متابعة-جودت نصري
يتم الاحتفال في 29 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصدفية في جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض الجلدي وأنواعه والعلاجات المختلفة التي يمكن استخدامها لتجنب مضاعفاته.
ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الطرق الثورية الجديدة لعلاج الصدفية، وعلى الرغم من أنه مرض مرتبط بالمناعة، إلا أن هناك نتائج واعدة لبعض الدراسات التي من شأنها أن تساعد مرضى الصدفية على التخلص من أعراض المرض ومضاعفاته.
أنواع الصدفية
-الصدفية القشرية
هذا أكثر الأنواع شيوعاً، يعاني حوالي ثمانية من كل 10 أشخاص مصابين بالصدفية من هذا النوع.
تشمل أعراض الصدفية القشرية التهاب الجلد الأحمر، كما يكون الجلد مرتفعاً ومغطى بقشور بيضاء فضية،؛ أما على البشرة الداكنة، فقد تكون البقع أرجوانية مع قشور رمادية.
– الصدفية النقطية
يبدأ هذا النوع غالباً عند الأطفال أو الشباب، ويشكل حوالي 8% من حالات الصدفية.
وتسبب الصدفية النقطية بقعاً صغيرة حمراء وردية على الجلد؛ وعلى البشرة الداكنة، قد تكون البقع أرجوانية.
– الصدفية العكسية
عادة ما يوجد هذا النوع من الصدفية تحت الإبطين والفخذ وتحت الثديين، وتظهر على شكل بقع من الجلد ذات لون أحمر ساطع وناعم ولامع، ولكن لا تحتوي على قشور، وهي تزداد سوءاً مع التعرق.
– الصدفية الحمراء
هذا النوع هو الأقل شيوعاً، ولكنه خطير جداً، إذ يؤثر على معظم أجزاء الجسم ويسبب انتشاراً واسعاً للجلد الناري الذي يبدو وكأنه محترق.
ومن أعراض الصدفية الحمراء الحكة الشديدة أو الحرقان أو التقشير، وزيادة سرعة ضربات القلب والتغييرات في درجة حرارة الجسم.
إذا كان لديك هذه الأعراض، راجعي طبيبكِ على الفور، فقد تحتاجين إلى العلاج في المستشفى، فهذا النوع من الصدفية يمكن أن يسبب مرضاً شديداً بسبب فقدان البروتين والسوائل، وقد تصابين أيضاً بالعدوى أو الالتهاب الرئوي أو قصور القلب الاحتقاني.
طرق علاج الصدفية
تناولت الأبحاث المتعلقة بالصدفية كل جانب من جوانب المرض، بما في ذلك دور التغذية وفقدان الوزن والميكروبيوم في الجسم والعلاجات.
في حين يركز بعض الباحثين اهتمامهم على التوصل إلى علاجات جديدة للصدفية، يبحث آخرون عن طرق لتجنّب هذا الاضطراب الجلدي.
علاج الصدفية بممارسة التمارين الرياضية
تركز إحدى السبل الواعدة للوقاية على اللياقة البدنية، إذ وجدت الدراسات أن التمارين الرياضية، خاصة عندما تكون مكثفة، قد تساعد في تقليل فرصة الإصابة بالصدفية.
يبدو أن الأشخاص الأقل لياقة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، فعلى الرغم من أن الرابط يحتاج إلى مزيد من الاستكشاف، إلا أنه قد يتعلق بكيفية تأثير التمارين الرياضية على تقليل الالتهاب المزمن، وهو السمة المميزة للصدفية والعديد من الحالات الأخرى.
البروبيوتيك والصدفية
يوجد في الجسم وعلى الجلد تريليونات من البكتيريا والفطريات وغيرها من الحشرات الصغيرة، التي يعيش معظمها في الأمعاء، ويطلق العلماء على هذا المجتمع المصغر اسم “الميكروبيوم”، وهذا أمر طبيعي، فالتوازن بين بيئتكِ الداخلية قد يكون مفتاحاً للصحة الجيدة.
وبعض الجراثيم الموجودة في الميكروبيوم الخاص بالجسم تصنِّع أحماضاً دهنية تتحكم في الالتهاب، ولكنها ليست الأحماض الدهنية “الأساسية” التي يمكنك الحصول عليها فقط من الطعام والمكملات الغذائية، كما أنها تساعد في الحفاظ على استجابة الجهاز المناعي تحت السيطرة.
