تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ حرص القيادة الرشيدة على مد جسور التعاون مع دول العالم، وظهور المزيد من الحقائق حول ضلوع “نظام الحمدين ” في الأعمال الإرهابية في الصومال وليبيا وسوريا و اليمن، وقرار السلطة الفلسطينية بشأن وقف العمل بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، إضافةً إلى تراجع دور الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الأزمات العالمية الكبرى.
و تحت عنوان ” شراكات لبناء المستقبل”، قالت صحيفة البيان: “بهمّة قيادتها، التي لا تكلّ، تواصل دولة الإمارات استثمار قوتها الناعمة، لبناء مستقبل مزدهر لأبناء الوطن، عبر تحقيق الشراكات الاستراتيجية، ومد جسور التعاون، وكسب الفرص، والاستثمارات مع دول العالم، وخاصة دول شرق آسيا، التي تعد اليوم أسرع اقتصادات العالم نمواً”.
وأضافت الصحيفة: “في زيارتيّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين وإندونيسيا، قطفت دولتنا ثمار نجاحات سموه في عقد الشراكات ومد جسور التكامل إلى 100 عام مقبلة. وبالأمس واصل سموه بناء تلك الشراكات الاستراتيجية الناجحة في زيارته إلى ماليزيا، التي تعد الإمارات أكبر شركائها التجاريين بين دول مجلس التعاون، بحجم تبادل وصل إلى 15.4 مليار درهم في 2016”.
و لفتت “البيان” إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى ماليزيا، وحضوره مراسم تنصيب ملكها، السلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه، الذي وصفه سموه بـ”الصديق العزيز”، ولقاؤه كبار المسؤولين والوزراء، الذين توافدوا إلى مقر سموه في كوالا لمبور، تأتي بعد أقل من شهرين على زيارة الملك للدولة، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين القائدين الكبيرين، وما يحدوهما من طموح لما فيه خير شعبيهما وبلديهما. يتسق ذلك مع ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بأننا “نتطلع إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك المثمر على المستويات كافة”.
و اختتمت البيان افتتاحيتها مشيرة إلى أن دولة الإمارات تقطف سريعًا اليوم ثمار نجاحاتها في شرق آسيا، بهمّة قيادتها ورؤيتها الصائبة أولاً، وبما حققته بنموذجها السياسي والاقتصادي، والإنساني، ثانياً، ما يجعلها الشريك المثالي لكل من يبحث عن التقدم والتنمية والازدهار في العالم.
أما صحيفة الاتحاد فقالت في افتتاحيتها بعنوان “محاكمة وجه الإرهاب”: “لتهدأ بعد عاصفة “نيويورك تايمز” عن ضلوع قطر رسمياً بتفجيرات في الصومال، رغم أنها غيض من فيض تورط “نظام الحمدين” في مثل هذه الأعمال الإرهابية من ليبيا إلى سوريا واليمن وغيرها من الفوضى التآمرية..وما كشفته الصحيفة الأميركية حقيقة، هو حجم الصفاقة التي وردت في التسجيل الصوتي للمكالمة الهاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة هاشم /الممثل الرسمي لنظام الحمدين/ ورجل الأعمال خليفة المهندي المقرب من أمير قطر تميم بن حمد بـ”أن مسلحين /أصدقاؤنا/ نفذوا تفجير بوصاصو في 18 مايو وهجمات أخرى في فبراير لتعزيز مصالح قطر من خلال ترهيب ممثلي الإمارات وإبعادهم من المنطقة”.
وأضافت أن تلك شهادة تضاف إلى كثير من الشهادات لتعكس بوضوح معالم الوجه الإرهابي لقطر، وتعري المختبئين وراء قذارة الأفكار السوداوية لـ”الإخوان” ومن يتبع سياستهم من خداع وكذب وتطرف، وبالتالي تعزز الرؤية الثاقبة للدول الأربع /الإمارات والسعودية والبحرين ومصر/ التي قطعت العلاقات مع قطر قبل أكثر من عامين وهي تدرك أن هذه الدولة لا تفرِّخ إلا الإرهاب.
