متابعة-جودت نصري
يقوم المتخصصون عادة بتحليل شخصية الطفل بناء على سلوكه، وبالتالي معرفة مدى صحته النفسية… وهل هو حساس أم لا، ومن ثم العمل بعد ذلك على تقوية شخصيته… ولكن قبل الكشف عن طرق ذلك تقوية شخصية الطفل الحساس، يجب أن ندرك أن شخصية الطفل تتشكل وفقاً للدراسات والأبحاث، وتبدأ بالتشكل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره. أي قبل دخوله المدرسة، ولذلك من المهم جداً معرفة كيفية التصرف مع الطفل في هذه المرحلة من حياته، ومحاولة تقوية شخصيته قبل دخوله المدرسة التي تعتبر المكان الأول لاندماجه. في المجتمع الأكبر. ويوضح التقرير التالي أسباب هذه الحساسية في شخصية الطفل، وأسلوب التعامل معها… وفي النهاية يورد التقرير كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس… اللقاء مع خبير شؤون الطفل د. مديحة عبد الفتاح الصفتي الباحثة الاجتماعية…للشرح والتوضيح.
علاج خاص للأطفال الحساسين
التعامل مع الطفل الحساس يحتاج إلى أسلوب خاص يختلف عن الأطفال الآخرين. لأنه يمتلك مشاعر رقيقة وحساسة.
ويجب استغلال هذه المشاعر بطريقة مفيدة ولصالح شخصيته؛ ولذلك لا بد من البحث عن الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها.
وأكد خبراء التربية أن التعامل مع سلوك الطفل الحساس يجب أن يتضمن التركيز على صفاته الحميدة.
ولكل ما يقوم به من سلوكيات إيجابية، مما يؤدي إلى تقوية شخصية الطفل الحساسة.
سيكون مستعداً لمواجهة الحياة وحيداً في المستقبل، على الصعيد المهني والعائلي أيضاً، وفي كافة شؤون حياته.
أسباب ضعف شخصية الطفل
قبل أن نتعرف على كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس في المنزل، ومن ثم لاحقاً في المدرسة، لا بد أن نستعرض أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال.
وتشمل الأسباب: الحماية المفرطة للطفل؛ يصبح الطفل غير قادر على فعل أي شيء بمفرده ودون وجود والديه بجانبه.
التدليل المفرط للطفل لا يفيده؛ بل على العكس، فهي تؤذيه وتضعفه وتبكيه إذا لم يتمكن من الحصول على ما يريد.
مقارنة الطفل بالآخرين تضر بصحته النفسية وتجعله ضعيف الشخصية. يشعر بالنقص والضعف، وبالتالي يفقد ثقته بنفسه.
عدم السماح للطفل بالقيام بأشياءه بنفسه؛ مما يمنعه من تكوين شخصية مستقلة، أي أنه يعتمد على الآخرين في القيام بأموره الخاصة.
تهديد الطفل بشكل مستمر، واستخدام أسلوب الكلام الذي يعتمد على العنف، يجعله يشعر بالخوف من القيام بأي شيء بمفرده، وهذا ما يجعله ضعيف الشخصية.
السخرية من الطفل إذا فعل شيئاً خاطئاً أمام أصدقائه وأقاربه؛ مما يؤدي إلى تدمير شخصيته وإضعافه.
كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس
السماح للطفل بالتعبير عن نفسه وآرائه، وهمومه ومخاوفه، وما يسعده ويسعده، والأخذ برأيه أحياناً. تساعد هذه الطريقة على زيادة ثقة الطفل بنفسه، وتقوية شخصيته، وتهيئته للاندماج في محيطه ومجتمعه.
تحفيز الطفل باستمرار، حتى عندما يخطئ، من أهم الأمور التي تساعد على تقوية شخصيته. وتساعده هذه الطريقة على اكتشاف نقاط قوته وعدم الشعور بالضعف أو النقص.
إشراك الطفل في الأنشطة الاجتماعية، ومنها: الزيارات العائلية، وزيارة الأصدقاء، وحفلات أعياد الميلاد. وهذا الأسلوب يسهل عليه الاندماج في المجتمع الأكبر، ومن ثم في المدرسة، ويقوي شخصيته بشكل كبير.
مدح الطفل؛ خاصة عندما يقوم بمهمة توكل إليه بشكل جيد، أو إذا قام برسم شيء جميل أو قام بأي سلوك جيد. وهذا الأسلوب يعزز ثقته بنفسه ويجعله مستعداً لمواجهة المجتمع. القدرة على العمل والإنجاز تترك أثراً جيداً لدى الطفل بشكل عام.
يحتاج الطفل الحساس إلى أن يشعر بالحب والقبول من عائلته الأولى. لذلك عليك أن تجعله يشعر بالقبول والحب. وهذا ما يساعده على تطوير قدراته واكتساب المزيد من الثقة بالنفس.
السماح للطفل بتجربة الأشياء بنفسه، وتشجيعه على القيام ببعض الأنشطة والمغامرات بمفرده أو بين الأصدقاء… لأن هذه الطريقة تقوي ثقته بنفسه، وتجعله مستعداً لمواجهة المجتمع.
طرق أخرى لتقوية شخصية الطفل الحساس
ويجب إبراز الجوانب الإيجابية لدى الطفل لتعزيزها وتقويتها. لتعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ وهي بداية قوية وفعالة لتقوية شخصية الطفل الحساس.
كما أن الثناء على الطفل الحساس له دور كبير في تقوية شخصيته، لما له من انعكاسات إيجابية على حياته الاجتماعية وتفاعله مع الآخرين. لذلك يجب على الوالدين مدح الطفل الحساس كلما قام بسلوكيات إيجابية.
التركيز على المواهب وتنميتها.. الطفل الحساس هو طفل حساس للمشاعر والعواطف، ولديه العديد من المواهب الخفية التي تحتاج إلى من يكتشفها وينميها. لذلك، يجب على الوالدين مراقبة الطفل الحساس لاكتشاف ما لديه وتعزيزه، من خلال مشاركته مع الأطفال الذين يشاركونه نفس الموهبة.
يحتاج الطفل الحساس إلى الشعور بالدفء والاندماج الأسري، ولذلك فإن هذه المشاعر من العوامل التي تصقل شخصيته بالعديد من السمات التي تؤهله للتعامل باستقلالية مع الآخرين.