متابعة: نازك عيسى
نجح متحف المستقبل في استقطاب أنظار العالم منذ افتتاحه بفضل تصميمه المُبتكر والمستقبلي، وتمكّن من ترسيخ مكانته كمركز للحوارات المعرفية، ومنارة للمبدعين والمبتكرين، ومحفز حقيقي للتغيير. وعلى الرغم من معرفة الكثيرين بتفاصيل تصميم هذه الأعجوبة المعمارية، ودورها الرائد كمنصة عالمية لدعم وتسخير الأفكار التقدمية والمستقبلية، نستعرض فيما يلي بعض الحقائق التي تجعل منه متحفاً استثنائياً بالفعل.
1. الاحتفاء بزهرة الشرشير من التراث البيئي الإماراتي
• تأخذ منطقة “الواحة” زوار المتحف في رحلة من السكينة والطمأنينة إلى مساحة مستقبلية للصحة والعافية في عام 2071، وتمنحهم ملاذاً بعيداً عن الحياة الرقمية، وتفسح لهم المجال للتأمل وإعادة اكتشاف توازنهم النفسي في مركز للحواس البشرية يعكس تموجات رمل الصحراء في صورة رقمية مبتكرة.
• يجد الضيوف عند دخولهم منطقة الواحة في الطابق الثالث نافورة مياه من الرخام الفاخر، تضفي على المساحة أجواء من الصفاء والسكينة بإطلاق العبير الفوّاح لزهرة الشرشير من التراث البيئي الإماراتي.
• استطاعت هذه الزهرة بقدرتها الفريدة على النمو والتفتح في ظروف الصحراء القاسية، إلهام عدد لانهائي من قصص الشجاعة والصبر والأمل في التراث الشعبي الإماراتي، كما تتمتع بخواص طبية علاجية وقدرة على دعم الجهاز المناعي في الجسم لتحقيق التوازن الصحي.
2. تجربة مميزة من المشاهد والأصوات الحقيقية لغابات الأمازون المطيرة
• تعكس المشاهد والأصوات التي ترحب بالضيوف عند دخول مختبر إعادة تأهيل الطبيعة في المتحف، الجوهر الحقيقي والمميز لغابات الأمازون المطيرة، إحدى أكثر المناطق تنوعاً حيوياً على وجه الأرض.
• ويقدم المتحف تصويراً رقمياً دقيقاً لجزء حقيقي من غابات الأمازون في ليتيسيا بكولومبيا، والذي يُجسد النظام الحيوي والبيئي للمنطقة بدقة وواقعية بالغة. وعمل فريق المتحف من العلماء والمصممين والمبدعين على تسجيل أصوات الحياة البرية في غابات الأمازون للأنواع المحلية من الطيور والنحل وغيرها.
• وإلى جانب الرحلة الواقعية الدقيقة التي يوفرها المختبر، فإنه يدعو الزوار إلى العمل على ربط الطبيعة بالتكنولوجيا، والتعاون على تعافي كوكبنا وحمايته.
3. تصميم الهيكل الخارجي للمتحف بمساعدة الروبوتات
• يمثّل المتحف أعجوبة معمارية فريدة بتصميم هندسي مبتكر وغير مألوف. فقد صُنع هيكل المتحف من الفولاذ المقاوم للصدأ رقمياً باستخدام أدوات تصميم بارامترية متطورة، تستفيد من الخوارزميات الحاسوبية في تمكين المهندسين المعماريين من تصميم بناء بأسلوب مختلف وغير تقليدي.
• يتكون هيكل الفولاذ المقاوم للصدأ من 1,024 قطعة جرى تصنيعها عبر عملية تخصصية بمساعدة الروبوتات، وتغطي مساحة إجمالية قدرها 17,600 متراً مربعاً.
4. سيارة urbansphere ذاتية القيادة من “أودي” في معرض “مستقبلنا اليوم”
• ويضم معرض “مستقبلنا اليوم”، الذي يُعنى باستعراض تقنيات المستقبل القريب، نموذجاً مخصصاً للعرض من سيارة urbansphere من أودي، التي عمل المصممون والمهندسون على تصميمها بعناية لتناسب المدن الكبرى ذات الازدحام المروري الكبير في مختلف أنحاء العالم.
