متابعة-جودت نصري
يواصل علم الطب أبحاثه ودراساته التي تجيب على بعض الأسئلة التي تهم الناس، وهنا نناقش ما يهم المرأة فيما يتعلق بالحمل والإخصاب والولادة وتربية الطفل، من العوامل التي تؤثر على المرأة التي خلق جسدها لتحمل خارج المهمة الإنجابية، ولكن لا تزال هناك أسئلة كثيرة، والتي تأتي إجاباتها على ألسنة العلماء في جامعات الطب العالمية كل عام، وفي حصاد 2023 نقدم لكم أهم الدراسات التي خرج بها الأطباء خلال الأشهر العام الذي نودعه بعد أيام قليلة.
دراسة تحدد الأغذية التي تهدد الخصوبة لدى الأزواج
أكدت دراسة نُشرت في مجلة “التغذية”، وأجراها قسم التغذية في جامعة “هارفارد”؛ أن على الأزواج اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من بعض الأطعمة إن كانوا يفكرون في الإنجاب. وهي:
اللحوم الحمراء والمعالجة
مثل لحم البقر والنقانق والسجق، التي تسبب بالعقم، وضعف الحيوانات المنوية وانخفاض القدرة على تخصيب البويضات.
المعجنات
وخاصة المقلية أو التي تحتوي على السمن النباتي، والغنية بالدهون غير المشبعة والدهون المشبعة، المرتبطة بمستويات خصوبة أقل.
المشروبات المحلَّاة بالسكر
توصل الباحثون إلى أن الذكور والإناث الذين تناولوا المشروبات المحلاة بالسكر بانتظام (استهلاك ما لا يقل عن 7 مشروبات في الأسبوع)، تراجعت لديهم مستويات الخصوبة بشكل كبير. وارتبط ذلك بانخفاض إجمالي عدد البويضات الناضجة والمخصبة.
بعض منتجات الألبان
شددت الدراسة على أن الاستهلاك العام المرتفع لمنتجات الألبان مثل الجبن والحليب، ارتبط بانخفاض جودة السائل المنوي لدى الرجال الذين شاركوا في التجارب.
دراسة تؤكد علاقة زيادة الوزن المفرطة في أثناء الحمل بخطر وفاة الحامل لاحقاً
كشفت دراسة أجراها باحثون من كلية “يونغ لو لين” للطب، بجامعة سنغافورة الوطنية؛ أن الزيادة المفرطة في الوزن قد تكون علامة على مشكلات صحية ضارة للأمهات، وترتبط بزيادة الاحتفاظ بالوزن بعد الولادة، ومضاعفات الحمل مثل سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، فضلاً عن زيادة احتمال الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية. ومع ذلك، فإن آثارها في المدى الطويل كانت مجهولة حتى الآن.
ووجد الباحثون بقيادة البروفيسورة كويلين تشانغ أنه بالنسبة للنساء ذوات مؤشر كتلة الجسم في النطاق الطبيعي مَن يعانين زيادة الوزن؛ ارتبطت الزيادة المفرطة في الوزن في أثناء الحمل بزيادة بنسبة 9% إلى 12% في خطر الوفاة.
وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 46 ألف امرأة من عام 1959 إلى عام 1965، وقدر الباحثون الارتباط بين زيادة الوزن في أثناء الحمل وفقدانه والوفيات.
دراسة تكشف الأسباب الخفية لـ90% من حالات فقدان الحمل الغامضة
كشفت دراسة جديدة أن فحص المشيمة يمكن أن يحدد سبب 90% من حالات الإجهاض الغامضة، التي لم يستطع العلم تفسيرها سباقاً؛ الأمر الذي قد يوفر طرقاً جديدة لتحسين رعاية الحمل والراحة العاطفية للعائلات المتضررة.
وأثبت باحثون من جامعة “ييل” أن فحص المشيمة قد أدى إلى تحديد مرضي دقيق لأكثر من 90% من حالات فقدان الحمل غير المعروفة والمفسرة، وهو اكتشاف قد يفيد في رعاية الحمل في المستقبل.
