أجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” قرعة بطولته الكبرى “يورو 2024″، والتي أسفرت عن بعض المجموعات المتوازنة.

ووقع منتخب ألمانيا، صاحب الأرض، في المجموعة الأولى رفقة اسكتلندا والمجر وسويسرا.

وبدا الطاقم الفني بقيادة جوليان ناجلسمان، وكذلك وسائل الإعلام الألمانية وأساطير المانشافت، راضين تماما عن القرعة.

هذا بعدما تجنب المنتخب الألماني الاصطدام مبكرا بمنتخبات أمثال فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، إنجلترا، هولندا والبرتغال.

ولهذا قال رودي فولر، المدير الرياضي للمنتخب: “لقد نجونا من مجموعة الموت، لكن المنتخبات الثلاثة التي وقعت معنا ظهرت بمستوى متميز في التصفيات”.

أما ناجلسمان فقال بعد القرعة: “نريد تجاوز هذه المجموعة، وهذا أمر واضح، فهي ليست مجموعة الموت، لكن لا يوجد منافس سهل، وهو ما رأيناه في التصفيات”.

– فخ مكرر

تدل التصريحات التي اتفق فيها الألمان على سهولة المجموعة، على نسيانهم أمرا هاما في طريقهم نحو يورو 2024، يتمثل في عدم استفادتهم من خبراتهم السابقة.

بداية انهيار المانشافت بعد كأس العالم للقارات 2017، لازمها الاستهانة بوضوح بالمنتخبات التي يقعون معها في مرحلة المجموعات، لا سيما على صعيد المونديال.

هذا الأمر يتضح بالعودة إلى كأس العالم 2018، حينما أسفرت القرعة عن مجموهة سهلة نظريا لألمانيا بعد الوقوع مع السويد، المكسيك وكوريا الجنوبية.

لكن ذلك لم يضمن تأهل الألمان من الدور الأول، بل ودعوا البطولة مبكرا وهم في ذيل المجموعة بعد الخسارة أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، مكتفين بحصد 3 نقاط فقط.

الأمر ذاته تكرر في النسخة التالية “قطر 2022″، حينما تواجد المنتخب الألماني في مجموعة تضم إسبانيا، اليابان وكوستاريكا.

وظن الألمان حينها أن الطريق سيكون ممهدا نحو الدور التالي بسهولة، لعدم وجود صعوبة في مواجهة اليابان أو كوستاريكا.

لكن المفاجئ أن ألمانيا بدأت مشوارها بالسقوط على يد اليابان قبل التعادل مع إسبانيا في الجولة التالية.

وبسبب المباراة الأولى، لم يستفد الألمان من فوزهم في الجولة الختامية على كوستاريكا، ليودع الفريق البطولة مبكرا باحتلاله المركز الثالث.

– مجموعة خادعة

وبعيدا عن تاريخ ألمانيا مع الاستهانة بالمنافسين، لا سيما في آخر 6 سنوات، فإن هناك حقيقة تتعلق بمدى قوة منتخبات المجموعة الأولى في يورو 2024.

وبالنظر إلى السنوات الأخيرة، سنجد أن منتخب المجر لا يمكن الاستهانة به، لا سيما بعدما فاجأ الجميع بمستواه المميز في يورو 2020.

منتخب ألمانيا نفسه يدرك مدى قوة المجر وقدرته على إحداث مفاجأة في البطولة المرتقبة، بعدما تواجد معه في مجموعة واحدة بالنسخة الماضية.

واستطاع المنتخب المجري إحراج المانشافت، بل كان بإمكانه التسبب في إقصائه مبكرا بالتعادل معه (2-2) في الجولة الختامية.

كذلك، ظهر منتخب سويسرا بمستوى لافت خلال البطولة ذاتها، واستطاع إحراج بعض الكبار بعدما أقصى فرنسا من دور الـ16 قبل الصمود أمام إسبانيا وإجباره على اللجوء لركلات الترجيح من أجل تجاوزه في ربع النهائي.

ولا يختلف الحال بالنسبة لمنتخب اسكتلندا، الذي عبر عن نفسه في تصفيات يورو 2024، رغم تواجده بمجموعة واحدة مع إسبانيا والنرويج.

وخلال التصفيات، حقق المنتخب الاسكتلتندي فوزا ثمينا على إسبانيا بهدفين دون رد، ما يؤكد قدرته على مجاراة الكبار في يورو 2024، فضلا عن امتلاكه مجموعة من النجوم أمثال أندي روبرتسون وسكوت ماكتوميناي.

لهذه الأسباب، فإن القرعة أوقعت ألمانيا بمجموعة خادعة، قد تبدو سهلة على الورق، إلا أنها لا تعبر عن حقيقتها على أرض الواقع.