلامات قرب موعد المشي
يقوم الطفل بالحبو أولاً، وتخطي بعض الألعاب الموجودة أمامه على الأرض.. وبعدها يبدأ الطفل بمحاولة الوقوف عن الأرض.
عندما تلاحظ أن الطفل يمشي بالاستعانة بالأغراض الموجودة من حوله مثل الأثاث… ومن المهم أن تتأكد من أن مكان مشي الطفل آمن لحركة الطفل في هذه الفترة.