تلعب الوراثة دورًا مهمًا في مدى ظهور علامات الشيخوخة وتأثيرها على التقدم في العمر. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر سلوكيات الناس وعاداتهم أيضًا على هذه العملية.
وقد أشارت الدكتورة تيريزا أليسون، طبيبة الشيخوخة وأستاذة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إلى أن الشيخوخة الجيدة تعني أكثر من مجرد الاستمتاع بصحة بدنية جيدة.
وقد قامت الرابطة الأمريكية للمتقاعدين (AARP) بإنشاء قائمة مرجعية للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم خمسينيات العمر، وذلك لمساعدتهم على معرفة ما إذا كانوا يتقدمون في السن على نحو جيد بناءً على أحدث الأبحاث العلمية.
1. العلاقات الاجتماعية القوية:
يكون كبار السن أكثر عرضة للشعور بالوحدة نتيجة للعيش بمفردهم، والتوقف عن العمل، وقلة قدرتهم على الحركة. وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم نظام دعم قوي وحياة اجتماعية صحية يكونون أكثر سعادة وصحة ويعيشون لفترة أطول. وقد وجدت مراجعة لـ 148 دراسة أن الأشخاص الذين يمتلكون روابط اجتماعية عميقة يزداد فرص بقائهم على قيد الحياة بنسبة 50%.
2. النشاط البدني:
أشار الدكتور جيمس باورز، طبيب الشيخوخة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إلى أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني والتمارين الرياضية بانتظام يتقدمون في العمر بشكل جيد. ووجدت دراسة أجريت في عام 2022 على أكثر من 5000 امرأة كبيرة في السن أن النشاط البدني يرتبط بانخفاض خطر الوفاة. وكشفت الدراسة أيضًا أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يزيد من خطر الوفاة.
3. النظام الغذائي الصحي:
تم تصنيف النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط باعتباره النموذج الذهبي للنظام الغذائي الصحي. فهو يشمل بشكل رئيسي الخضروات والفواكبالفعل، لعبت العوامل الوراثية دورًا هامًا في مدى ظهور علامات الشيخوخة وتأثيرها على عملية التقدم في العمر. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر السلوكيات والعادات الشخصية أيضًا على هذه العملية.
على سبيل المثال، العوامل الوراثية قد تحدد القدرة الفردية على إصلاح الضرر الخلوي والحفاظ على وظائف الأعضاء الحيوية. قد يكون لديك بعض الوراثة التي تجعلك أكثر عرضة للتجاعيد أو فقدان الكثافة العظمية مع التقدم في العمر. ومع ذلك، فإن السلوكيات الصحية مثل الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب التدخين وتقليل التوتر يمكن أن تقلل من تأثير هذه العوامل الوراثية السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على عملية الشيخوخة بالإضافة إلى الوراثة والسلوكيات الشخصية. على سبيل المثال، البيئة والتعرض للعوامل الضارة مثل الشمس والتلوث يمكن أن تسرع من عملية الشيخوخة. كما أن هناك عوامل طبية مثل الأمراض المزمنة والتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تؤثر أيضًا على عملية الشيخوخة.
بشكل عام، فإن الجينات تلعب دورًا هامًا في تحديد الطريقة التي نشيخ بها، ولكن السلوكيات الصحية والعوامل البيئية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية تجربتنا لعملية الشيخوخة وجودتها.