متابعة – مروة البطة
هل سمعتم بهذا المرض من قبل؟ الاكتناز القهري، هو أحد الاضطرابات العجيبة التي تصيب المرء فتدفعه إلى تكديس الأشياء في منزله، من دون أن يملك القدرة أو الرغبة على التخلص منها، ما يتسبب في شعوره ومن حوله بالتوتر والقلق.
أعراض الاكتناز القهري
تبدو أعراض اضطراب التكديس أو الاكتناز القهري، واضحة على معالم منزل المصاب، حيث يمتلئ بأشياء يحتفظ بها لسنوات طويلة، سواء كانت تلك الأشياء مهمة أو بلا أي قيمة.
يعاني المصاب باضطراب الاكتناز القهري، من صعوبة التفريط في الأشياء التي يمتلكها، حتى وإن تسببت في ازدحام غرفة نومه، بل ويشعر بالغضب عند الإحساس برغبة الآخرين في التخلص من الأشياء الخاصة به، وإن كانت لا تحمل فعليا أي فائدة حقيقية.
تتعدد الأشياء التي يحتفظ بها من يعاني من الاكتناز القهري، بين جرائد ومجلات قديمة لا يقرأها، ملابس غير مناسبة لا يرتديها، كتب مهترئة الأوراق لا ينظر لصفحاتها، الأمر الذي يصيب المحيطين وربما المصاب نفسه بالقلق والتوتر الزائد، خاصة عندما يفشل في العثور على شيء يريده، في ظل هذا الارتباك المحبط في غرفته أو بمنزله بشكل عام.
يشير مصابو الاكتناز القهري، إلى أن سر التمسك بالأشياء لهذه الدرجات العجيبة، يتمثل في احتمالية الاحتياج إليها في وقت لاحق، كما أن تلك الأشياء تعد من الذكريات التي يحتاجونها أحيانا، فيما تنتاب المصاب بالاكتناز القهري مشاعر الأمن والأمان عندما يشعر بوجود الأشياء الخاصة به حوله طوال الوقت.
العلاج
في وقت يرتبط فيه اضطراب الاكتناز القهري على الأغلب، بعدد من الأزمات النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب والوسواس القهري والقلق والتوتر الشديد، فإنه ينصح فور ملاحظة الأعراض المذكورة بزيارة الطبيب النفسي، الذي يعد الأكثر قدرة على علاج تلك الأزمة.
يبدو علاج الاكتناز القهري صعبا في أغلب الحالات، نظرا لأن المصاب لا يدرك التأثير السلبي لأزمته، سواء عليه أو على المحيطين به، لذا فالأمر يحتاج إلى طبيب نفسي ماهر قادر على التعامل مع المريض بواسطة جلسات السلوك الإدراكي، التي تساهم في تخلي المصاب باضطراب الاكتناز القهري، عن فكرة تكديس الأشياء.
يستعين الطبيب النفسي في بعض الحالات بالأدوية العلاجية، ذلك حينما ترتبط فكرة الاكتناز القهري بمرض نفسي آخر مثل الاكتئاب، كما سبق وأن ذكرنا، الأمر الذي يتطلب الالتزام بتلك العلاجات للعلاج من اضطراب الاكتناز القهري العجيب في أقرب وقت ممكن.