ويدرس الباحثون الآن ما إذا كانت الأدوية المصنوعة من بكتيريا مفيدة تسمى البروبيوتيك قد تثبت فعاليتها في علاج الصدفية.
هل يمكن علاج الصدفية بنظام غذائي؟
لا يوجد نظام غذائي أو طعام واحد سوف يعالج أو يمنع الصدفية، ولكن بعض العلامات تشير إلى أن التغذية والوزن يؤثران على المرض، تماماً كما يؤثران على العديد من الحالات الصحية الأخرى.
ودهون الجسم تغذي الالتهاب، فقد عرف الأطباء منذ فترة أن فقدان الوزن، إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن، يمكن أن يقلل من أعراض الصدفية ويساعد الأدوية على العمل بشكل أفضل.
أفضل طريقة لإنقاص الوزن لمرضى الصدفية
أكدت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالصدفية والذين خفضوا ما لا يقل عن 5% من أوزانهم عن طريق اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية أصبح لديهم بشرة أكثر وضوحاً وأقل تأثراً بالصدفية.
يمكن أن يساعد النظام الغذائي التقليدي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط أيضاً على تقليل الالتهاب الناتج عن الصدفية، وذلك باستخدام الأطعمة مثل الأسماك والفواكه والخضروات والمكسرات وزيت الزيتون، إذ يبحث الباحثون فيما إذا كان ذلك قد يساعد في جعل الصدفية أقل حدّة.
قدمت إحدى الدراسات الصغيرة نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية، يتبعه نظام غذائي متوسطي تقليدي لمدة 6 أسابيع، وكان جميع الأشخاص المشاركين في الدراسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وكانوا مصابين بالصدفية ولكنهم لم يتناولوا أي دواء، وقد فقدوا الوزن، وتحسنت حالة الصدفية لديهم.
ليس من الواضح ما إذا كان ذلك بسبب فقدان الوزن، أو أنواع الطعام الذي تناولوه، أو كلا الأمرين، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما نجح بالضبط.
أدوية بيولوجية لعلاج الصدفية
في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أدت المعلومات الجديدة حول كيفية لعب الجهاز المناعي – دفاع الجسم ضد الجراثيم – دوراً في الصدفية، إلى العديد من العلاجات الجديدة. أصبحت الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات والسيكلوسبورين والميثوتريكسيت هي الدعائم الأساسية لإدارة المرض، ولكن على مدى العقود القليلة التالية، تباطأ التقدم في العلاج.
ومؤخراً، وجد العلماء الذين يدرسون أمراض المناعة الذاتية الأخرى رؤى جديدة حول جهاز المناعة، وتبين أن بعض المشاكل في تلك الظروف تنشط في مرض الصدفية أيضاً.
جلبت المعلومات الجديدة علاجات تستهدف مناطق معينة من جهاز المناعة، وأرست هذه الأدوية، وهي “الأدوية البيولوجية”، حقبة جديدة من علاج الصدفية.
تعمل العلاجات البيولوجية الجديدة بشكل جيد لعلاج الصدفية، كما أن العلاجات الجديدة الأخرى قريبة من الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء بالولايات المُتحدة الأمريكية.
ويعتمد العلاج البيولوجي على أدوية مصنوعة من مواد موجودة في الكائنات الحيّة، إذ يقوم الأطباء بحقن هذه البروتينات أو الأجسام المضادّة المصنوعة في المختبر في الجلد أو مجرى الدم، وبمجرد دخول الدواء إلى الجسم، فإنه يمنع جزءًا من نظام المناعة المتغير الذي يزيد من الإصابة بالصدفية.
بشكل عام، تعمل الأدوية البيولوجية على علاج الصدفية، لأنها:
-تكبح الخلايا التائية (شكل من خلايا الدم البيضاء).
-تمنع مادة تسمى عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha)، وهي واحدة من المواد الكيميائية الرئيسية في الجهاز المناعي.
-توقف عائلة من الرسائل الكيميائية للجهاز المناعي والتي تسمى الإنترلوكينات.
-ترتبط بالبروتينات التي تسبب الالتهاب.