وبحسب الدراسة التي نشرت بياناتها في مجلة العلوم الإنجابية، توجد مليونا حالة فقدان حمل من أصل 5 ملايين في أمريكا فقط. منها فقدان حمل يحدث قبل الولادة، وأكثر من 20 ألف حالة منها تنتهي بولادة جنين ميت عند أو بعد 20 أسبوعاً من الحمل. ويتم تصنيف ما يصل إلى 50% من هذه الخسائر على أنها “غير محددة”.
وقال كبير الباحثين الدكتور هارفي كليمان، عالم الأبحاث في قسم التوليد وأمراض النساء والعلوم الإنجابية في كلية الطب بجامعة “ييل”: “إن المرضى الذين يعانون من نتائج الحمل هذه غالباً ما يتم إخبارهم أن خسارتهم غير مبررة وأن عليهم ببساطة المحاولة مرة أخرى؛ ما يساهم في شعور المرضى بالمسؤولية عن الخسارة”.
دراسة تؤكد أن أكثر من ثلث النساء يعانين من مشكلات صحية دائمة بعد الولادة
وفقاً لدراسة نشرتها مجلة ذي لانسيت غلوبال هناك الكثير من الحالات اللاحقة للولادة التي تستمر في الأشهر أو السنوات التي تلي الولادة. وتشمل تلك الحالات الألم في أثناء العلاقة الزوجية الذي يصيب أكثر من ثلث (35٪) من النساء بعد الولادة، وآلام أسفل الظهر (32٪)، والسلس الشرجي (19٪)، وسلس البول (8-31٪)، والقلق (9-24٪)، والاكتئاب (11-17٪)، والألم العجاني (11٪)، والخوف من الولادة (رُهاب الولادة) (6-15٪) والعُقم الثانوي (11٪).
ودعا مؤلفو البحث إلى زيادة الاعتراف بهذه المشكلات الشائعة داخل نظام الرعاية الصحية، التي يحدث الكثير منها خارج الفترة التي تحصل فيها النساء عادةً على خدمات ما بعد الولادة. ويرى هؤلاء أن تقديم الرعاية الفعالة طوال فترة الحمل والولادة يشكل أيضاً عاملاً وقائياً حاسم الأهمية للكشف عن المخاطر وتجنُّب المضاعفات التي يمكن أن تتسبب في مشكلات صحية دائمة بعد الولادة.
من المرجح أن يعاني ما لا يقل عن 40 مليون امرأة كل عام من مشكلة صحية طويلة الأجل ناجمة عن الولادة، بسبب عدم حصول النساء على الرعاية الطبية التي تلبي احتياجاتهن، حتى يتسنى لهن ليس فقط البقاء على قيد الحياة بعد الولادة، ولكن أيضاً التمتُّع بصحة ونوعية حياة جيدتين.
دراسة تؤكد: الجنين يتعرف إلى لغته الأم قبل أن يُولد!
في دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين من مركز علم الأعصاب بجامعة بادوفا في إيطاليا، أجرى فريق الباحثين عدة دراسات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) على 33 طفلاً فرنسياً حديث الولادة كانت أعمارهم تصل إلى خمسة أيام.
وخلال هذه الدراسات تم قياس نشاط أدمغة الأطفال باستخدام قبعات مريحة في أثناء قراءة قصة خيالية لهم. وقد كانت اللغة تتناوب بين الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، أو استراحة لمدة ثلاث دقائق. واستناداً إلى نتائج هذه الدراسات، اكتشف الباحثون أن الرُّضَّع يكتسبون المهارات اللغوية قبل ولادتهم.
وكشفت الدراسة أن رد فعل حديثي الولادة أقوى تجاه اللغة الفرنسية؛ أي لغتهم الأم. وقد حدث هذا حتى عندما لم تكن الأم هي من كان يروي الحكاية، بل شخص آخر. ومن ناحية أخرى، كشفت هذه الأبحاث أيضاً عن نشاط دماغي أعلى بكثير لدى الأطفال حديثي الولادة خلال فترة الاستراحة بعد الجمل الفرنسية مقارنةً باللغات الأخرى. وهو ما يشير إلى أنه حتى بعد سماع اللغة الأم، يفكر الأطفال حديثو الولادة فيها لفترة أطول من أجل معالجة المعلومات، وإن كان ذلك يحدث دون وعي منهم، وفق الباحثين.
