من هو حسن حريري؟
حسن حريري هو رجل الأعمال اللبناني والخبير الأمني في مجال ا لأمن والدفاع؛ لا سيِّما الأمن السيبراني. هو المؤسّس والرئيس التنفيذي للمجموعة القابضة Titan، التي تغطّي بمختلف شركاتها الفرعية قطاعي الأمن والدفاع، وهو شريك مؤسّس في شركة Plus 971 Cyber Security، ومقرّها الرئيس في دبي – الإمارات العربية المتحدة. وهو أيضًا وأيضًا عضو مؤسّس في “الجمعية المتوسطية لتنمية الشباب” (MADY )، المنظمة العربية غير الحكومية التي تستهدف تنمية المجتمع، وتحاكي تطلّعات الشباب العربي.
في حياته المهنية اللامعة، صقل حسن حريري مجموعة شاملة من المهارات القابلة للتطبيق؛ تغطّي إدارة المخاطر والتخفيف من حدّتها، ورصد الداء، وإدارة الأزمات، إضافة إلى نشر أنظمة المعلومات المتطوّرة التي تعمل على ضمان الأمن التجاري والأمن القومي. وفي مساعٍ لتوسيع شبكته الضخمة، يعمل عبر شركاته كمستشار أمني وفنّي لمجموعة واسعة من الكيانات والحكومات المحليّة والدولية، مع نخبة مميّزة من الخبراء والمحلّلين والمهندسين من أصحاب المؤهلات العالية القادرة على العمل في بيئات شديدة التحدّي والحساسية، كما يشارك في إطلالاته المتعدّدة عبر وسائل الإعلام المحليّة والإقليمية والعالمية، بنشر الوعي المجتمعي وتعزيز ثقة المواطن بالأمن.
كيف كانت بدايات مسيرة الطموح والأحلام؟ وماذا حقّقت لغاية الآن؟
منذ مطلع شبابي وأنا أطمح إلى العمل لحسابي الخاص. بدأت بالعمل بالتوازي مع دراستي الجامعية، وصار شغفي بعالم الأمن والاستطلاع والتكنولوجيا، يتزايد. من هنا قرّرت تأسيس شركتي الخاصّة. وبفضل أستاذي الصديق والأخ الذي آمن بي، أتممت الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لإنشاء الشركة. في الأيام الأولى، كانت الشركة، أنا ولم يكن أحد سواي فيها. أما اليوم فتضم أكثر من مئة موظّف موزّعين في خمسة بلدان، من لبنان إلى الهند وصولًا إلى الخليج العربي. ولا شكّ في أنّ الطريق كانت محفوفة دائمًا بالتحديات، ولكن الأهم ليس في عدم السقوط أبدًا وإنّما في النهوض في كل مرة نسقط فيها. وكانت طريقي إلى النجاح طويلة ومليئة بالمشقّات، لكنّني تعلّمت تطويع مقارباتي واستراتيجياتي، ومسيرتي بشكل عام، ودائمًا كنت أجري التعديلات الكفيلة بتحقيق مساعيّ بتركيزٍ شديد.
ما هي نقطة التحوّل التي غيّرت مسار حياتك العملية؟
كما يقال “رُبَّ ضارةٍ نافعة”. بدأت ثورة 17 تشرين الأول في لبنان وتفاقمت الأزمة المالية فضلًا عن تدهور الخدمات الأساسية في لبنان، ما دفعني إلى اللجوء إلى الإمارات العربية المتحدة. وكانت بالفعل نقلة نوعية. فالإمارات موطن الفرص المتكافئة ومحور الابتكار والتجدّد. وتمكّنت بذلك من تحقيق إنجازات بسرعة صاروخية تشبه وتيرة تطوّر البلاد هناك.
ما هي الصعوبات التي واجهتها في البداية؟
على الرغم من إثبات قدراتي وتسجيل نجاحات متعدّدة، فضّل الناس، بسبب صغر سني، التسرّع في الحكم واعتبار شركتي كيانًا ناشئًا. وحتى يومنا هذا، بعض الناس يمشون على قاعدة الحكم على الكتاب من غلافه. بالتالي، واجهت صعوبات كثيرة لبناء الثقة وإزالة هذه المخاوف تجاه الشركة، لاسيّما أنّها تتعلّق في أمن المعلومات.
برأيك، ماهي صفات رجل الأعمال الناجح؟ وأيّهما أهم، الخبرة والعلاقات أم العلم والذكاء؟
رجل الأعمال الناجح هو الرجل الصادق، الذي يعمل على تطوير كل من حوله إيمانًا منه بأنّ المرء ينمو بفضل محيطه. هو الشخص المثابر، ثابت الفكر الذي يتمنّى الخير للآخرين ويستقي الدروس من تجاربهم كما يستقيها من تجاربه. وهو من تتجلّى لديه القدرة على التكيّف رغم اختلاف السياقات والظروف. ولأنّني أنحدر من بيئة غنية بالتجارب والإنجازات كما الإخفاقات، توسّعت تصوراتي وحرصت على الحفاظ على المرونة في سوق دائم التطوّر، وتبني التغيير وتنمية القدرة على الصمود وتشجيع الابتكار.
