متابعة-جودت نصري
عادة، يكون لكل من الأب والأم أدوار ومهام مختلفة في تربية الطفل، ولكل منهما مسؤولياته وواجباته تجاهه. ثم تأتي الدراسات لتؤكد أهمية التخطيط المشترك بين الوالدين لتربية الطفل، حيث تبين أن الأطفال الذين شارك آباؤهم وأمهاتهم في تربيتهم خلال السنة الأولى من حياتهم هم الأفضل. في الأداء المعرفي والنمو العقلي، وعندما يكبرون يكون لديهم ذكاء وقدرة على الاستكشاف أكثر من الأطفال الآخرين، وستكون نتائجهم أفضل في الاختبارات الأكاديمية والرياضية في المستقبل.
وفي التقرير التالي سنتعرف على دور الأب في التربية. ثم سنستعرض أهمية هذا الدور وانعكاسه على قدرات الطفل ومهاراته، بالإضافة إلى التعرف على أساليب التخطيط المشترك للتعامل مع الطفل. وذلك بحسب الدراسة التي أعدها معهد بحوث الطفل بجامعة عين شمس، والتي استمرت منذ أكثر من 9 سنوات.. بفريق عمل مكون من 15 باحثًا وباحثة.
1-دور الأب في تربية الطفل
لا يقتصر دور الأب على العمل والدعم المالي فحسب بل يجب عليه أن يقوم ببعض المهام في تربية الطفل، وتشمل:
القدوة الحسنة
أهم دور للأب أن يرى فيه الأطفال مثالًا يحتذى به، فالأبناء يحاكون الآباء في مختلف تصرفاتهم.. ولذلك يجب أن يكون الأب حريصاً في تصرفاته وسلوكياته ليتعلم منه الأبناء أفضل الصفات.
تخصيص وقت للأبناء
انشغال الأب بالعمل لا يعني أن ينسى دوره في تربية الطفل، بل يجب أن يخصص لأبنائه وقتاً يومياً للتحدث والمشاركة.. فلا بد أن يستمع إليهم ويخبرهم برأيه في مختلف المواقف، وأن يكون صديقاً لهم، وليس مجرد أب يفرض قراراته عليهم.
الثواب والعقاب
من أهم أدوار الأب في تربية الطفل أن يكون صارماً وحازماً في المواقف التي تتطلب ذلك، فالعقاب شيء أساسي في تربية الطفل بقدر الخطأ.. العقاب لا يعني أن يقوم الأب بضرب الأبناء، ولكن حرمانهم من شيء يحبونه أو عدم التحدث معهم وغيرها من الأساليب الصحيحة.. كما يجب أن يكون للأب دور في تحفيزهم وتشجيعهم على السلوك الحسن، من خلال كلمات الثناء والمدح أمام الجميع، والمكافآت المناسبة .
الاحتواء
من الأدوار المشتركة بين الأب والأم هي إعطاء الحب والحنان للأبناء، فالأم هي مصدر الدفء والحنان والأب هو الأمان.
هذا يُساعد كثيراً في طمأنة الطفل وعدم شعوره بالخوف والقلق حتى إن أخطأ ليكون صريحاً في كل ما يفعله ولا يتردد في الاعتراف بالخطأ.
2-تابع دور الآباء
الدفاع
عادةً ما يرتبط الأب بالقوة والحماية فهو مصدر الدفاع عن كافة أفراد الأسرة، وهو دور هام يجب أن يجيده الأب.. ويقوم الأب بهذا الدور من خلال التحدث مع أبنائه، وإخبارهم بأنه يساندهم ويدعمهم في كل وقت، وبأي ضرر يواجههم سواء جسدياً أو نفسياً.
توفير احتياجات الأسرة
دور أساسي يلعبه الأب وإن كانت الأم تشاركه فيه معظم الأحيان، وهو العمل لجلب المال وتلبية كافة احتياجات الأسرة.. ولا يقتصر دور الأب على توفير ما تحتاجه الأسرة ولكن تعليمهم قيمة المال والقناعة، وأهمية السعي والكفاح لتحقيق النجاح.
