متابعة-جودت نصري
تم إعداد العديد من الدراسات في مراكز الطفولة وأشرف عليها أطباء متخصصون. نداء لكل أم مرضعة: “لا ترضعي طفلك وأنت حزينة”. لأن الحالة النفسية السيئة للأم المرضع تنعكس على كمية إفراز الحليب، فتقل، كما يفرز جسم الحامل -حينها- كمية كبيرة من هرمون “الإستر”، مما يضعف مناعة الطفل، مما يؤثر على وسهولة استقباله للأمراض، وكذلك حمض «اللاكتيك» الذي يعمل على تخمر حليب الثدي وتغيير طعمه… وغيرها من التأثيرات التي سنتعرف عليها.
دراسة تبحث عن: سر بكاء الطفل بعد الرضاعة
الدراسة أجراها باحثون في جامعة بادوا في إيطاليا، بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث العلمية وجامعة باريس سيتي، ونُشرت بدورية . Science Advances.
مضمونها؛ أن التأثير النفسي السيء لدى الأم المرضع، يؤثر سلباً على الرضاعة الطبيعية لطفلها، وعلى كمية حليبها، ونوعيته أيضاً.. وبالتالي نجد العديد من الأمهات يشتكينَ استمرار بكاء أطفالهن دون معرفة التفسير الواضح لذلك.
ليتضح في النهاية أن الطفل لم يحصل على حاجته المعتادة من الأمّ، لعدم كفاية كمية الحليب التي تلقاها منها؛ لأنها لم تكن في مزاج جيد.. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتأثر نوم الرضيع أيضاً، حيث يكتسب الطفل الشعور السلبي الذي تعيشه أمه أثناء إرضاعه.
وأوصت الدراسة.. كل أمّ مرضِعة تشعر بالغضب والحزن، ألا تستسلم للحليب الصناعي كبديل، والذي هو سهل المنال.. وعليها زيادة مرات الرضاعة الطبيعية؛ لأنها ستحفز إنتاج هرمون السعادة.. ما يُخرجها من مزاجها السيء.
كما يمكن للأمّ سحب الحليب من صدرها بشفاطة الحليب، إذا شعرت بقلة كميته، على أن تعطي الحليب المسحوب لطفلها بزجاجة بدلاً من الحليب الصناعي.. فالحزن والغضب أو العصبية حالات لن تستمر مع الأم المرضعة طويلاً.
حزن الأم المرضعة يؤثر على الجنين
كما أثبتت الدراسة أن الأطفال الذين ما زالوا في الرحم، ابتداءً من الشهر السابع من الحمل تقريباً، يمكنهم سماع أمهاتهم عندما يتحدثن.
ويمكنهم سماع الموسيقى والضوضاء العامة، وبالتالي فهم يتعرفون على أصوات أمهاتهم بعد الولادة.
ولهذا السبب أكدت الدراسة أن التطور العصبي لدماغ الطفل المولود، يتأثر باللغة التي كان يسمعها عندما كان في رحم أمه.
حيث أجرى الفريق تجربة شملت 33 طفلاً من حديثي الولادة وأمهاتهم، وجميعهن من الناطقات باللغة الفرنسية.
وزود الباحثون جميع الأطفال حديثي الولادة بقبعات تسمح بمراقبة مخطط كهربية الدماغ في الأيام التالية للولادة.
وأثناء نوم الأطفال، قام الباحثون بتشغيل تسجيلات لشخص يقرأ نسخة مكتوبة لقصة بلغات مختلفة بينها الفرنسية.
هنا حدثت حركة لبعض الرضع عند سماعهم لغة الأم.. الفرنسية، لتعرفهم عليها من قبل.
تأثير عصبية الأم.. على الجنين والطفل
عصبية الأم قد تؤثر أيضاً في تفاعلها مع طفلها، وتجعله أكثر حساسية تجاه ضغوط الحياة التي يواجهها.. ويبدأ تأثير هذه العصبية بدءاً من فترة الحمل؛ حيث إن إجهاد المرأة أثناء الحمل يؤثر على نمو الأطفال والرُضّع.
كما يمتد هذا التأثير في تفاعل آلام مع الطفل في سنوات ما قبل المدرسة.. أحياناً تتعامل الأم مع الرضيع أو الطفل بعصبية، وتعتقد أنه لا بأس بذلك، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على الرضيع، وذلك على النحو الآتي:
الشعور بعدم الأمان
الأم هي مصدر الأمان.. والراعي الأساسي بالنسبة للطفل، ولا يُمكن لأحد أن يعوض الحب الذي يأتي منها بأي شيء آخر.. في حال كانت الأم تتصرف بعصبية مع الطفل فسوف يتزعزع الأمان بداخله، ما يؤدي لمشاكل في حياته الشخصية والاجتماعية.
ضعف التواصل
كما تؤدي عصبية الأم على الرضيع إلى خلق فجوة في التواصل بينهما، ويبدأ يفقد اهتمامه في التواصل مع الجميع تدريجياً.. ويحدث ذلك من خلال التوقف عن مشاركة أفكاره أو آرائه، والتي مع مرور الوقت قد تسبب التوتر للطفل.
العدوانية
عادة ما يكتسب الرضيع والطفل سلوكياته من الوالدين، وبعد فترة تصبح العدوانية هي سلوكه نفسه، والذي يتطور إلى نوبات غضب، ومع مرور الوقت قد يتحول إلى تنمر.
عدم القدرة في السيطرة على الغضب
تسبب عصبية الأم على الطفل عدم قدرته على السيطرة على عواطفه أو إدارتها، معتقداً أن العصبية هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن النفس، وغالباً ما تستمر مشاكل السيطرة على الغضب مع الطفل لمراحل متأخرة من حياته.
الاضطرابات النفسية
والنهاية أن من الممكن أن يُصاب الطفل باضطرابات أو مشاكل نفسية بسبب عصبية الأم، وأكثرها شيوعاً: الاكتئاب.. اضطرابات القلق.. التوتر.. السلوك المعادي للمجتمع.. مشاكل العلاقات.. تدني احترام الذات.