متابعة- يوسف اسماعيل
تعتبر التأتأة ظاهرة شائعة تواجهها بعض الأطفال في فترة نموهم. إنها حالة تتميز بتكرار تكسر الكلمات أو التعثر في النطق، وقد تؤثر على ثقة الطفل وقدرته على التواصل بثقة مع الآخرين. في هذه المقالة، سنستعرض بعض الأسباب المحتملة للتأتأة عند الأطفال وأهمية تقديم الدعم المناسب لهم.
1. التطور اللغوي: يعتبر التأتأة في الطفولة المبكرة طبيعيًا في بعض الحالات، حيث يكون الجهاز اللغوي للطفل مازال في مرحلة التطور والنمو. قد يواجه الطفل صعوبة في تنسيق عضلات اللسان والشفتين والفكين لإنتاج الأصوات بشكل صحيح. مع مرور الوقت وتطور الجهاز اللغوي، يمكن أن يتحسن النطق تدريجيًا.
2. العوامل الوراثية: قد تكون هناك عوامل وراثية تسهم في ظهور التأتأة عند الأطفال. إذا كان أحد الأبوين أو أفراد العائلة يعانون من التأتأة في الماضي، فقد يكون هناك احتمالية أكبر لظهورها عند الأطفال. ومع ذلك، لا يعني وجود التأتأة الوراثية أنها لا يمكن علاجها أو تحسينها.
3. الضغوط والتوتر: يمكن أن يؤدي التوتر والضغوط النفسية إلى زيادة تكرار التأتأة عند الأطفال. قد يتأثر الطفل بالضغوط المدرسية، الاجتماعية أو العاطفية، مما يؤدي إلى توتر وقلق يعكسه التأتأة. في هذه الحالات، يجب تقديم الدعم العاطفي والتهدئة للطفل ومساعدته على التعامل مع التحديات التي يواجهها.
4. اضطرابات التواصل: قد يكون لدى الأطفال بعض الاضطرابات التواصلية التي تسهم في ظهور التأتأة. تشمل هذه الاضطرابات اضطرابات طيف التوحد واضطرابات تعلم اللغة واضطرابات النطق. يجب استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي التخاطب والنطق لتقييم حالة الطفل وتقديم الدعم المناسب.
مهما كانت الأسباب التيتتسبب في التأتأة عند الأطفال، فإنه من الضروري تقديم الدعم والمساعدة المناسبة لهم. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لمساعدة الأطفال المتأتِّين:
– الصبر والاستماع الفعَّال: قد يشعر الطفل بالإحباط والضغط عندما يحاول التحدث، لذا يجب أن تكون مستعدًا للاستماع بصبر وتفهم. حاول أن تظهر اهتمامًا حقيقيًا وتعبِّر عن ذلك بتعابير الوجه والمبادرة للتواصل بشكل واضح.
– التواصل البطيء والواضح: حاول التحدث ببطء وتوضيح الكلمات بشكل جيد. قد يساعد استخدام الصور والرسومات أيضًا في توضيح المفاهيم وتسهيل التواصل.
– تشجيع الثقة والاحترام: يجب أن تشجع الطفل وتدعمه بشكل إيجابي. لا تتدخل أو تصحح الأخطاء بشكل قاسي، بل عبِّر عن امتنانك لمحاولاته وتقديرك لجهوده.
– توفير بيئة محفزة: اختر بيئة هادئة ومريحة للتحدث والتواصل. قد تكون الأجواء المشوشة أو الضوضاء مصدر إضافي للتوتر والتأتأة.
– الحصول على المساعدة الاحترافية: إذا استمرت التأتأة وتسببت في صعوبات كبيرة للطفل، يجب التوجه إلى أخصائي تخاطب ونطق لتقييم الحالة بشكل أكثر تفصيلًا وتقديم العلاج المناسب.