أسامة السعفي، إعلامي من رواد الإعلام بالمجتمع التونسي، تميز بحرفيته وبأسلوبه المقنع وطرحه المميز والملفت لكل ماهو حصري ومفيد، حقق نجاحات متميزة على الساحة الإعلامية وقدم عدداً من الأعمال الرائعة وشق طريقه بثبات، واثق الخُطى، استطاع من خلال جمالية أدائه المتميز في الإعلام والصحافة أن يصنع اسما وازنا له على خارطة الساحة الإعلامية والصحفية، وذلك بفضل حب الناس إليه، وموهبته التي جعلته علامة فارقة في الساحة الإعلامية والصحفية، ومحاولته تقديم الأعمال التي ترضي الجمهور، بجانب تقديم إعلام حقيقي غير مبتذل.
نود أن نعرف عنه أكثر في هذا الحوار الشيق:
– من هو أسامة السعفي؟
أسامة السعفي هو صاحب الـ15 عاما من العمل في ميدان الصحافة و الذي يفتخر بأنه مارس مختلف التخصصات من صحافة مكتوبة و الكترونية و راديو و تلفزيون، عمل مراسلا ميدانيا للصحافة الأجنبية، كما اشرف على إعداد العشرات من البرامج، وأعدّ تقاريرا استقصائية و اشتغل أيضا في المرافقة و التنشيط التلفزيوني و الإذاعي و العلاقات العامة و الاتصال، وحاصل على الأستذة من معهد الصحافة و علوم الاخبار .
– كيف كانت الطفولة؟ حلوة أم مرة؟ ما أبرز ما تتذكره منها؟
طفولتي كانت اللبنة الاولى لهذا الصحفي في حي من مخلفات الاستعمار ببيوت القرميد الجميلة، اغلب سكانه من ابناء العسكريين حيث تربيت على الانضباط و التنوع و حب الجيرة الطيبة.
ما بقي عالقا في الذهن هو بساطة العيش و الرضا ، و اولى خطوات التعلق بقراءة الجرائد القديمة .
– هل دراست في كلية الصحافة ؟
طبعا انا خريج معهد الصحافة و علوم الاخبار بعد 4 سنوات تحصلت فيها على الأستذة، و هي فترة لا تمحى من مخيلة اي طالب مر من هذا الصرح العريق .
– من اكتشفك إعلامياً ومتى؟ ومن شجعكِ على اقتحام هذا المجال؟
في الحقيقة لم يكن اكتشافا و انما شخصية تكونت بفعل الايام و تخصص اخترته اكاديميا بمحض ارادتي ، لكن يمكن ان اقول ان والدي هو اول المشجعين عندما مكنني من الانتقال للعاصمة للدراسة رغم ما قيل له عن آفاق عقيمة لهذا الاختيار و هو اول الداعمين عندما رافق مسيرتي منذ سن العاشرة بتشجيعي على مطالعة كتب قيمة صقلت هذه الموهبة .
– أيهما الأحب لك.. الصحافة المكتوبة أم التلفزيون ام الاذاعة؟
الأقرب إلى قلبي دائما هي الإذاعة لأنها الأسرع و الأمهر و الأدق في نقل المعلومة لكن لي قناعة دائمة أن الصحفي الحقيقي لابد أن يمر عبر تجربة الصحافة المكتوبة لأنها في اعتقادي أساس المهنة الصحفية.
– عندك قلم حُلو عندما تكتب التدوينات بين حين وحين، إحساسك يترجم في تلك التدوينات بشكل لا يوصف، متى بدأت عندك هذه الموهبة في الكتابة؟ ولماذا أنت مقلّ فيها؟
شكرا في البداية على هذا الإطراء ، احيانا اعتقد ان المتابعين لا يحبذون التدوينات الطويلة او الاسراف في النشر لذلك احاول ان اختصرها في جملة معبرة و انشر حسب المزاج و اوقات الفراغ فبعض الاحداث لا تستحق النقد او التعليق نظرا لتفاهتها، اما عن طريقتي الخاصة في الكتابة فهي تعتمد على الكوميديا السوداء التي اجد فيها راحتي .
– لو لم تكن أسامة الصحفي، من ستكون؟
لو لم اكن صحفيا لوددت ان اكون محاميا او استاذا و لكن الاغرب انني اعشق الفلاحة و سأعود يوما لأرض الأجداد .
