متابعة-جودت نصري
تبدأ فترة ما بعد الولادة من لحظة انتهاء عملية الولادة وحتى ستة أسابيع بعدها، تتعافى خلالها الأم من رحلة الحمل والولادة الشاقة، وتستعيد صحتها، وتبدأ أجهزة جسمها بالعودة إلى حالتها الطبيعية. هذه فترة لا ينبغي الاستهانة بها. ووصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها المرحلة الأهم والأكثر إهمالا في حياة الأمهات والأطفال الرضع.
ولذلك، يجب أن تتلقى الرعاية الصحية اللازمة في المستشفى أو في المنزل، والمتابعة مع الطبيب للتأكد من نبضات القلب، ودرجة الحرارة، وضغط الدم، ووضعية الرحم.
فترة النفاس وأهم النصائح
هي الفترة التي تعود خلالها فسيولوجية الجسم إلى طبيعتها كما كانت قبل الحمل، وتستمر فترة النفاس من 6 إلى 12 أسبوعاً، على الرغم من أن بعض أنظمة الجسم تحتاج إلى ما يقارب الـ12 شهراً حتى تعود إلى حالتها الطبيعية كما كانت قبل الحمل.. ولهذا يجب أن تحرص الأم على الحفاظ على صحتها النفسية والجسدية بشكل عام، ومن أهم النصائح التي يجب على الأم اتباعها، ما يلي:
الحرص على الرضاعة الطبيعية.
زيادة شرب السوائل وخصوصاً الماء.
اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة.
الحرص على النشاط البدني، بممارسة الرياضة المناسبة، كالمشي مثلاً.
الالتزام بتناول الفيتامينات والحديد والمكملات الغذائية.
عمل مغطس من الماء والملح أو ماء ومطهرات في الأسبوع الأول.
خصوصاً مع وجود خياطة في المنطقة، مع الاعتناء بالنظافة الشخصية.
الأعراض المتوقعة أثناء فترة النفاس
فيما يلي مجموعة من الأعراض التي ستمر بها الأم بعد الولادة خلال فترة النفاس:
بعد الولادة مباشرة، تشعر كثير من النساء بقشعريرة بسيطة تمتد إلى ما يقارب الساعة، وقد تعاني البعض من الحرارة بعد الولادة، والتي تقل بمرور الوقت.
يحدث انتفاخ واحتقان للثديين خاصة بعد اليوم الثالث من الولادة، مع الشعور بألم أسفل البطن خلال الأسبوع التالي للولادة.. وذلك بسبب تقلص الرحم حتى يعود إلى حجمه الطبيعي بنهاية الأسبوع السادس إلى الثامن بعد الولادة.
تنقبض عضلات الجسم وترجع إلى وضع مقارب لما كانت عليه قبل الحمل، وذلك بنهاية الأسبوع الثالث بعد الولادة، مع احتمال استمرار ارتخاء عضلات الحوض.
يختفي ترهل البطن عند كثير من النساء مع استمرار وجود تشققات الحمل، ويتغير لونها من الوردي إلى الأبيض.. وغالباً ما تختفي مع نهاية فترة النفاس.
يكثر تساقط الشعر في الـ5 شهور التالية للولادة، ويرجع الشعر إلى طبيعته لما كان عليه قبل الحمل.. ومن الممكن أن ترجع الدورة الشهرية إلى المرأة بعد الولادة بـ45 إلى 60 يوماً، وفي أغلب الأحيان تكون مصحوبة بإباضة.
من المتوقع أن تفقد المرأة حوالي 10 كيلوجرامات خلال أول 6 أسابيع بعد الولادة، وتفقد الباقي من الوزن بشكل أبطأ خلال الـ6 أشهر الأولى من بعد الولادة.
تأثير الأدوية والطعام على الرضاعة الطبيعية
يُنصح خلال فترة النفاس بأن تتناول الأم الطعام الغني بالألياف، والذي يحتوي على عناصر غذائية متنوعة، بالإضافة إلى شرب الكثير من السوائل لتجنب الإصابة بالإمساك.
هناك بعض الأدوية يُنصح بتجنبها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ذلك لاحتمالية وصولها للرضيع أثناء الرضاعة؛ مما قد يصيبه بالضرر؛ لذلك تجب استشارة الطبيب قبل تناول أيّ نوع من أنواع الأدوية والمسكنات.
أمور يجب تجنبها أثناء فترة النفاس
هناك بعض الأمور التي يجب على الأم تجنبها أثناء فترة النفاس، وتشمل:
تجنب الإجهاد الزائد، مثل: ممارسة أنواع من الرياضة الشاقة، أو القيام بنشاط بدني شديد.
تجنب اتباع حمية غذائية قاسية بغرض خسارة الوزن؛ إذ عادةً ما يحدث فقدان طبيعي للوزن خلال هذه الفترة.
تجنب الجماع أو القلق أو إهمال النظافة الشخصية من استحمام ومغاطس.
الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الإمساك.
“حمى النفاس”.. أكثر المضاعفات المرضية
وتعَد أحد أكثر المضاعفات المَرضية خطورة، التي قد تصيب الأمهات بعد الولادة؛ حيث تنشأ نتيجة إصابة الأم بالعدوى البكتيرية اللاهوائية الناجمة عن:
عدم تعقيم غرفة العمليات التي تمت فيها الولادة على نحو جيد.
إهمال الأم للنظافة الشخصية، ولاسيّما فيما يتعلق بالشق الجراحي الموجود، سواء أكان ناتجاً عن الولادة الطبيعية أو القيصرية.
وجود بقايا من المشيمة داخل الرحم.. عدم التزام الأم بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب.. خاصة المضادات الحيوية والمطهرات.
أعراض حمى النفاس
نقص مستوى المناعة لدى الأم.
ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات عالية.
تورُّم واحمرار جرح الولادة، والذي قد يكون مؤلماً كذلك.
نزول إفرازات ذات رائحة كريهة.. آلام البطن.
الإصابة بعدوى المسالك البولية، مصحوبة أحياناً بوجود دم في البول.
السبل المقترحة لمنع الحمل
وهي تختلف من سيدة لأخرى؛ حيث يتوقف الاختيار على عوامل عديدة، منها:
عمر المرأة.. حالتها الصحية.. هل تقوم بالرضاعة الطبيعية أم لا؟
المدة التي ترغب منع الحمل خلالها.. استخدام حبوب هرمونية لمنع الحمل (مما يناسب الحالة الصحية للمرأة).
تركيب اللولب في الرحم.. أو زرع الشريحة المانعة للحمل.. أخذ إبر هرمونية بشكل منتظم لمنع الحمل.
ولا يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل؛ فهي ليست طريقة مضمونة أو فعالة لتجنب الحمل.