التعليم
يُعد هذا من الأدوار المشتركة بين الأب والأم فيحتاج الابن إلى متابعة في المنزل وهو بمرحلة المدرسة، ويمكن تقسيم هذا بين الأب والأم.. ويجب أيضاً أن يُساعد الأب في تنمية مهارات الطفل وتحفيزه على التطلع للمزيد.. وليس فقط التعليم الخاص بالمدرسة.
المشاركة في الأنشطة
من المهام الأساسية لكل من الأب والأم في تربية الطفل هي مشاركة الأطفال في مختلف الأنشطة والألعاب داخل وخارج المنزل..ما يؤدي لتطوير عقلية ومهارات الطفل وتعلم كثير من السلوكيات، مثل: المشاركة، وتكوين العلاقات.
3- أهمية مشاركة الأب في تربية الأبناء
تعزيز الذكاء: يمكن للأب المشارك في تربية الأبناء أن يساهم في تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل، وبالتالي زيادة القدرة على حل أي مشكلة تواجهه.
الشعور بالثقة: حينما يقوم الأب بدعم طفله، فإنه يساعده حتى يصبح شخصاً واثقاً في نفسه، ومدركاً لأهميته في الحياة، ويشعر بالسعادة.
السيطرة على السلوك: حينما يقوم الأب بمساعدة ابنه على تقبل المواقف المختلفة، فإنه يعتاد على التحكم في سلوكياته وانفعالاته.
الاستماع لوجهات نظر مختلفة: عادةً ما يكون لدى الطفل أسئلة عديدة، بينما تختلف ردود أفعال الآباء ، ما يساعد الطفل على فهم كثير من الأبعاد.
و الفرق بين الأم والأب في الفكر ووجهات النظر، سوف يقدم العديد من الخيارات للطفل.
الشعور بالحب: إن وجود أب مساهم في تربية الطفل سوف يشعره أنه محاط بالحب والعاطفة من والديه، لينشأ في بيئة طبيعية وسوية.
عدم التفرقة بين الأبناء: ويتم بحرص كل من الوالدين على المساواة بين أبنائهم، فلا يقومون بمدح أحد الأبناء، ويعبرون عن مشاعر الغضب للآخر.
4-طرق تعاون الأب والأم في تربية الأبناء
من الضروري أن يقوم الأب والأم بتخطيط مسبق للتعامل مع الطفل، حتى لا يشعر بالتشتت في الآراء والقرارات.
يجب التحدث حول كيفية تأديب الطفل، النظام الغذائي المناسب، وقت النوم، والأنشطة التي يشارك فيها الطفل.
مع ضرورة مشاركة الأب والأم معاً في تربية الأبناء، لكن لابد من القيام بتقسيم المهام بينهما، بحيث لا يكون العبء على شخص واحد فقط.
فحينما يشعر الطفل بأن المهام مقسمة بين والديه، فسوف يصبح أكثر إدراكاً بأن كل منهما يهتم به ويحرص على مصلحته.
يمكن تقسيم المهام وفقاً لقدرات كل من الوالدين، والأوقات المناسبة لهم، بحيث لا يتخلف أي منهما عن مهامه.
5 – تابع أهمية دور الأب.. الأم تدعم انشغال الأب
قد يواجه أحد الوالدين مجموعة من الضغوط أو ينشغل في العمل أو أي مشكلة، مما يستدعي دعماً من الطرف الآخر .
وهذا الدعم سوف يرسل بعض الرسائل الهامة للطفل، بأن الوالدين لديهم هدف واحد، وهو الاهتمام بطفلهما والحرص على مصلحته.
من الأمور الهامة إظهار الامتنان والتقدير للطفل، وشكره ومدحه عندما يقوم بفعل صائب، مما يجعله يشعر بالتقدير. و في حالة صعوبة تقسيم المهام أو تربية الأبناء، فيجب استشارة أحد الخبراء وسؤاله للحصول على الطريقة الأفضل في التعامل.