بالنسبة لي، الشخص الذكي قادر على الابتكار والإبداع، كما ويتمتّع بسرعة اتخاذ القرار والتنفيذ. فالذكاء يمكّن صاحبه من سرعة التحليل وتوقّع النتيجة، وهذه سمات تمكّنه بالتالي، من اكتساب الخبرات. ولا شك أنّ العلم يصقل الخبرة ويمدّها بالأساليب العلمية التي تساعد على التأقلم والتطوّر. فالخبرة والعلم وجهان أساسيّان لعملة واحدة. ولا يقتصر الأمر على ركيزة واحدة منهما، لذلك من الضروري المزج ما بين الخبرة والذكاء. كما وأضيف إليهما الاستزادة الدائمة من الثقافة. ويقول الرسول في هذا المجال “مَنِ تساوى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ” …
ما هي الاستراتيجيات الرئيسة التي تساعد روّاد الأعمال في إدارة مشاريعهم بنجاح؟
بحسب رأيي، الاستراتيجية الأولى والأهم للقائد الناجح، هي إحاطة نفسه بفريق عمل وبيئة عمل يسود فيها الانسجام وحس الانتماء والمسؤولية وطول البصيرة والعزم، ممّا يوحّد الفريق ويحفّزه على بذل كامل طاقاته، ويوجهّه نحو تحقيق الأهداف المشتركة للشركة. وأمّا الاستراتيجية الثانية، فهي اعتماد رجل الأعمال شخصية المرشد القادر على التواصل بفعالية وشفافية مع الجميع، والقادر بالتالي، على بناء علاقات عمل إيجابية توحي بالثقة، بغية تطوير العمل وتحسين الإنتاجية. إضافة إلى استراتيجية العمل على التنمية الدائمة للقدرة على اتخاذ القرارات المستنيرة، واعتماد الاستراتيجيات الفعّالة نحو الوجهة الواضحة، والمرونة في تقديم التنازلات إذا احتاج السياق، لتحقيق مساعيه.
في حياة كل شخص الكثير من المحطّات، ماهي أبرز محطّات حياتك؟
بالفعل، كانت هذه السنة استثنائية بالنسبة لي، على الصعيدين المهني والشخصي؛ على الصعيد المهني، أعتقد بأنّني لم أحقّق بعد كل طموحاتي، ولكن أحد أهم وأبرز المحطّات، كان تصدّر اسمي قائمة (Forbes) فوربس لأشهر 10 رجال أعمال تركوا بصمة في مجالات عملهم في الشرق الأوسط في العام 2022.
وأمّا على الصعيد الشخصي، فأعتبر أنّ ارتباطي وزواجي لتأسيس عائلة هو أهم إنجازاتي. ولا يخفى على أحد ما للعائلة من تأثير على حياة الشخص، أولها وليس آخرها تأمين الاستقرار النفسي والإشباع العاطفي، والدعم المعنوي من الشريك…
على ذكر “فوربس” يأتي السؤال، نعلم أنّ اسمك تصدّر قائمة (Forbes) فوربس لأشهر عشرة رجال أعمال، تركوا بصمة في مجالات عملهم في الشرق الأوسط في العام 2022. ماذا عنى لك هذا الأمر؟ وهل حمّلك المزيد من المسؤوليّات والتحديات؟
بطبيعتنا البشرية نحب التقدير والمكافأة. وبلا شك فتحت لي هذه الفرصة آفاقًا جديدة على المستويين الشخصي والمهني، بفضلها سيتوسّع نطاق عملنا ليشمل أوروبا وأميركا الشمالية في العام 2024.
لماذا اخترت دولة الإمارات العربية المتّحدة مقرًّا أساسيًّا للشركة؟
لا شكّ أنّ الإمارات العربية المتحدة هي حاليًّا ملتقى الشعوب، ومقر أبرز الشركات العالمية، حيث تمكنّا من جمع أطراف العالم والحصول على فرص متكافئة في دولة يسودها القانون والاستقرار. يسعني القول إنّها أرض خصبة للنجاح والابتكار.
تتغيّر وتيرة وطبيعة العمل في ظلّ تنامي الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، ما هي أهم المهارات اللازمة للنجاح في مجال الأمن السيبراني؟
تتمثّل أهم المهارات للعمل في الأمن السيبراني، في قابلية التعلّم من جهة والتعلّم نفسه من جهة أخرى. فمن الضروري أولاً إدراك نقاط الضعف والثغرات، والحاجة إلى التعلّم ثمّ المثابرة وتخصيص الوقت والموارد لمواكبة التطوّرات. وينبغي تغيير نمط التفكير، من مستهلك إلى باحث لاكتساب هوية خاصة لصالح الشركة وعملائها. ومن المهم جدًا التمتّع بالقدرة على الاستجابة السريعة وإدارة الأزمات وتفعيل مهارات التواصل وحلّ المشاكل والتفكير النقدي.