متابعة-جودت نصري

يصاب الأطفال عموماً بحساسية الشتاء… والحكة الشتوية… عندما يصبح الطقس المحيط جافاً، كما يحدث غالباً خلال طقس الشتاء. يعمل الهواء الجاف على امتصاص الرطوبة الموجودة في الجلد وطردها من الطبقات السطحية للجلد، وهذا الجفاف الناتج قد يؤدي إلى زيادة الرغبة في حك الجلد. وغالباً ما تختلط أعراض هذه الحساسية مع أعراض الأنفلونزا ونزلات البرد والأمراض الصدرية، فيما يؤكد الواقع الطبي أن الطفل يعاني من حساسية الشتاء. .

حساسية الشتاء وأعراضها

يُمكن تعريف حساسية برد الشتاء بأنها رد فعل الجسم تجاه مادة معينة تظهر في موسم الشتاء؛ مثل العفن والصوف ودخان المدافئ، وتنتهي بانتهاء الموسم.. يعاني مريض الحساسية في الشتاء من بعض أو جميع الأعراض التالية:

السعال.. العطس ونمنمة الأنف والتي يطلق عليها الناس (حساسية الأنف في الشتاء).
الصداع.. نمنمة الحلق أو حكة الحلق والأذنين.
احمرار العينين، مع دموع أحياناً.. سيلان الأنف.
انسداد الأنف، مما يؤثر على التنفس.
تهيج البشرة أو حكة الجلد (حساسية البشرة في الشتاء).
صعوبة بالتنفس بسبب وصول الحساسية إلى الجهاز التنفسي.

أسباب حساسية الشتاء

تختلف أنواع الحساسية في الشتاء باختلاف مسببات الحساسية من طفل إلى آخر؛ فبعض المهيجات قد تكون نادرة جداً، ولا تؤثر إلا على عدد قليل من الأطفال، بينما يكون بعضها الآخر شائع الانتشار.. ومنها:

العفن الذي يظهر على جدران المنازل
وذلك بسبب الرطوبة وقلة التهوية، وقد يعاني الطفل المريض من حساسية العفن دون أن يدرك ذلك.. وقد يسبب الصوف الحساسية والحكة وتهيج الجلد لبعض الأطفال (حساسية ملابس الشتاء)، والذي قد يصل إلى التهاب الجلد التحسسي.
كما يُعد دخان المدافئ ببعض المنازل، خاصة مدافئ الحطب، من أهم أسباب الربو والحساسية لدى الطفل في فصل الشتاء.. ولهذا يوصى بتهوية الغرف وتنظيف المدفأة جيداً وعدم الجلوس قربها.

حساسية الغبار.. والحيوانات الأليفة
كما يعد وبر الحيوانات الأليفة من أسباب الحساسية طوال العام وليس فقط في الشتاء.. ولكن تزداد نسبة تحسس الطفل من وبر الحيوانات في الشتاء.. وذلك لأن الحيوانات تقضي وقتاً أطول في المنزل خلال الطقس البارد، كما أن التهوية تكون أقل.. بدليل أن 15% إلى 30% من مرضى الحساسية لديهم حساسية من وبر الحيوانات الأليفة.
عث الغبار والذي يتواجد كثيراً في المنازل التي لا يتم تنظيفها بشكل دوري، كما نجده على الأغطية الثقيلة والبطانيات التي تم تخزينها طوال العام، لذا علينا أن نحرص على غسلها قبل استخدامها.
ومن مسببات الحساسية الأخرى لدى الطفل أيضاً.. والتي يبقى تأثيرها طوال العام: مواد التنظيف والعطور والشامبو وبعض مستحضرات التجميل، إضافة إلى بعض المواد الكيميائية التي نستخدمها في مجالات العمل المختلفة، وبعض المأكولات والمشروبات..

حساسية الأماكن المغلقة
حساسية الأماكن المغلقة مشكلة على مدار العام، ولكن يظهر إزعاجها أكثر في الشتاء لأن الطفل يقضي وقتاً أطول داخل المنزل أو بغرفته الخاصة للمذاكرة.. ومن علاماتها: حكة في العينين، سيلان الأنف والتهاب في الحلق.
إذن المواد المسببة لحساسية الطفل لا تتواجد في الخارج فقط، بل يمكن أن يحتوي المنزل على العديد من مسبباتها أيضاً، مثل العفن، الحيوانات الأليفة، وعث الغبار.

نصائح للحد من أعراض الحساسية وحكة الشتاء

تنظيف المنزل بشكل متكرر
تنظيف المنزل هو إحدى أسهل الطرق للتعامل مع الحساسية في الأماكن المغلقة؛ إذ يختبئ الغبار والعفن ووبر الحيوانات الأليفة في أي مكان، وقد يتسبب في العطس والسعال وانسداد الأنف.

إبقاء الحيوانات الأليفة خارج غرفة النوم
قد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين حب الطفل للحيوانات الأليفة ووقاية نفسه من الحساسية في الأماكن المغلقة، خاصة أنها تقضي وقتاً أطول في الداخل.. لكن يمكن إبقاؤها خارج غرف النوم في خلال ساعات النهار، ما يساعد في علاج الحساسية التي قد تزعج نوم الطفل في الليل.
وإذا كان الطفل يلعب مع قطته أو كلبه، على الأم أن تؤكد عليه؛ أن يغسل يديه بعد ذلك حتى لا يلمس الطفل وجهه بالخطأ وتثير لمسته الحساسية.. ولا تنسي الاعتناء بحيوانات المنزل الأليفة بشكل منتظم؛ للتقليل من مسببات الحساسية في الهواء.

احمي فراشك من عث الغبار
الجزيئات المسببة للحساسية من عث الغبار صغيرة جداً بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وعث الغبار يعيش ويتكاثر في أماكن دافئة ورطبة ويختبئ عادة في الوسائد والمراتب والسجاد والأثاث المنجد.

القضاء على العفن
لا يمكن رؤية العفن بالعين المجردة في كثير من الأحيان، ويمكن أن تسبب جراثيم العفن ردود فعل تحسسية. وقد ينمو العفن في الطابق السفلي للمنزل والحمام وتحت الحوض وفي أي مكان به مياه جارية.