من مدينة تعج بعالم الأعمال نهاراً إلى سماء تتلألأ بالأضواء ليلاً وتتحول إلى مجرة مضيئة تُنير مساء العالم بالسهرات الليلية المفعمة بالرقي والحياة والصخب، تسطع دبي لتكون نجماً يستدل به العاشق إلى محبوبه والتائه إلى ضالته.
وانطلاقاً من عنوان “لا أنام….و ليل العاشقين طويل”، كتب الطبيب “أكرم أحمد” متغزلاً بالسحر العربي الممتزج بالحداثة العالمية الذي تضمه مدينة دبي:
“ولأن دبي _ليلاً_ هي حفل أنيق يدعوك لآلا تنام فعلً، فهي صاخبة و مفعمة بالحياة حقاً… فحق لكل مقيم فيها الاحتفاء بذياك الحفل..
لكن ربما تسبب هذا الحفل الأنيق للبعض بالأرق هذا ما لم ولن ترضاه دبي الفاتنة لعشاقها.. وهي عاشقة غير مستبدة و تترفق بعشاقها كثيرآ.. كما انها لم تتفق مع عشاقها هؤلاء على ذلك السهر المفضي للتعب المرضي أحيانآ، ذلك ولاني بوصفي المهني طبيباً معالجاً في إمارة دبي الحالمة هذه ، فإنه يتردد لي الكثير من المرضى – لا سيما في المناوبات الليلية – ممن يعانون من الأرق، الذي يكون بمعظمه غير مرضي الأسباب، أي أنه عند إجراء التحاليل الطبية لا تظهر أسباب واضحة، ما يعزز فرضية الخلل المصاحب لمنهجية الحياة ( life style) والمتمثل في السهر المستمر دون أسباب واضحة كتلك المتعلقة ببعض المهن…وهنا أنصح جميع الأحباب بالاقتصاد في السهر و النوم باكرا والتركيز على شرب كثيرآ من السوائل والاكل العضوي المعتدل مما يعزز المناعة و الصحة بالمجمل…..
وأما “ليل العاشقين”، فذلك ما قال فيه الراحل جورج جرداق شعراً و سجعت بها أم كلثوم نغماً خالداً:
سهر الشوق في العيون الجميلة.. حلم آثر الهوى أن يطيله
وحديث في الحب إن لم نقله.. أوشك الصمت حولنا أن يقوله
إلى أن قال – سامحه الله فقد أبكى العاشقين جداً:
ملأ قلبي شوق وملأ كياني… هذه ليلتي فقف يا زمان
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر…. فتعال أحبك الآن الآن أكثر”.