متابعة بتول ضوا
أجرى باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس دراسة تشير إلى أن التدخين من المحتمل جدًا أن يؤدي إلى انخفاض حجم الدماغ.
ووفقا للنتائج، فإن التوقف عن عادة التدخين يمكن أن يوقف أي تدهور إضافي في أنسجة المخ. ولكن من المهم ملاحظة أن التوقف عن التدخين لا يؤدي إلى إعادة الدماغ إلى حجمه الأولي.
وفقا للباحثين، إنها عملية طبيعية أن يعاني الدماغ البشري من انخفاض في الحجم مع تقدم العمر. ومع ذلك، فإن التدخين يسرع عملية الشيخوخة في الدماغ.
توفر هذه الاكتشافات نظرة ثاقبة حول السبب الذي يجعل الأشخاص الذين يدخنون أكثر عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة والإصابة بمرض الزهايمر.
لقد قرر العلماء أن الوراثة تلعب دورًا مهمًا في حجم الدماغ وسلوك التدخين. لقد وجد أن ما يقرب من 50% من احتمالية تدخين الفرد يمكن أن تعزى إلى تركيبته الجينية.
من أجل كشف العلاقة المعقدة بين الجينات والأدمغة والسلوك، أجرى يونهو تشانغ، طالب الدراسات العليا والمؤلف الرئيسي للدراسة، بالتعاون مع بيروت، تحليلًا للبيانات المستمدة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. تحتوي قاعدة البيانات الطبية الحيوية الشاملة هذه على معلومات وراثية وصحية وسلوكية عن عدد كبير من السكان يبلغ حوالي نصف مليون فرد، معظمهم من أصل أوروبي.
تم إجراء تصوير الدماغ على مجموعة فرعية تضم أكثر من 40.000 فرد مشارك في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، مما يسمح بتقييم حجم الدماغ.
وقام الفريق بفحص البيانات المتعلقة بحجم الدماغ وتاريخ التدخين والمخاطر الجينية للتدخين لدى إجمالي 32094 فردًا بدقة.
تم إثبات العلاقة المتبادلة بين العوامل المختلفة: العلاقة بين تاريخ التدخين وحجم الدماغ، والعلاقة بين الخطر الوراثي للتدخين وتاريخ التدخين، والارتباط بين الخطر الوراثي للتدخين وحجم الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة بين فعل التدخين وحجم الدماغ الذي يتأثر بكمية السجائر المستهلكة يوميا. كلما زاد عدد العبوات المدخنة، كلما زاد حجم الانخفاض في حجم الدماغ.
عند النظر في المتغيرات الثلاثة في وقت واحد، اختفت العلاقة بين الاستعداد الوراثي للتدخين وحجم الدماغ، في حين استمرت العلاقة بين كل من هذه العوامل وعادات التدخين.
ومن خلال استخدام تحليل الوساطة، وهو أسلوب إحصائي، اكتشف العلماء وجود علاقة بين الاستعداد الوراثي والتدخين، مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض حجم الدماغ.
ومن المؤسف أنه يبدو أن هذا الانخفاض لا رجعة فيه. ومن خلال فحص البيانات المتعلقة بالأفراد الذين توقفوا عن التدخين منذ سنوات عديدة، اكتشف العلماء أن أدمغتهم شهدت انخفاضًا دائمًا في الحجم مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التدخين مطلقًا.
