كتبت هيلة المشوح في صحيفة الاتحاد:
بكل إكبار وتقدير واستحقاق يدعو للفخر، استقبل العالم العربي استضافة المملكة العربية السعودية للجنة المرأة في دورتها الـ39 يومي 9 و10 من شهر فبراير الحالي لعام 2020، والتي ترأسها وتدير أعمالها المملكة، وتنطلق تحت مظلة وإشراف جامعة الدول العربية، فكان اختيار الرياض لإطلاق هذا الحدث الكبير الذي لم يكن لولا دعم المملكة للحراك التنموي في المجتمعات العربية والنهوض بالمرأة ودعم حقوقها وتمكينها في كافة القطاعات، فضلاً عن النقلة العظيمة التي شهدتها المملكة العربية السعودية بتطبيق الإصلاحات المتعلقة بتعزيز مكانة المرأة بشكل متسارع وخلال فترة وجيزة.
لم تكن استضافة المملكة للجنة المرأة بجامعة الدول العربية?? في دورتها الـ39 حدثاً روتينياً اعتيادياً، بل كان حدثاً منبثقاً من مبدأ اهتمام المملكة بشؤون المرأة العربية، وتمكينها والتأكيد على دورها الريادي والمؤثر في كافة القطاعات الحيوية، ليس في المملكة فحسب، بل في جميع الدول العربية، وهذا ما أكدت عليه الأمين العام لمجلس الأسرة في المملكة الدكتورة هلا التويجري حيث ذكرت أن هذا العام 2020 عام مميز للمرأة السعودية والعربية؛ فقد أصبحنا الآن نتحدث عن قصة نجاح في مجالات تمكين المرأة، وتعزيز وجودها في كل القطاعات والمؤسسات والمحافل العربية والدولية، وكان ذلك خلال انعقاد أولى جلسات اللجنة بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض.
وتناقش لجنة المرأة العربية في جلستيها التحضير لاجتماعات الأمم المتحدة التي ستعقد في نيويورك في شهر مارس من هذا العام، وتركز على وضع المرأة في الدول العربية، والاتفاق على بيان عربي موحد يراعي سياسات الدول العربية وأوضاع المرأة في كل دولة. وقد تم الانتهاء من تحضير البيان، وسوف يتم إلقاؤه من قبل الدولة القائمة بأعمال اللجنة والمضيفة، وهي المملكة العربية السعودية، وذلك في مقر الأمم المتحدة وفي لجنة وضع المرأة هناك.
لقد تم إعلان الرياض عاصمة المرأة العربية لعام 2020 في ختام أعمال اللجنة، حيث كانت تترأسها دولة الجزائر العام الماضي، وقد جرت العادة أن تكون عاصمة المرأة العربية دولة ذات تأثير إقليمي ودور ريادي واستراتيجي حيث وقع الاختيار على الرياض التي تستعد أيضاً لاستضافة قمة العشرين التي لاشك أن للمرأة فيها أهمية قصوى، بما في ذلك تمكينها وتأثيرها محلياً وإقليمياً وعالمياً وتركيزها على التقارير المتعلقة بالمرأة في المنطقة العربية خاصة.
وتقفز المملكة العربية السعودية بخطوات واثقة نحو تمكين المرأة، ومن يتابع الشأن الداخلي السعودي سوف يلاحظ الشكل الحقيقي لمكانة المرأة واقتحامها لكل المجالات، بما في ذلك القطاع العسكري والأمني والأمن السيبراني، وقد نجحت وأثبتت أنها كفؤ وعلى قدر كبير من الطموح يتماهى ورهان قيادة المملكة التي راهن عليها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على أن المرأة شريك في صناعة الوطن وإنجازاته وتحقيق رؤيته!