يُجيد البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لروما، استعمال الألاعيب العقلية والذهنية بشكل جيد في مواجهة خصومه، وهو ما يفعله المدرب كثيرا خلال مسيرته التدريبية.

روما تمكن من قلب الطاولة على مستضيفه ساسولو، في اللقاء الذي جمعهما بملعب الأخير على استاد مابي، أمس الأحد، ضمن لقاءات الجولة 14 من الدوري الإيطالي، بعدما حول تأخره بهدف إلى فوز 2-1 في الدقائق الأخيرة.

وتمكن مورينيو من التلاعب بعقل الخصم قبل المباراة بتصريحاته الخادعة التي شكلت ضغطا هائلا سواء على فريق ساسولو أو حكم المباراة.

حرب نفسية

قرر مورينيو بدء حرب نفسية على ساسولو قبل يوم واحد من المباراة، بعدما أطلق تصريحات مدوية تجاه الخصم ولاعبيه بالمؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء.

بدأ المدرب البرتغالي انتقاد حكم المباراة وأثار الشكوك حول قيادته المرتقبة خلال اللقاء، حيث قال: “لأكون صادقا سأقول إنني قلق بشأن الحكم، لقد لعبنا معه 3 مرات ولا أعتقد أنه يتمتع بالاستقرار العاطفي للعمل على هذا المستوى”.

وأضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بمباراة ساسولو وروما، فنحن على بعد 3 نقاط من المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا وهي مواجهة مهمة بالنسبة لنا، أنا لست مرتاحا بشأن الحكم أو حكم الفيديو أيضًا الذي لم نكن محظوظين معه.. سيقوم الحكم بإنذار مانشيني بسبب بيراردي وسيجعله يغيب عن اللقاء التالي”.

ولم يكتفٍ مورينيو بحربه النفسيه تجاه الحكام فقط، لكنه توجه لعقل أهم لاعب في ساسولو وهو دومينيكو بيراردي هداف الفريق.

وعلق: “أنا قلق بشأن بيراردي، هو لاعب رائع أحبه، لكنه يحتاج إلى إظهار المزيد من الاحترام لخصومه. إنه يسخر من اللاعبين الآخرين ويتسبب في منحهم البطاقات، لذلك أحبه وأكرهه. لا أحب هذا النوع من السلوك في الملعب ولا أحب حقًا رؤية ذلك من أحد لاعبي فريقي”.

حرب مثمرة

مع الأمور التي مارسها مورينيو تجاه الحكم وفريق ساسولو، بدا أن أصحاب الأرض لم يتأثروا بعد أن تقدموا بهدف بالدقيقة 25 إثر تسديدة بيراردي تابعها هينريك من القائم البعيد في الشباك.

لكن بعد ذلك، انقلبت الأمور رأسا على عقب بعد قرار الحكم بطرد دانييل بولوكا لاعب ساسولو، الذي تدخل بعنف على قدم لياندرو باريديس، وهو طرد صحيح.

وعاد حكم اللقاء ليتخذ قرارا آخر لصالح روما باحتساب ركلة جزاء سجل منها الذئاب هدف التعادل بالدقيقة 76، قبل أن يضع كريستنسن فريقه في المقدمة بالدقيقة 82 بهدف جاء من تسديدة ضربت بقدم أحد لاعبي ساسولو ومرت لداخل الشباك.

ولاشك أن أفعال مورينيو ساهمت في انتصار روما، حيث اختفى بيراردي تماما خلال المباراة، فلم يصنع سوى فرصة وحيدة، ولم يكن له سوى تسديدة واحدة، كما لم يلمس الكرة داخل منطقة جزاء المنافس سوى مرة أيضًا.

ومن ناحية أخرى، لم يحدث ما قاله مورينيو بشأن الحكم من إشهاره البطاقة الصفراء في وجه لاعبه مانشيني، بل على النقيض، حصل ساسولو على بطاقة حمراء واحتسبت ركلة جزاء ضده.