متابعة-جودت نصري
أكد علماء التربية وأخصائيو التغذية أن تناول الطعام بشكل انتقائي يبدأ مع الطفل في سن مبكرة، وإذا لم يتدخل الأهل تستمر العادة مع الطفل مدى الحياة، مما يدل على ضرورة التدخل والعلاج المبكر، ويفضل أن يكون ذلك قبل بلوغ الطفل. سن الثانية، وتصبح هذه العادة جزءاً من شخصيته، ووسيلة لإثبات استقلاليته في مواجهة إصرار الوالدين.
ومن الطبيعي أن يهتم الآباء بتغذية أطفالهم ويتأكدون من أن هذه العملية تتم بشكل جيد وبكميات كافية. للحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية والهامة لنموها وتطورها.
ولهذا نجد الكثير من الآباء يشكون من امتناع طفلهم عن تناول نوع معين من الطعام وكرهه لها، مثل الامتناع عن تناول الخضروات أو اللحوم… فهو يرفضها رفضا قاطعا، وتبدأ المشاجرات ومحاولات الإكراه !
ورغم أن الأهل يجربون العديد من الوسائل والطرق لتحبيبه، إلا أنهم لا يحققون أي نتائج إيجابية، لذلك يظلون في خوف دائم من عدم حصول طفلهم على العناصر الغذائية الكافية، لذا يبحثون عن الحلول.
في البداية يجب أن تكوني واثقة أن الكثير من الأطفال قد يمرون بهذا النوع من المشاكل، وهي انتقائية طفلهم تجاه أطعمة معينة، وقد تكون مرحلة طبيعية يمر بها الطفل، وسرعان ما تنتهي.
لكن في بعض الأحيان قد تصل انتقائية الطفل في الطعام إلى حد الاضطراب، وسيكون من الصعب عليه جداً أن يتقبل الطعام، لفترة طويلة من الزمن، مما قد يؤثر على نموه ووزنه وصحته، وهذه الحالة تتطلب الاهتمام.
من المهم جدًا التفريق بين أن يكون طفلك انتقائيًا بشأن الطعام، أو ما إذا كان يعاني من أي مرض نفسي أو جسدي قد يشبه الاضطراب الانتقائي أو يسبب أعراضه قبل تشخيصه.
اضطراب الأكل الانتقائي…ومضاعفاته
هو اضطراب قد يصيب الأطفال منذ الطفولة المبكرة، حيث يأكل الطفل أنواعًا قليلة جدًا من الطعام ويرفض أنواعًا أخرى.
وقد يصل الطفل الانتقائي إلى حالة من الغضب والرفض والبكاء ومحاولات التقيؤ المستمرة، وذلك من مجرد رؤية الطعام أو شمه.
المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب الأكل الانتقائي هي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وعشر سنوات، وذوي الوزن المنخفض.
عدم حصولهم على الفيتامينات والمعادن والبروتينات بكميات كافية، مما قد يجعلهم أكثر عرضة لنقصها من غيرهم.
وقد يصاحب بعضهم انخفاض النمو المعرفي وضعف المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من غيرهم.
طفل انتقائي بشكل طبيعي
وهي حالة تظهر بين سن 18 شهرًا وثلاث سنوات.
يقبل ما لا يقل عن 30 نوعًا مختلفًا من الطعام.
القدرة على التحكم والاختيار.
تفضيل تناول نوع معين من الطعام لفترة طويلة من الزمن.
ولا يصاحبه أي مشاكل طبية.
وتنتهي هذه المرحلة قبل سن السادسة.
يأكلون عندما يشعرون بالجوع.
علامات اضطراب الأكل الانتقائي
ويظهر عند الأطفال من حديثي الولادة وحتى عمر أربع سنوات، والذين لا يقبلون أكثر من 20 نوعاً من الأطعمة المختلفة، ويصاحبهم مشاعر الخوف والقلق.
عادة ما يتم رفض الحزمة بأكملها؛ مثل مجموعة الخضار أو اللحوم، وقد ترتبط بمشاكل طبية.
مثل: مشاكل في الفم والأسنان، واضطرابات في البلع والهضم، ومشاكل في الجهاز الهضمي وغيرها.