• تؤكد كلمة “sphere” في اسم السيارة على الأهمية الكبرى لتصميم المقصورة الداخلية في مستقبل عالم التنقل.
• يستعرض المعرض كذلك بدلة فضاء معدومة الجاذبية، في إطار التزامه بعرض أحدث الابتكارات في مجالات التصميم والتكنولوجيا ضمن مجموعة نماذجه ومعروضاته.
5. الريادة في الطاقة والتصميم البيئي
• حصل المتحف على الشهادة البلاتينية من نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي للمباني الخضراء في عام 2023، الذي يمثل تصنيفاً عالمياً للمباني الصحية والمستدامة وعالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة، ليصبح المتحف الوحيد الحاصل على هذه الشهادة المرموقة في منطقة الشرق الأوسط.
• يعتمد المبنى على أحدث الوسائل البيئية والمستدامة في تطبيق أنظمة توزيع الماء والعزل الحراري والتبريد بشكل فعال ومتكامل، ما يعكس التزام المتحف بالارتقاء بمعايير المباني الخضراء في المنطقة، بما ينسجم مع الجهود العالمية للترويج للممارسات المستدامة في التصميم والإنشاء المعماري.
• يجري توليد أكثر من 30% من احتياجات المتحف بوساطة الطاقة الشمسية، إضافة إلى استخدام مصابيح LED الموفّرة للطاقة في مختلف أرجاء المتحف، فضلاً عن صنع كامل السطح الخارجي للمبنى الاستثنائي من زجاج مطوّر خصيصاً بالاعتماد على تقنيات مبتكرة لتحسين العزل الحراري.
6. المحاكاة المذهلة لرحلة إلى الفضاء الخارجي وتجربة السفر إلى المحطة الفضائية على بعد 600 كيلومتر عن الأرض
• لا يمثل المصعد الفضائي في المتحف وسيلة للنقل وحسب، بل يوفر رحلة مشوّقة نحو المستقبل، حيث يجسد مفهوم السياحة الفضائية، ويقدم للزوار تجربة مليئة بالإثارة للتعرف على الخبايا التي يمكن استكشافها في الفضاء.
• يأخذ الصاروخ الفضائي الزوار في رحلة تحاكي شعور السفر إلى ارتفاع 600 كيلومتر فوق سطح الأرض إلى محطة الفضاء المدارية – أمل، التي تمثل تصور المتحف لمسكن البشر في الفضاء، ما يسمح لهم بالتعرف على شكل الحياة التي يمكن أن توفرها محطة فضاء ضخمة في عام 2071.
7. الطباعة ثلاثية الأبعاد لثلاث مقولات ملهمة بالخط العربي الأصيل على واجهة المبنى
• تعرض واجهة المتحف، المزينة بنقوش بديعة بالخط العربي الأصيل، مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”” المنقوشة بخط صممه الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.
• وتحتفي المقولات بالعصر الذهبي للحضارة العربية في العلوم والرياضيات والجغرافيا، وتتضمن قول سموه: “لن نعيش مئات السنين ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين”. وتسلط المقولات بمجموعها الضوء على الدور المركزي الذي تلعبه الحضارة العربية في ريادة هذه المجالات ورسم ملامح مستقبلها.
• تم اختيار المكان المناسب بعناية لكل قطعة من النقش العربي باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد بما ينسجم مع قواعد الخط العربي، ويفسح المجال أمام ضوء الشمس لإنارة المبنى.
8. نظام الري الذاتي للمنطقة الخضراء حول المتحف
• يقف مبنى المتحف على تلة خضراء خلّابة تحتضن طيفاً واسعاً من أنواع الأشجار والنباتات، لتمنح الزوار لمحة عن التنوع الحيوي والتراث البيئي للإمارات.
