متابعة-جودت نصري
تؤكد أحدث الدراسات الطبية أن فائدة النوم للرضيع لا تقتصر على توفير الصحة والعافية والحصول على الراحة بعد يوم طويل، بقدر أهمية ما يحدث للرضيع أثناء النوم؛ يتم إفراز هرمون النمو بشكل رئيسي أثناء النوم العميق. وهذا ما يجعله مهمًا وضروريًا للنمو المناسب للرضيع، وقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو غالبًا ما ينامون بعمق أقل من الأطفال الآخرين.
قواعد النوم الصحيح
يفضل أن ينام حديث الولادة على ظهره، و على فراش صلب، ما يساعد على راحته أكثر..ومن دون وسادة بأي حال من الأحوال.
الحرص على عدم وضع أي ألعاب بجانب الطفل في حال نومه، لكي لا يمد يده ويتعرض للاختناق بقطعها الصغيرة.
ولا يفضل أن ينام الرضيع على جانبيه سواء الأيمن أو الأيسر..و عليه أن ينام في سريره الخاص منذ بداية حياته، حيث تقوم الأم بإرضاعه ثم إعادته إلى سريره.
لا تداعبي الطفل ليلاً عند الرضاعة؛ لكي يتعود على النوم والهدوء، ويمكنك وضع لعبة يحبها؛ شرط أن تكون طرية وآمنة ويلهو بها حتى ينام.
راقبي حرارته وحركاته، فلو وضع يده على أذنه؛ فيجب علاجها لكي ينام في الليل…ولا تكثري من الرضاعة دون طلب منه؛ لأن ذلك يزيد من الغازات في معدته، ويقلل من نومه؛ بسبب الألم والشعور بالتخمة.
قلِّلي من الإضاءة حوله، وفتشي غرفته جيداً، ورشيها بالمعقمات الآمنة؛ لتتأكدي من سلامة الجو المحيط به.
طرق لتدريب الطفل الرضيع على النوم
يمكن استخدام الضوضاء الناعمة لتدريب ومساعدة الطفل الرضيع على النوم ..ويُطلق عليها أيضاً الضوضاء البيضاء.
وهي الوسيلة التي كانت تلجأ إليها الجدات في هدهدة الأطفال ليناموا، بأصوات متناغمة وذات تردد معين.
إذ لاحظ العلماء أن الرُّضَّع ينامون بسبب هذه الأصوات، ولذلك أطلقوا عليها هذا الإسم..ويمكن استعمال البديل كتشغيل الموسيقى الهادئة.
وما يؤكد هذا..أن إحدى الدراسات توصلت إلى أن 80% من الرُّضَّع، يشعرون بالنعاس بعد خمس دقائق من التعرُّض للضوضاء البيضاء.
وقد أُطلق عليها اسم البيضاء؛ لأنها تبدأ عالية ثم تقل تدريجياً، حتى يدخل الرضيع في مرحلة النوم.
وهناك بعض الأمهات يستخدمن أجهزة تصدر هذه الضوضاء، ولكنها تسبب ضرراً بأذن الطفل.
ولكي لا يعتادها الرضيع، يجب أن تستخدم طرقاً أخرى لينام الطفل، ومنها التربيت وتدليك بطنه، وحمله واللف به في المكان.
طرق أكثر فاعلية تساعد على نوم الرضيع
وضع روتين يومي
وضع روتين يومي وساعة محددة لنوم الطفل؛ يجعله يشعر بالنعاس والنوم في تلك الساعة من اليوم، ويمكنك اتباع بعض الطقوس اليومية الإضافية التي تجعل الطفل يفهم أن وقت النوم قد حان مثل: التدليك والاستحمام..فلا يلجأ للقلق والبكاء.
حمام دافئ قبل النوم
معظم الأوقات يكون الأطفال نشيطين للغاية؛ فلا يرغبون في النوم في الوقت المحدد، على الرغم من شعورهم بالتعب والحاجة إلى النوم، لذا إذا كنت تحاولين أن تساعدي الرضيع على النوم..فإن الحمام الدافئ يحفزه وبشكل أسرع.
إذا كان زيت البابونج أو زيت اللافندر متوافراً في منزلك؛ فيمكنك إضافته إلى الماء الدافئ لتهدئة جسم طفلك ومساعدته على النوم الهادئ، لكن يجب الانتباه إلى ضرورة استخدام الزيوت الأساسية بعد استشارة طبيب الأطفال.
تدليك مهدئ للطفل
يمكن أن ينعم الطفل بجلسة تدليك باستخدام بعض الزيوت، مثل زيت الخردل الدافئ، أو زيت جوز الهند، أو زيت اللوز، أو أي زيت آمن معروف لتدليك الأطفال ..يُعتبر التدليك من أفضل علاجات النوم الطبيعية للطفل؛ لأنه يخفف الآلام والأوجاع في الجسم، كما يساعد على تقليل أعراض الغازات والمغص عند الطفل .
التقميط والغناء للرُّضَّع
بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، يمكن استخدام القماط والغناء لمساعدتهم على النوم؛ خلال الأشهر الأولى فقط؛ ما يعمل على تهدئة حواس الطفل وجعله يشعر بالنعاس.
تهيئة أجواء نوم مريحة
يجب أن تكون البيئة المحيطة عندما ينام طفلك هادئة وغير محفزة، عندما يغفو الطفل في أثناء النهار، يمكنك ترك الستائر مفتوحة..ولكن لجعل المولود الجديد ينام ليلاً؛ يجب أن يتم خفت أضواء الغرفة ليشعر الطفل بالهدوء والأمان.
واطلبي من أفراد عائلتك الحفاظ على مستوى صوت التلفزيون والأصوات الأخرى عند الحد الأدنى؛ حتى لا تزعج طفلك..وأهم نصيحة لينام الطفل هي تجنب اللعب معه في أثناء الليل، واتباع روتين ما قبل النوم، وتجنب الصخب؛ لغرس الإحساس بأنه الليل وأننا بحاجة إلى النوم.
نظام طفلك الغذائي
أحياناً كثيرة يرجع السبب وراء نوم الطفل المضطرب هو النظام الغذائي الذي يتناوله؛ نظراً لأنك سترضعين طفلك …لهذا يجب مراعاة نظامك الغذائي؛ فكل ما تتناولينه ينتقل إلى الطفل أيضاً، ويمكن أن يؤثر في سلوكه.
تُنصح الأمهات المرضعات بتجنب الكافيين والسكر والتوابل ومنتجات الألبان؛ لأنها قد تبقي طفلك مستيقظاً…حتى في أثناء النهار، تأكدي من تغذية طفلك جيداً؛ حتى لا تكوني بحاجة للرضاعة ليلاً، وعليك تجنب ملء معدة الطفل بالكثير من الطعام في أثناء الليل.