ويحدث رفض الطعام بسبب مظهره أو رائحته أو طعمه، ومن الممكن أن يستمر الاضطراب ويصاحبه حتى مرحلة البلوغ.
يتجنبون تناول الطعام في الأماكن الاجتماعية لأنه يسبب لهم الضغط النفسي، ويرفضون تناول أي طعام غير مألوف حتى عندما يشعرون بالجوع.
نصائح للتعامل مع الطفل الذي يصعب إرضاؤه عند تناول الطعام
لا ينبغي للأسرة أن تقوم بإعداد وجبة طعام خاصة للطفل، بل يجب أن تقوم بتحضير الكثير من الأطعمة الصحية المتنوعة. ويجب أن تشمل بشكل أساسي الخضار والفواكه، حتى يتمكن الطفل من اتخاذ قراره بتناول ما يريد.
اختيار الطفل للطعام -بدون سبب- قد يكون عرضاً لمشكلة أكبر، وهي إخفاء الطفل لمشاعره، ويمكن التأكد من ذلك من خلال سلوكه. يجد الأهل الأمر صعباً وعنيداً، وهنا يجب عليهم التواصل مع طبيب متخصص في حل المشاكل الصحية النفسية والسلوكية لدى الأطفال.
ويجب عليك تحديد جدول والالتزام به فور انتهاء فترة الرضاعة لتجنب هذه المشكلة. يتضمن الجدول 3 وجبات صحية و2 وجبات خفيفة صحية. إذا لم يأكل الطفل ما يقدم له بعد حوالي 20 دقيقة، يتم أخذ الطبق منه ولا يتم تقديم وجبة أخرى له إلا في الوقت المحدد، بعد ذلك. سوف يلتزم بما هو متاح.
تحذير: إذا كان الأهل صارمين جداً في تحديد ما يمكن أن يأكله الطفل وما هو ممنوع منه، فإن ذلك سينعكس على رد فعل الطفل. ويجب التأكيد على احتمالية عناد الطفل حتى تثبت شخصيته. ويجب تقسيم السلطات، بحيث يتحكم الوالدان في موعد توفر الطعام، والطفل هو الذي يقرر. طريقة.
خذ طفلك معك عند التسوق
كما أن تناول الوجبات في تجمع عائلي علامة على الاهتمام بالتجمع وليس بالطعام. وحتى لو رفض الطفل، عليه أن يبقى في كرسيه حتى ينتهي الجميع. ولتحقيق ذلك يفضل ترك الهواتف بعيداً، واعتبار أوقات الوجبات فرصة للتواصل والضحك وسرد أحداث اليوم المضحكة، مما يطمئن الطفل.
يسعد بعض الآباء بزيارات طفلهم الانتقائية للمطبخ أو الثلاجة، واختيار ما يريده خارج أوقات الوجبات التي رفضها. ولكن يجب منع ذلك، ويجب عدم السماح للطفل بشرب العصائر والحليب أكثر من مرة، وفي وقت تناول الوجبة الرئيسية سيشعر بالجوع.
يهتم الأطفال بما يفعله الكبار، لذا يجب عليهم التوقف عن شراء الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والحلوى، واستبدالها بالأطعمة الصحية. ويصبح الوصول إليهم أكثر صعوبة. ويجب عليهم أيضًا أن يكونوا قدوة حسنة للطفل ويساعدوه على التأكد من أن هذه الأطعمة الصحية مفيدة بالفعل.
لا يجب تقديم الحلويات مع كل وجبة، حتى لو كانت متوفرة في المنزل. يجب إجبار الطفل على تناول وجبته كاملة قبل الحلوى، وسيأكلها على أية حال. كما أنه إذا رفض الطفل تناول الوجبة فإن منعه من تناول الحلويات ليس هو الحل، فقد يغير نمط أكله إلى الأسوأ مدى الحياة. الحل هو تقديم الحلوى مع الوجبة.
مشاركة الطفل في تخطيط وإعداد الوجبات تحفزه على تناولها، وذلك من خلال البحث في مكونات الوجبة وطريقة تحضيرها معاً. ويمكن أيضًا اصطحابه للتسوق، وحتى زراعة بعض الخضروات والأعشاب في المنزل. قد تستغرق مساعدة الطفل بعض الوقت، لكن النتيجة تستحق العناء.