وتابعت صحيفة الاتحاد: “المطلوب الآن تحقيق رسمي في جرائم قطر وإرهابها ضد الإمارات. فالتسجيل الصوتي فاضح وواضح غير قابل للنفي، المطلوب محاكمة المسؤولين عن السياسة القطرية التي لم تهدف يوماً إلى مساعدة الشعب الصومالي وإنما إلى إغراقه أكثر في الدم والفتن والحرائق، وإفساد أي محاولات من دول مسالمة أُولاها الإمارات لمساعدته، كما حدث في تدخلها لدفع اتفاق سلام إثيوبيا وإريتريا.. المطلوب الوقوف وراء كل الدعوات الصادقة من داخل وخارج الصومال للوصول بالتحقيق في تدخلات قطر وجرائمها الإرهابية إلى النهاية”.
أما صحيفة الخليج فقالت في افتتاحيتها بعنوان “بانتظار قرار السلطة الفلسطينية”: “سنذهب في التفاؤل بعيداً، ونفترض أن السلطة الفلسطينية حسمت أمرها، وقررت تنفيذ وقف العمل بالاتفاقيات المبرمة مع “إسرائيل”، فهل هذا القرار ينسجم مع مصلحة الشعب الفلسطيني، ثم مع القانون الدولي، ومع قرارات الشرعية الدولية؟ وما هي تبعات ومسؤوليات دولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني؟ و اشارت لصحيفة الى انه منذ توقيع اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، لم تنفذ إسرائيل أياً من التزاماتها، وظلت على مدى سنوات التفاوض منذ ذلك الحين إلى حين توقفها قبل عامين تماطل وتناور وتختلق الذرائع للتملص من التزاماتها، ومضت قدماً وبدعم أمريكي في توسيع الاستيطان وعملية التهويد والتهجير ومصادرة الأرض، مستغلة الانحياز الأمريكي الفاضح إلى جانبها، وشلل المجتمع الدولي، والعجز العربي، في حين نفذ الجانب الفلسطيني كل ما يتعلق به في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى درجة أن التنسيق الأمني مع الاحتلال حوله إلى شرطي يحرس أمن المستوطنين”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال ذهب بعيدًا في تهويد الأرض وتوسيع الاستيطان، ومع مجيء إدارة ترامب، تم إسقاط مدينة القدس في قبضة الاحتلال تماماً، وصارت الضفة الغربية أرضًا غير محتلة، ولم تعد الدولة الفلسطينية في متناول اليد، وصارت مسألة عودة اللاجئين من المستحيلات.
ومن جانبها قالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان “قارة عجوز وسياسات هرمة”: “لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية دور الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الأزمات العالمية الكبرى والضاغطة، وضرورة أن تتحمل دول الاتحاد مسؤولياتها التامة في دعم مساعي إنجاز حلول تكون كفيلة بوضع حد لتلك الأزمات أو ما تسببه من معاناة وما قد ينتج عنها من تهديدات ومخاطر..
لكن المؤسف أن بعض تلك المواقف لا تتناسب البتة مع المخاطر والتحديات، وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية مستجدات وأحداث متسارعة وتطورات وتحديات قد يكون غير مسبوقة في المشهد العالمي منذ زمن طويل، لكن الملاحظ أن بعض الدول التي يفترض بها أن تكون أكثر فاعلية، بالكاد تصدر بيانات أو تصريحات تبرهن من خلالها على عجزها وجمودها غير المفهوم”.
واختتمت الصحيفة بالقول: “كثرة المفاوضات العبثية خاصة تجاه أمن واستقرار المنطقة وحماية الملاحة البحرية بالتأكيد لم ولن تكون في صالح المجتمع الدولي، خاصة أن بعض الأنظمة لا تستطيع إلا أن تقوم على انتهاك القانون الدولي والقيام بكل فعل يهدد الأمن والسلامة والاستقرار.. وبالتالي على عدد من الدول الأوروبية حسم موقفها الذي يبدو ضعيفاً وأن تتصرف كما يجب في مواجهة كل نظام مأزوم”.