دراسة تكشف أسباب الغثيان عند الحامل
أظهرت دراسة جديدة، أُجريت في جامعة كامبريدج لماذا يعاني العديد من النساء من الغثيان والقيء في أثناء الحمل، ولماذا يُصاب بعض النساء بالمرض الشديد بحيث يحتجن إلى دخول المستشفى. وقد وجدت أن السبب هو هرمون ينتجه الجنين، وهو بروتين يُعرف باسم GDF15، لكن مدى شعور الأم بالمرض يعتمد على كمية الهرمون التي ينتجها الجنين ومدى تعرض الأم لهذا الهرمون قبل الحمل.
يشير هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Nature، إلى طريقة محتملة للوقاية من أمراض الحمل عن طريق تعريض الأمهات لـGDF15 قبل الحمل لرفع مقاومتهن.
ومن المعروف أنه تتأثر سبع من كل عشر حالات حمل بالغثيان والقيء. وما بين حالة واحدة إلى ثلاث حالات حمل من كل 100 حالة حمل؛ يمكن أن يكون القيء شديداً، حتى إنه يهدد حياة الجنين والأم ويتطلب استبدال السوائل عن طريق الوريد لمنع مستويات الجفاف الخطيرة. إن ما يُسمى بالقيء المفرط الحملي هو السبب الأكثر شيوعاً لدخول النساء إلى المستشفى في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
على الرغم من وجود بعض العلاجات للتخلص من غثيان الحمل وهي فعالة جزئياً على الأقل؛ فإن الجهل الواسع النطاق بهذا الاضطراب بالإضافة إلى الخوف من استخدام الأدوية في أثناء الحمل يعني أن العديد من النساء المصابات بهذه الحالة لا يتم علاجهن بشكل كافٍ.
دراسة تؤكد أن التمييز العنصري في أثناء الحمل يؤثر في أدمغة الأطفال الرُّضَّع
كشفت دراسة أجراها باحثون في مستشفى “كولومبيا وييل” في لوس أنجلوس؛ أن التجارب القاسية بسبب التكيف مع ثقافة جديدة تمر بها الأم الحامل تنتقل إلى الطفل في أثناء الحمل؛ ما يغير قوة الدوائر الدماغية لدى الرُّضَّع. في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل البيانات التي تم جمعها من 165 شابة، معظمهم من النساء اللاتينيات، وقارن الباحثون تمييز الأمهات وإجهاد التثاقف مع قوة دوائر دماغ أطفالهن الرُّضَّع، كما تم قياسها باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي. أظهر هذا التحليل الذي تم إجراؤه على 38 زوجاً من الأمهات والأطفال الرُّضَّع أن أطفال الأمهات اللاتي تعرضن للتمييز لديهم عموماً روابط أضعف بين اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي، وأن أطفال الأمهات اللاتي عانين من إجهاد التثاقف كان لديهم اتصال أقوى بين اللوزة الدماغية ومنطقة أخرى في الدماغ تُسمى المغزلي.
اللوزة الدماغية هي منطقة في الدماغ مرتبطة بالمعالجة العاطفية التي تتغير في العديد من اضطرابات المزاج. وقد يكون أيضاً لها دور في المعالجة العرقية والعنصرية، مثل التمييز بين الوجوه.
دراسة تربط العملية القيصرية بصعوبات الحمل مجدداً
تقضي النساء اللاتي أنجبن حملهن السابق عن طريق العملية القيصرية وقتاً أطول في محاولة الحمل التالي، وكُنَّ أكثر عرضة للولادة بعملية قيصرية؛ لذلك خلص الباحثون في جامعة بيرغن إلى أن النساء اللاتي خضعن لولادة قيصرية يعانين من مشكلات في الحمل أكثر من النساء اللاتي خضعن لولادة طبيعية. وقد أوضحت الباحثة ينيبيبا سيما من جامعة بيرغن: “بالنسبة لأولئك اللواتي حاولن جاهدات إنجاب طفل، قمنا بفحص الوقت الذي استغرقنه للحمل. وإذا حاولن لمدة عام أو أكثر قبل الحمل، فسيتم اعتبارهن يعانين من انخفاض الخصوبة”.
