تشير الدراسة التي نشرها المرممون وعلماء الأحياء الصينيون في مجلة Science Advances إلى أن النمو الكثيف للطحالب والبكتيريا على سطح أجزاء السور الصيني العظيم يلعب دورًا في حمايته من التآكل الناجم عن المياه والرياح وعوامل أخرى. وقد أظهرت الدراسة أن البكتيريا الزرقاء والطحالب تغطي نحو 67% من الأجزاء التي تمت دراستها، وأن وجود هذه الطبقة الحية يزيد من استقرار السور ويقلل من معدل التدمير الناتج عن التآكل.
قام الفريق بجمع عينات من مواد السور من ثمانية مواقع مختلفة ودرس خصائصها، بما في ذلك مسامية التربة وقدرتها على مقاومة الإجهاد الميكانيكي وتأثير الماء عليها. وقد لاحظ الباحثون أن المناطق المغطاة بالطحالب والبكتيريا تعرضت لتأثير أقل من التآكل مقارنة بالمناطق الخالية منها. يعود ذلك إلى أن النمو الكثيف للميكروبات يقلل من حجم المسام والشعيرات في الكسارة الأرضية، مما يجعلها أقل قدرة على اختراقها الماء والجزيئات الأخرى التي تسبب التآكل.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الحماية المقدمة من النمو الحيوي يتأثر بكمية هطول الأمطار. في المناطق الأكثر صحراوية حيث تكون مستويات هطول الأمطار منخفضة، يكون للنمو الحيوي تأثير أقل في حماية السور من التآكل. وهذا يمكن أن يفسر تدهور بعض التحصينات في تلك المناطق بينما يظل جزء آخر من السور محافظًا حتى اليوم.
يجب الإشارة إلى أن سور الصين العظيم هو تحفة معمارية تم بناؤها في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى عصر حكم أسرة مينغ، ويمتد لحوالي 21 ألف كيلومتر. وقد تم تسجيله كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 1987.