متابعة-جودت نصري
التحدث أمام الجمهور هو الخوف الأول لعدد كبير من الناس، وقد يسبب مواقف محرجة للكثير منهم. إذا كنت من الأشخاص الذين يتعرقون في كل مرة تدخل فيها غرفة مليئة بالغرباء؛ لا تقلق…أنت لست وحدك؛ تبدو اللقاءات والمواقف الجديدة التي تواجهها مخيفة إلى حد ما، كما أن تقديم نفسك لشخص غريب يشبه إلى حد كبير التحدث أمام الجمهور. وإليكم أبرز التمارين العملية التي يقدمها المتخصصون للتغلب على الخجل:
1. الاهتمام بنفسك
قبل أن تذهبي إلى أيّ مكان، لا تتوانَي عن الاستعداد بشكل جيد، من خلال القيام بكل الأشياء الصغيرة التي تجعلك تشعرين بالرضا عن نفسك، مثل: مظهرك ورائحتك الطيبة، على سبيل المثال؛ فستكونين على ثقة أكبر:
خذي حماماً دافئاً.
استخدمي مزيل العرق.
صففي شعرك.
استخدمي رشة صغيرة فقط من عطرك المفضل.
ارتدي ملابس مريحة، ولا تبالغي بالإكسسوارات.
2. لحظة اللقاء
قبل أن تدخلي الغرفة أو المكان مباشرة، أضيفي اللمسات الأخيرة:
أغمضي عينيك وخذي نفساً عميقاً.
تخيلي نفسك واثقة من نفسك؛ فهذا سيَزيد من ثقتك بنفسك.
افتحي عينيك، قفي بشكل مستقيم.
ابتسمي.
هذه التمارين أو الخطوات التي قد تَظهر لك بسيطة جداً، سوف تمنحك على الفور الشعور بمزيد من الثقة.
3. اطردي الأفكار السلبية
التوقف عن الحديث السلبي مع النفس، هو ركيزة أساسية للتخلص من الخجل.. فالخوف من الفشل أو من فكرة الوقوع في الخطأ، هو أساس الشعور بالارتباك والخجل؛ كونه يؤثر على ثقة الشخص بنفسه.. اطردي جميع الأفكار السلبية التي قد تشوّش تفكيرك وتُبعدك عن هدفك الأساسي، وركّزي على الأفكار الإيجابية التي تساعدك على الاستعداد والظهور بمظهر الواثق من نفسه.. تذكّري أن الآخرين يريدون رؤيتك تنجحين، وأنك قادرة وتستحقين الفوز.. إذا خطرت في ذهنك فكرة سلبية، تجاهليها فوراً، ورددي عبارة: “أستطيع أن أفعل هذا”، أو أيّة جملة مماثلة في رأسك.
4. التركيز على الخارج
عندما تدخلين إلى الغرفة، قد تشعرين بأن الجميع يحدّقون بك، هذا طبيعي.. أحد الأسباب الرئيسية للخجل هو الاعتقاد بأن الجميع يحكمون عليك ويراقبون تصرفاتك بانتظار هفوة منك.. الأمر المضحك هو أن الجميع يشعرون بالقلق الشديد من أن يتم الحكم عليهم، لدرجة أنه ليس لديهم الوقت للقلق بشأن الحكم عليك.. إنها حقيقة، الجميع يفكرون في أنفسهم، وليس بك.. لهذا؛ فإن ابتسامتك هي مفتاح ثقتك بنفسك؛ فأنت تُظهرين للآخرين أنك لا تحكمين عليهم؛ بل ترسلين لهم ذبذبات إيجابية تُشعرهم بالارتياح نحوك، وهذا طبعاً سينعكس عليك راحةً وطمأنينة وثقة.
5. اقرأي لغة الجسد قبل المشاركة في أيّة محادثة
ينخرط الأشخاص في جميع أنواع المحادثات المختلفة في المناسبات الاجتماعية، ولكن يمكن التمييز بينها؛ كونها مفتوحة أو مغلقة.. فالدخول بمحادثة مغلقة، سوف يعرّضك للرفض، وبالتالي لموقف محرج أنت بالغنى عنه، إذا خصصتِ دقيقة للنظر إلى لغة الجسد؛ فعادةً ما يكون من السهل جداً تحديد نوع الحديث المتبادَل.
انتبهي؛ فالمحادثات المغلقة تكون بين شخصين، ونادراً ما تكون أكثر من ذلك.. ربما يتحدثون عن شيء شخصي، أو يشاركون القليل من القيل والقال.. سوف تشير حركة أقدامهم وأكتافهم إلى الداخل قليلاً تجاه بعضهم البعض إلى ذلك.. سوف ينظرون إلى بعضهم البعض؛ أيْ أنهم ليسوا منفتحين على انضمام شخص آخر إليهم، ومن المرجّح أن يروا اقترابك منهم بمثابة مقاطعة.
يمكن أن تكون المحادثات المفتوحة بين شخصين أو مجموعة.. سيتم توجيه الأقدام والأكتاف إلى الخارج قليلاً، وسيتواصلان بصرياً مع بعضهما البعض، لكن سيظلان ينظران إلى الأعلى أو حول الغرفة بين الحين والآخر.. سوف يناقشون شيئاً بسيطاً: العمل، الطقس، الحفل نفسه.. إذاً؛ فهم منفتحون على انضمام شخص ما إليهم.. إذا تواصلتِ بصرياً مع أحدهم وابتسمتِ- وقام هو بالرد عليك– فاعلمي أنك مرحب بك.. فقط ألقي التحية، وسيتم الترحيب بك والتعريف عنك في كل مكان.
6. كوني مستمعة جيدة
من السهل أن تكوني متحدثة عظيمة، لكن ليس من السهل أن تكوني مستمعة جيدة.. اجعلي شخصاً ما، يبدأ في التحدُّث من خلال طرح سؤال عليه.. ثم، دعيه يستفِض في الشرح.. يحب الناس ببساطة التحدث عن أنفسهم أو عائلاتهم أو حيواناتهم الأليفة أو ممتلكاتهم.. كل واحد منّا مليء بالقصص ويحب مشاركتها.. إذا كنتِ مستمعة جيدة؛ فسوف يُنظر إليك على أنك محاورة جيدة.
هذا لا يعني أن تجلسي في صمت بينما يثرثر أحدهم باستمرار.. كونك مستمعة نشطة، يعني أنك تتعلمين شيئاً ما من الشخص الآخر، وهذا يعني بطبيعة الحال التفاعل مع الآخرين؛ مما سيزيد من ثقتك بنفسك.. ومع التكرار؛ فإنك ستصبحين أكثر انفتاحاً وأقل خجلاً.
