متابعة-جودت نصري

قد نتعرض جميعًا لنوبات ذعر مفاجئة قد تنطوي على خوف شديد وتكون مصحوبة بأعراض جسدية، مثل سرعة ضربات القلب أو ضيق التنفس أو الغثيان. تحدث نوبات الهلع غير المتوقعة لأي شخص دون سبب واضح، ولكن التعرض لأكثر من نوبة واحدة قد يكون علامة على اضطراب الهلع، وهي حالة صحية عقلية تتميز بنوبات هلع مفاجئة ومتكررة. يمكن أن تكون خفيفة أو معتدلة أو شديدة.
عادة ما تثير نوبات الهلع المخاوف من حدوث نوبة أخرى. قد يكون لهذا تأثير على سلوكك، مما يجعلك تتجنب الأماكن أو المواقف التي تعتقد أنك قد تتعرض فيها لخطر نوبة الهلع.

إلى متى تستمر نوبات الهلع؟
تكون نوبات الهلع قصيرة عمومًا، وتدوم أقل من 10 دقائق، على الرغم من أن بعض الأعراض قد تستمر لفترة أطول.
يمكن أن تكون نوبات الهلع أحد أعراض اضطرابات القلق الأخرى، والأشخاص الذين أصيبوا بنوبة هلع واحدة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأخرى، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بنوبة هلع من قبل.

نوبات الهلع.. ما هي أنواعها؟

غالبًا ما يتم تصنيف اضطرابات الهلع إلى ستة أنواع، بما في ذلك اضطرابات القلق والرهاب.

1- نوبة الخوف والقلق
نوبة الخوف والقلق هي السمات الرئيسية لاضطراب الهلع. حتى في حالة عدم وجود خطر فعلي، يعاني الأفراد المصابون من ردود فعل جسدية، مثل الغثيان وصعوبة التنفس والارتعاش، كما لو كان هناك نوع من التهديد وشيك. يعاني هؤلاء الأشخاص أيضًا من القلق المستمر بشأن موعد حدوث نوبة الهلع التالية.

2- نوبات الهلع المتوقعة
نوبة الهلع المتوقعة هي تلك التي يتم تحفيزها بواسطة حافز في البيئة التي يكون الشخص على علم بها. على سبيل المثال، مواجهة شيء تخاف منه، أو مواقف أخرى قد تسبب لك القلق، مثل القلق الاجتماعي.
عند حدوث نوبة هلع متوقعة، يمكن أن يتسبب ذلك في تجنب الشخص لأي شيء يثيرها، لمحاولة منع نوبات الهلع في المستقبل. ولكن في كثير من الأحيان قد يكون لهذا تأثير ضار على حياة الشخص.

3- نوبات الهلع غير المتوقعة
نوبات الهلع غير المتوقعة ليس لها محفزات واضحة وقد لا يكون لها أي علاقة بالبيئة الخارجية، مما يعني أنها يمكن أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت تقريبًا.
من المفهوم أن نوبات الهلع غير المتوقعة ليست مزعجة فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى خوف دائم من حدوثها، مما يعني أن عدم القدرة على التنبؤ بها يمكن أن يجعلها أكثر إزعاجًا.
تعتبر نوبات الهلع المتكررة وغير المتوقعة والخوف المستمر الذي يصاحبها عادة اضطراب الهلع.
لقد حاول الباحثون والمتخصصون فهم الأسباب التي قد تسبب نوبة هلع غير متوقعة. أحد الاحتمالات هو أنه ينشأ من محفزات داخلية – أحاسيس جسدية طبيعية (مثل زيادة طفيفة في معدل التنفس بسبب المجهود البدني، أو دوران طفيف في الرأس بسبب الوقوف بسرعة كبيرة)، ولكن يخطئ الدماغ في تفسيرها على أنها خطيرة. إثارة استجابة الذعر.
يمكن أن تحدث هذه العملية خارج الوعي الواعي، ولهذا السبب يصعب التنبؤ بها. قد يكون الأشخاص المعرضون للقلق بشأن صحتهم حساسين بشكل خاص لهذا الأمر.
قد يصاب الشخص الذي يتعرض بانتظام لنوبات هلع غير متوقعة بالتوتر المستمر وقد يتجنب العديد من المواقف، خاصة تلك التي قد يكون الهروب منها صعبًا أو قد يشعر بالحرج في حالة حدوث نوبة هلع.

4- نوبات الهلع الليلية
تحدث نوبات الهلع الليلية عندما يستيقظ الشخص بشكل غير متوقع بسبب أعراض الذعر. قد يتسبب ذلك في خوف الشخص من النوم وتقليل عادات نومه أو تغييرها عمدًا.
الخوف من النوم يجعل الإنسان أكثر حساسية لعلامات الذعر المحتملة أثناء النوم، ويعزز الاعتقاد بأن النوم خطير، ويمكن أن يؤدي إلى الحرمان من النوم؛ مما يزيد من تفاقم تحديات الصحة العقلية.
لا تزال أسباب نوبات الهلع الليلية غير معروفة إلى حد كبير، ولكن هناك بعض النظريات التي تشير إلى أنها قد تكون مزيجًا من فرط الحساسية للتغيرات في معدل التنفس، بالإضافة إلى الخوف من الخروج عن نطاق السيطرة عندما تكون في حالة نوم ضعيفة.

5- نوبة الهلع
تحدث نوبة الهلع عندما يعتقد عقلك أنك في خطر ويبدأ في ضخ الدم بشكل أسرع إلى عضلاتك لإعدادك إما للدفاع عن نفسك أو الهرب. وهذا مشابه لما يحدث في حالة القلق بشكل عام، ولكن في حالة الهلع يكون أكثر فجائية وشدة.
يتضمن النوع الأكثر شيوعًا من نوبات الهلع الأحاسيس التي تكون نتيجة مباشرة لحالة “القتال أو الهروب” مثل زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس السريع، وربما حتى ألم في الصدر والدوخة. قد يكون الأمر شديدًا لدرجة أنك تعتقد أنك تعاني من حالة طبية طارئة كبيرة، مثل نوبة قلبية أو أنك قد تفقد الوعي.

6- الجمود: نوبة الهلع الانفصالية
الجمدة هي نوبة هلع شديدة بشكل خاص حيث يكون دماغك في حالة شديدة من التهديد لدرجة أنه لا يستطيع التعامل مع الحمل الزائد ويحاول إيقافه. يمكن أن يؤدي هذا إلى نوبة الهلع الانفصامية، وهو الشعور بالانفصال عن جسمك أو محيطك. بالنسبة للمراقب، قد يبدو الأمر كما لو أن الشخص قد أصبح فارغًا وقد لا يتمكن من الرد.
يمكن أن تبدو نوبة الهلع الانفصامية مختلفة تمامًا عن الأنواع الأخرى من نوبات الهلع، وقد لا يتمكن الشخص من التعرف على ما يحدث، وكذلك من حوله، مما قد يسبب الارتباك والخوف.
من المرجح أن يحدث الكاتاتونيا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. عندما يواجه شخص ما موقفًا متطرفًا يهدد حياته، غالبًا ما ينفصل الدماغ عن الواقع من أجل التعامل معه. يمكن بعد ذلك إعادة الدماغ إلى حالة الانفصال هذه عند أدنى تذكير بالصدمة.
عندما يحدث هذا فجأة ويستمر لعدة دقائق، يمكن اعتباره شكلاً من أشكال نوبة الهلع.