• تضم الحدائق التي تزين التلة الخضراء الواسعة، التي يقع عليها المتحف، شجر الغاف والسدر والنخيل والقرط المنتشرة في البيئة المحلية. كما يعالج التنسيق المُبتكر للنباتات الطبيعية التحديات التي تفرضها درجات الحرارة العالية في الصيف، بالاعتماد على نظام ذكي للري الموجه وعالي الكفاءة.
• تلعب هذه المنهجية المستدامة دوراً هاماً في الحفاظ على النباتات المتنوعة، وتدعم أسراب الطيور والنحل التي تستوطن التلة لبناء بيئة متوازنة ومتناغمة في محيط المتحف.
9. محاكي محطة الفضاء المدارية – أمل يستعرض دور الطاقة الشمسية في الفضاء في تزويد الأرض بالطاقة بحلول عام 2071 على هيئة لعبة مبتكرة
• يقع محاكي محطة الفضاء المدارية – أمل، الذي طوّرته شركة ساب الشريكة للمتحف، في وسط طابق “مستقبلنا اليوم”، ويقدم للزوار سيناريوهات مختلفة لما يمكن أن يحدث على متن المحطة، التي تمثل محطة فضائية تستخدم الطاقة الشمسية في تزويد الأرض بالطاقة بحلول عام 2071 وفق تصور المتحف.
• يواجه الزوار، بتوجيه ومساعدة الذكاء الاصطناعي، سلسلة من التحديات في هيئة لعبة، ما يتيح لهم فرصة استخدام التقنيات والحلول المبتكرة للحد من الانبعاثات والنفايات وعدم التكافؤ في الفرص إلى أقصى درجة ممكنة بهدف الوصول بالمحطة إلى رؤية أكثر استدامة.
10. الفراغ في وسط المبنى يحاكي المستقبل الواعد والآفاق المعرفية غير المكتشفة
• يحاكي الفراغ في وسط مبنى المتحف المستقبل الواعد والآفاق المعرفية غير المكتشفة، ويؤكد على الدور الذي يلعبه رواد الابتكار والإبداع في اكتشاف المجهول.
• تسمح منصة المشاهدة للزوار بالتمتع بإطلالات عبر الفراغ على نصف منحنى البنى وعلى مشاهد الإمارة الآسرة.
• يعكس التصميم الرمزي للفراغ الإمكانات اللامتناهية والآفاق الغامضة غير المكتشفة بعد، ويحتفي بالأفراد الساعين إلى دخول عوالم جديدة والارتقاء بآفاق المعارف، الذين يلعبون دوراً محورياً في تعزيز الابتكار وروح المغامرة والاكتشاف.
• إن هذا الالتزام بدعم الاكتشاف يسهم في توجيه الإنسانية نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ويساعد على التجديد المستمر لمعروضات المتحف.
ويعد متحف المستقبل المتحف الأول من نوعه في العالم. وقد صُمم لتغيير التصور السائد اليوم عن المستقبل، حيث يحتضن بناؤه الفريد بيئات مستقبلية غامرة ومتعددة تهدف إلى تمكين الزوار من تشكيل رؤية وتصور جديد للمستقبل. ويعتمد المتحف على تصاميم وموضوعات مميزة لبناء عالم، لم نتخيل مشاهدته قبل 50 عاماً من الآن، ويشارك الزوار فيه في تجربة واسعة تحفزهم على استخدام حواسهم الخمس بشكل فاعل. كما يمثل المتحف مصدر إلهام للإنسانية، فيشجعها على إعادة تخيل المستقبل بمختلف جوانبه واحتمالاته، من خلال المزج المتناغم بين الابتكارات العلمية والتقنية والجوانب الروحانية.
ويُعتبر متحف المستقبل أحد أكثر المشاريع الطموحة تعقيداً، ويتميز بتصميم خارجي فريد واستثنائي، يبلغ ارتفاعه 77 متراً، وتتكوّن واجهته من 1,024 قطعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، مزيّنة بنقوش بالخط العربي الأصيل، وتحمل ثلاث مقولات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.