متابعة-جودت نصري
.القلق والتوتر والضغط النفسي والمشاكل النفسية من سمات العصر الحالي. ونظراً لإيقاع الحياة السريع، والمسؤوليات الجديدة كل يوم، للتخلص من هذه المواقف، فإن البدء بعادة التأمل المنتظمة سيساعدك على تحسين التركيز، وتقليل التوتر والقلق، وتخفيف الاكتئاب، وتحسين صحتك النفسية بشكل عام. التطبيقات التي تعلمك التأمل متوفرة على الإنترنت، وبعضها يسميها: تحدي التأمل لمدة شهر… فلا تتأخر!
ما هي عملية التأمل وكيف تتم؟
التأمل هو عملية يتم من خلالها سحب العقل من الأفكار الخارجية، والتركيز على أمرٍ أو شيء واحد، قد يكون كلمةً أو فكرة أو نقطةً أو عملية أو صورة أو مزيجاً مما سبق.. عندما يهدأ العقل، يمكنه أن يفكر في نفسه، ويختبر حقيقة طبيعته بشكل أكثر وضوحاً، وهذا ما يسمى تحقيق الذات.. وهذا الهدوء يزيل أيضاً موجات الهياج التي تقطعنا عن بعضنا البعض وعن الكون.. وهكذا؛ فإن التأمل يساعدنا على تجربة الوحدة والانسجام مع العالم الذي نعيش فيه.
يتمتع العقل البشري بميزة فريدة وقيّمة للغاية- وهي القدرة على التحوُّل الذاتي.. يمكن أن تتوسع وتتقلص؛ فيتغيّر شكل العقل وطبيعته.. يمكنها أن تجعل نفسها تشبه أيّ شيء، وذلك ببساطة عن طريق التركيز على هذا الشيء.. وأثناء ممارسة التأمل، نستخدم هذه الخاصية لتحرير أنفسنا من العيوب والقيود، وتشكيل أنفسنا فيما نرغب حقاً في أن نصبح عليه.. بالتأمل في الحب، شيئاً فشيئاً، نتحول إلى الحب.. من خلال التأمُّل في الله، شيئاً فشيئاً، نتحول إلى الله.. وهكذا، من خلال التأمل، يمكننا أن ندرك إمكاناتنا غيرَ المحدودة.
العقل هو مصدر القوة.. والتأمل يساهم في تقويته
العقل الثابت والواضح والإيجابي هو مصدر القوة الذي تأتي منه كل قدراتنا.. وهكذا، من خلال ممارسة التأمل؛ فإننا نحسّن كل جانب من جوانب حياتنا: فهم الذات، وفهم الآخرين، وتقدير الحياة، والقدرة على التعامل مع الصعوبات، والقدرة على الشفاء الذاتي، وما إلى ذلك.
بينما قد نبدو ظاهرياً منفصلين، إلا أننا في الواقع مترابطون جميعاً.. التأمل يسحب العقل من الانفصال السطحي ويركّزه في المستوى الأعمق من الوحدة العالمية.. وهكذا؛ فإن التأمل يجلب التواصل بين الجميع وبين كل شيء.
فوائد التأمل الجسدية والنفسية
لممارسة التأمل بوتيرة منتظمة، عدد كبير من الفوائد على الصحة النفسية والصحة الجسدية، ولعل أبرزها:
الوضوح العقلي والسلام.
الشعور بالنعيم وتعزيز الرفاهية.
تجاوز العُقد السلبية، وتطوير الصورة الذاتية الإيجابية.
معرفة الذات والوعي الأعمق في جميع جوانب الحياة.
الحيوية وتقوية جهاز المناعة في مواجهة الأمراض.
الاستقرار العاطفي والسعادة.
المغفرة والانفصال.
انخفاض معدل نبضات القلب.
زيادة القدرة على تحمُّل الضغوط والتكيُّف مع الظروف المختلفة، وبالتالي قلق أقل.
الشعور بالمعنى والغرض، الشعور بالتقدُّم.
تركيز أفضل وذاكرة أفضل.
السيطرة على النفس وعدم الخوف.