قام الباحثون بفحص الاختلافات في الوقت الذي تقضيه المرأة في محاولة الحمل بين 42379 مشاركة وجميعهن لديهن ولادة قيصرية، وقد أشارت النتائج إلى أن لديهن فرصة أقل بنسبة 10٪ في الحمل التالي خلال دورة شهرية معينة مقارنة بأولئك اللاتي لديهن ولادات طبيعية سابقة.
كما أن النساء اللاتي يعانين من مشكلات في الخصوبة كان لديهن عدد أكبر من العمليات القيصرية، واستكشف الباحثون أيضاً العلاقة في الاتجاه الآخر، بين ضعف الخصوبة والولادة القيصرية اللاحقة.
ووجدوا أن النساء اللاتي استغرقن سنة أو أكثر للحمل كُنَّ أكثر عرضة بنسبة 21% للولادة بعملية قيصرية، مقارنة بالنساء اللاتي أمضين أقل من 12 شهراً في محاولة الحمل.
وخلصت دراسات سابقة إلى أن انخفاض الخصوبة بعد العملية القيصرية يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية للعملية الجراحية.
دراسة تؤكد العلاقة بين توتر الحامل والمشكلات السلوكية للطفل لاحقاً
أظهرت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس، أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من التوتر الشديد أو القلق أو الاكتئاب في أثناء الحمل قد يكونون أكثر عرضة لمشكلات الصحة العقلية والسلوك خلال سنوات طفولتهم ومراهقتهم.
وقالت مؤلفة الدراسة إيرين تونغ، من جامعة ولاية كاليفورنيا دومينغيز هيلز: “هذه النتائج تشير إلى أن توفير رعاية ودعم الصحة النفسية في أثناء الحمل قد يكون خطوة حاسمة للمساعدة في منع مشكلات سلوك الأطفال”.
شارك في الدراسة أكثر من 45000 امرأة تم قياس نسبة توترهن في أثناء الحمل، ثم تم لاحقاً قياس “السلوكيات الخارجية” لأطفالهن مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو السلوك العدواني.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن النساء اللاتي أبلغن عن المزيد من القلق أو الاكتئاب أو التوتر أثناء الحمل كُنَّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الذين أظهروا المزيد من الصعوبات في السلوك العدواني أو العدائي، كما أفاد الآباء أو المعلمون.
في الدراسة الحالية، قام الباحثون فقط بتضمين الأبحاث التي تم فيها قياس الضائقة النفسية للأمهات في أثناء الحمل وبعده.
وتتوافق النتائج مع النظريات التي تشير إلى أن التعرض لهرمونات التوتر في الرحم يمكن أن يؤثر في نمو دماغ الأطفال، وفقاً للباحثين.
دراسة تؤكد الآثار السلبية لتلوث الهواء في الصحة الإنجابية
من المعروف أن تلوث الهواء يضر بصحة الجهاز التنفسي. الآن، تشير الأبحاث التي أجرتها جامعة روتجرز إلى سبب آخر لحبس أنفاسنا، وهو أن الهواء الملوث قد يضر أيضاً بالصحة الإنجابية. وقالت إميلي باريت، الأستاذة في قسم الإحصاء الحيوي والأبحاث: “تشير هذه النتائج إلى أن تلوث الهواء قد يتداخل مع النشاط الهرموني الطبيعي خلال الفترات الحرجة من نمو ما قبل الولادة وفي المراحل المبكرة من نمو الرضيع، ونعتقد أن هذا الاضطراب قد تكون له عواقب طويلة المدى على الصحة الإنجابية”.
أظهرت الدراسات المقطعية التي أُجريت على الرجال والنساء البالغين أن التغيرات في شكل الأعضاء التناسلية قد تكون مرتبطة بمستويات الهرمونات وكذلك جودة السائل المنوي والخصوبة والاضطرابات الإنجابية.