متابعة-جودت نصري
مخاوف المرأة الحامل في الشهر الثامن كثيرة ومختلفة. ويرتبط بعضها بالضيق والقلق الذي تشعر به، والذي يعود إلى شعورها بالإرهاق والتعب الشديد مع تقدم الحمل وبدء ظهور بعض الأعراض. مثل تورم الأطراف، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام أسفل الظهر والحوض، بالإضافة إلى العديد من المشاعر السلبية الأخرى، مثل الخوف والحاجة الملحة للدعم لاستعادة الثقة بالنفس مرة أخرى، أو خوفها من فقدان الجنين.
التغيرات النفسية العاطفية خلال الثلث الأول من الحمل
رغم أن التغيرات في نفسية الحامل في الشهور الأولى لا تكون واضحة، إلا أنها تعد مهمة جداً؛ ومن أهمها الخوف من الإجهاض وفقدان الطفل الجديد، خاصة أن خطر الإجهاض يقترب من 20% في الثلث الأول من الحمل.
وفي هذه الفترة يحدث تضخيم لمشاعر الحامل، فتبدأ بالشعور بتغيير حالتها العاطفية بشكل سريع، وتتضخم بعض المشاعر التي لم تكن تتأثر بها قبل الحمل، فتسبب لها الاكتئاب والغضب وإثارة الدموع.
كما قد يساهم ارتفاع مستوى الإجهاد في حدوث الغثيان والقيء، وهذه التغييرات في الحالة النفسية للحامل أكثر وضوحاً في بعض النساء من غيرهن.
وذلك يعتمد على شخصية المرأة، ونوع الإجهاد الذي تعاني منه، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، بالإضافة إلى التغييرات الهرمونية التي تمر بها خلال هذه الفترة من الحمل.
تغيرات نفسية خلال الثلث الثالث من الحمل
فيما يتعلق بالثلث الثاني من الحمل؛ فهو هادئ ومريح إلى حد كبير بالنسبة للحامل؛ فالحمل ثابت، وقد انتهت الحامل من مرحلة القيء والغثيان، وربما بدأت تسمع دقات قلب الجنين وعرفت نوعه.
بينما في الثلث الأخير من الحمل وفي الشهر الثامن من الحمل تحديداً أي قرب الولادة، تحتاج الحامل إلى مزيد من الحب ومن الدعم والمساندة، حيث تبدأ بالتحضير للولادة خلال هذه المرحلة، وينتابها شعور بقلق متزايد بشأن المخاض والولادة.
هذا بجانب انخفاض القدرة البدنية على العمل، ولهذا فهناك أهمية إلى مزيد من الاطمئنان من الشريك، والعائلة، والأصدقاء، خاصة فيما يتعلق بمظهرها الجسدي الذي يسبب لها انخفاض الثقة بالنفس.
عوامل تزيد من التقلبات النفسية للحامل
إصابة المرأة بمشاكل نفسية سابقة.
شعور الحامل بعدم الحصول على الدعم النفسي الكافي.
المرور بمشاكل في العلاقات الاجتماعية.
الشعور بحزن أو قلق مستمر، لمدة تزيد على أسبوعين.
إذا بدأت الأفكار السلبية تؤثر على قدرتها على القيام بعملها.
أو عند فقدانها الاهتمام والشغف، والشعور باليأس وعدم القدرة على التكيف.
في حال وجود أحد هذه العوامل، يجب الحرص على عدم تفاقم هذه التغيرات النفسية، والتي تؤثر على الجنين بالاستماع لمشورة طبية.
أعراض قد تسبب الولادة المبكرة أو الإجهاض
الشعور بصداع مستمر ومزمن
ألم شديد أسفل البطن والظهر، أو انفجار في كيس المياه يؤدي إلى نزول دماء ومياه بكمية كبيرة.
الشعور بالصداع المستمر والمزمن.
زغللة شديدة في العين.
قيء مستمر ومزمن.
تورم في اليد والقدم.
عدم الشعور بحركة الجنين.
وهي علامات تدل على وجود مشاكل في الحمل أو التفاف الحبل السري على الجنين.
تغيرات ومخاوف الشهر الثامن
الغضب والتعب
من الطّبيعي أن تتغيّر نفسيّة الحامل خلال فترة الحمل، وتتبدّل وفقاً للشّهر الذي تمرّ به؛ نظراً لاختلاف الأعراض بين كلّ شهرٍ وآخر من الحمل، ولكن في الشهر الثامن يختلف الأمر.
الحزن
يُمكن أن ينتج الحزن الذي قد تشعر به الحامل في الشهر الثامن من الحمل، عن شعورها بخيبة الأمل بشأن عدم نجاح مخطّط مُعيّن يتعلّق بالولادة أو بالتحضيرات لاستقبال المولود الجديد، أو لأسبابٍ أخرى قد تتعلّق بالمُضاعفات الصحّية التي تشعر بها في هذه الفترة من الحمل، أو بالشّائعات التي تسمعها من هنا وهناك عن المخاض والولادة.
الخوف والقلق
قد يتسبّب تفكير الحامل الزّائد باقتراب موعد الولادة بخوفٍ وقلق، خصوصاً الخوف من ولادة طفلٍ مريض أو يُعاني من مُضاعفاتٍ صحّيةٍ مُعيّنة، أو حتّى القلق على صحّتها أثناء الولادة خوفاً ممّا قد يحصل.
الضّغط العصبي
يُشكل تقدّم الحمل ضغطاً إضافياً على الحامل؛ نتيجةً للتغيّرات النفسيّة حول القضايا المُصاحبة للحمل والولادة والفترة التي تليها، ممّا قد يصرف الحامل عن رعاية حملها ونفسها، وبالتالي عدم القدرة على التحكّم بعواطفها، ولهذا الضّغط تأثيرٌ كبيرٌ على نفسيّة الحامل وتقلّب مزاجها.
مشاعر الحبّ
إلى جانب هذه المشاعر السلبيّة، فقد تشعر الحامل في الشهر الثامن بالكثير من الحبّ والعاطفة، وهذا يرتبط بقوّة وفعاليّة هرمون الأوكسيتوسين الذي يُطلق عليه “هرمون الحب”؛ حيث يُعزّز هذا الهرمون تقلّصات الرّحم أثناء المخاض.
التقلّبات المزاجيّة
ومن أبرز أسباب حدوث هذه التغيّرات المزاجية هي: الخلل في الهرمونات حيث يزيد إنتاجها خلال فترة الحمل، مثل البروجسترون والإستروجين التي يُمكن أن تؤثّر على المشاعر وقدرة عقل الحامل على مُراقبتها والتحكّم بها.
ولتعلمي أن المشي يساعدك على الحفاظ على اللياقة والوزن المناسب أثناء الحمل، ويقوي القلب بوجه عام حتى موعد الولادة، كما أن الهرولة والركض يعدان من أفضل الرياضات للقلب والجسم والتي يمكنك ممارستها، ولكن يسمح بذلك بعد انتهاء الشهر الثالث، وبما لا يزيد على 15 دقيقة.