متابعة-جودت نصري
لا شك أن صحة المرأة تتأثر خلال فترة الحمل، وكذلك الجهاز المناعي للمرأة الحامل، والذي يصبح أضعف بعض الشيء. بسبب التغيرات الجذرية التي تحدث في الجسم؛ بسبب توفير بيئة مناسبة لاحتضان الجنين، تعتبر المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من الالتهابات مثل: التهاب المسالك البولية، والالتهابات النسائية بعد الولادة، ومن المبشر أن هذه المناعة تقل نسبياً أثناء الحمل، لكن وتختلف درجة النقص من امرأة حامل إلى أخرى، ومن حالة إلى أخرى، كما تختلف حالات الحمل أيضاً.
استشارة الطبيب لمعرفة أسباب انخفاض مناعة المرأة الحامل
ومن الضروري استشارة الطبيب للتعرف على طرق تقوية المناعة
قد يتحمل الجسم الحمل دون ظهور أعراض، لكن هناك جسم آخر يعاني من مشاكل كثيرة بسببه.
وكذلك وزن الحمولة؛ فهو عبء على الجسم يزداد شهرياً حتى الولادة، وهو في حد ذاته يعتبر ضغطاً يسبب نقص المناعة.
ويظهر ذلك على شكل اضطرابات أو خلل في وظائف وعناصر الجسم خلال فترة الحمل، سواء مستويات الحديد والهيموجلوبين والكالسيوم وغيرها.
لذلك ينصح بالانتباه منذ اللحظة الأولى للحمل، وقبل ذلك إن أمكن لتقوية المناعة.
ويتم ذلك من خلال الغذاء الصحي والفيتامينات التي يصفها الطبيب المختص حسب كل حالة وبكميات وجرعات محددة… حتى بعد الولادة.
تعرف على التغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي للمرأة الحامل
تصبح المرأة الحامل أقل أو أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وأقل عرضة لذلك في الثلث الثاني من الحمل. تؤدي هذه التغييرات التي تحدث لبعض الخلايا المناعية إلى زيادة فرصة الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا وأنواع العدوى الأخرى.
بالأمس، كان يُعتقد بوجود خلايا مناعية للأم في موقع زرع الجنين؛ تقوم هذه الخلايا بمهاجمة الخلايا الجنينية بينما تحاول هذه الخلايا بدورها تثبيط عمل الخلايا المناعية، وبالتالي تتم عملية الزرع إذا نجحت الخلايا الجنينية في تثبيط الخلايا المناعية!
وكان يُعتقد أيضًا أن ذلك سيستمر طوال فترة الحمل، وإذا لم تنجح الخلايا الجنينية في قمع الخلايا المناعية للأم بشكل مستمر طوال فترة الحمل؛ وهذا يؤدي إلى الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة!
في حين أن الاعتقاد الحالي؛ يعتبر وجود الخلايا المناعية للأم في مكان زرع الجنين ضرورياً لنجاح عملية الزرع، ويلعب التفاعل بين الخلايا المناعية للأم وخلايا الجنين دوراً مهماً طوال فترة الحمل.
كما أن حدوث سلسلة من التفاعلات الالتهابية بسبب وصول الخلايا الجنينية إلى بطانة الرحم ضروري لحدوث عملية الانغراس، وهذه التفاعلات تشبه تلك التي تحدث عند شفاء الجروح.
إذا تم منع حدوث هذه التفاعلات الالتهابية، فإن ذلك سيمنع حدوث عملية الانغراس، ويشار إلى أن السيطرة على هذه الخلايا الالتهابية تستمر خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل.
خلال الأسابيع الخمسة عشر اللاحقة؛ تسود الخلايا والجزيئات المضادة للالتهابات. حيث أن الجنين يكون في حالة من النمو والتطور السريع، فيتعرض للهجوم؛ هذه هي خلايا الدم البيضاء المتخصصة التي تحفز وجود بيئة مضادة للالتهابات. مما يحمي خلايا الجنين.
ويعود نشاط الخلايا والمركبات الالتهابية إلى عودة جهاز المناعة بشكل ملحوظ عند اقتراب موعد الولادة. تساعد هذه التفاعلات الالتهابية على تحفيز استجابة المخاض.
تأثير نقص المناعة على المرأة الحامل
قد يسبب نقص المناعة أثناء الحمل أيًا مما يلي:
تعتمد صحة الجنين على قوة الجهاز المناعي لدى الأم، وبالتالي فإن نقص المناعة قد يؤدي إلى تأخر نمو الجنين، أو أن يكون نموه بطيئاً، أو غير مكتمل.
زيادة التعب والإرهاق من الأعراض الشائعة أثناء الحمل. لكن في حالة نقص المناعة، تزداد شدة التعب والإرهاق بشكل ملحوظ.
الإصابة بالأنفلونزا بشكل متكرر أكثر من المعتاد، مع زيادة وتيرة غثيان الحمل.
وهو من الأعراض الشائعة خلال فترة الحمل؛ لكن نقص المناعة يزيد من تكرار غثيان الصباح.
سهولة الإصابة بالعدوى والجراثيم والسموم، ويصبح جسم الحامل عرضة للإصابة بالالتهابات.
نصائح وإرشادات لتقوية المناعة أثناء الحمل
ينصح باتباع بعض العادات الصحية والإرشادات الطبية التي لها دور في تقوية جهاز المناعة خلال فترة الحمل. تتضمن هذه النصائح والإرشادات ما يلي:
ينصح بتناول الفيتامينات المتخصصة أو المكملات الغذائية خلال فترة الحمل. لأنه يساعد على تزويد جسم الحامل بالعناصر الغذائية الضرورية.
كما أنه يساعد على تطور ونمو الجنين، ويحافظ على صحة الأم، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي منها، وأهمها حمض الفوليك. الكالسيوم. فيتامين د. الحديد، مع اتباع نظام غذائي صحي لتقوية جهاز المناعة.
يجب أن يحتوي النظام الغذائي الصحي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية بكميات متوازنة، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات.
تجنب الوجبات السريعة، وشرب كميات كافية من الماء. قد يؤدي انخفاض مستوى الماء ونقص إمدادات السوائل إلى إضعاف جهاز المناعة.
ينصح بشرب كميات كافية من الماء، نظراً لدوره في إخراج السموم الضارة من الجسم. تحتاج المرأة الحامل إلى حوالي 2.3 لترًا من السوائل يوميًا.
ومن المهم الحصول على قسط كاف من الراحة للحفاظ على صحة الجسم. ينصح بتحديد ساعات محددة للنوم، كما ينصح بأخذ قيلولة عند الحاجة.
ممارسة التمارين الرياضية مفيدة لصحة الجسم، كما تساعدك على النوم جيداً ليلاً. استشر طبيبك قبل البدء بأي نوع من التمارين الرياضية.
تُنصح المرأة الحامل بالابتعاد عن مسببات التوتر قدر الإمكان، لتأثيره على جهاز المناعة، وأن تكون محاطة ببيئة إيجابية، حيث يساعد الضحك على تقوية جهاز المناعة… مع الحفاظ على دفء الجسم. : يجب على الحامل أن تحافظ على دفء جسمها، خاصة خلال فصل الشتاء.