– من ساندك في الحياة؟ وهل من سند لك؟ ومن وراء نجاحاتك؟
لطالما كان لوالديا الفضل في كل شي لأن السند الحقيقي هو انهما وفرا لي كل سبل الراحة رغم صعوبة الظروف احيانا و اليوم اجد كل التشجيع من زوجتي و هي صراحة جيشي الوحيد دون ان انسى كل مربي و استاذ تتلمذته على يده.
– كيف ترى المشهد الإعلامي العربي الآن؟
الاعلام عموما يمر هذه الايام بصعوبات كبرى خاصة في ما يتعلق بالوضع المالي اضافة الى غياب الحياد احيانا و تبني اجندات خبيثة و لكن عموما هو مشهد متنوع يلبي كل الاحتياجات و المتفرج هو سيد الموقف في التقييم .
– لماذا لا نشاهد أسامة في تقديم برنامج تلفزيوني ؟
كانت لي تجارب مقتضبة في التقديم التلفزيوني و لكن في المؤسسات الاعلامية التي اشتغلت معها يعولون اكثر على خبراتي الصحفية في الإعداد و التنسيق و العمل الميداني و التحرير و اعداد التحقيقات و الروبورتاجات المصورة و لكن بعد سنوات من النضج و التجربة اصبحت الٱن ارغب في خوض غمار هذه التجربة داخل او خارج حدود الوطن .
– السوشيال ميديا لها كثير من الجوانب في ترويج الشائعات والأكاذيب، من وجهة نظرك كيف نواجهها؟
عالم الديجيتال و السوشل ميديا هي اعلام المستقبل لذلك يجب تنقيتها من الشوائب عبر منصات التحري في صحة و دقة المعلومات و تمكين الناس من ٱليات التدقيق و محاسبة كل من تخول له نفسه الانسياق وراء نشر الاشاعات و الفايك نيوز، وأظن انه سيتم في السنوات القادمة تركيز هيئات مختصة في هذا الشأن .
– ماذا عن آخر التطورات التونسية في الفترة الأخيرة في ظل موقف تونس من القضية الفلسطنية ؟
موقف الرئيس قيس سعيد من القضية الفلسطينية سيظل محفورا في التاريخ لانه ببساطة موقف مشرف جدا ارجوا ألا ينعكس بالضرر على بلادنا.
– حدثنا عن أصعب حوار قمت بإجرائه خلال مسيرتك المهنية؟
اصعب حوار اجريته كان في اطار تقرير مع عائلات اطفال مرضى السرطان، حقيقة لم اجد الاسئلة المناسبة و تاهت كلماتي امام صبرهم و دموعهم فأنا اشعر بالحزن الشديد امام ٱلام الأطفال ….كما ان حوارا مقتضبا جمعني بالرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و كان ذلك امرا صعبا فالرجل كان داهية في السياسة و يجب ان تنتقي كلماتك جيدا و انت امامه .
– ما الذي يميز القنوات الإخبارية والمنصات الإعلامية عن بعضها؟
تبقى المصداقية هي العامل المميز و الأهم لكل مؤسسة اعلامية لانها الرابط الوثيق بينها و بين المتلقي قبل بسب المشاهدة و غيرها من التفاصيل .
– ما هي صعوبة هذا المجال برأيك؟
صعوبة العمل الصحفي و الإعلامي هي أن الخطأ قاتل اضافة الى ضغط الوقت، تحديات جمع وتحليل المعلومات، ومسؤولية نقل الأحداث بشكل دقيق ومحايد دون توجيه للرأي العام
– من قدوتك في الإعلام، إعلاميي الزمن الجميل؟
يبقى رائد الجيل في التقديم التلفزيوني هو المرحوم نجيب الخطاب فقد كان محبوبا من الجميع و يقدم مادة تلفزية محترمة و فيها الكثير من التجديد، كما ان جرأة الصحفي الحبيب الغريبي كانت تلهمني كثيرا خاصة في برنامج جواز سفر اول التسعينات في التلفزيون التونسي .
– أخيراً.. هل حققت ما توده في العمل أم لا؟ وما هو حلمك أو طموحك؟
لم احقق الا الخطوات الأولى في مسيرة مازالت متواصلة و مفتوحة على كل الاحتمالات و لكن الرضا حاصل عن كل التجارب التي مررت بها.
– كلمة اخيرة لمتابعي أسامة السعفي في تونس و العالم العربي؟
في الختام اشكركم جدا على الاهتمام و على الحوار الذي نبش في ذاكرتي و أسال حبر افكاري ، آمل اني كنت صريحا و دقيقا و خفيف الظل على القراء و دمتم موفقين .