متابعة-جودت نصري
على المستوى المهني، التخلص من بعض العادات السلبية والسيئة يمكن أن يساعدك على النجاح وزيادة الإنتاجية وتحقيق السعادة في العمل وفي حياتك الشخصية. ما هي العادات السلبية الشائعة بين العديد من الموظفين حول العالم؟ على المدى الطويل، هل ستستنزف العادات المذكورة أعلاه الطاقة وتؤثر سلبًا على الإنتاجية والنجاح الوظيفي اللاحق؟
أخطاء في العمل مسؤولة عن خفض الإنتاجية
يقول فؤاد الحمد، المستشار والمدرب المعتمد في التخطيط الشخصي، لـ”سيدتي. نت” إن “الفرد الأكثر إنتاجية لا يعمل لساعات عمل إضافية أو خلال عطلة نهاية الأسبوع بل هو الذي يقدر على إدارة وقته بشكل جيد خلال الدوام ويتجنب هدر طاقته”. ويُعدّد الحمد مجموعة من العادات السلبية المؤثرة حتمًا في الإنتاجية:
تصفح الإنترنت أثناء أداء مهام العمل: لغالبية الموظفين قدرة على الوصول إلى الإنترنت، من مكتب العمل؛ خلال الدوام، قد تمر في ذهن البعض أسئلة دافعة إلى البحث مباشرة عن إجابات لها من خلال محركات البحث، وذلك يستنزف الوقت. لذا، يُنصح بتجنب القيام بذلك، مع كتابة تلك الأسئلة في ورقة، ثم البحث عن المعلومات بعد الفراغ من المهام أو أثناء فترة الاستراحة.
تعدّد المهام: يعتقد البعض أن أداء مهام عدة، في الوقت عينه، دليل على نجاح الشخص، وحتى تفوقه، إلا أن مجموعة من البحوث تؤكد أن نسبة 2% من الأشخاص قادرة على القيام بهذا الأمر فحسب، أما في شأن الآخرين فإن تعدد المهام يجعلهم لا ينجزون أي منها، على الوجه الأمثل أو يحقّقون إنتاجية معتبرة على المدى الطويل، مع الوقوع في الأخطاء.
تفحص البريد الإلكتروني: يندرج تفحص الرسائل البريد الإلكتروني و تطبيقات المراسلة الفورية، بشكل متكرر، تحت خانة العادات السلبية التي تجعل الفرد مشتت الذهن، وتفقده أكثر من ساعة من ساعات العمل الثمينة. لذا، يُنصح بتخصيص وقت معين للرد على “الإيميلات”.
تأجيل الأعمال الأكثر أهمية: بدء يوم العمل بإنجاز المهام السهلة، مع تأجيل تلك الصعبة والمعقدة، تدبير خاطئ يقود إلى التكاسل، علمًا أن طاقة المرء تقل بعد مرور نصف ساعات دوام العمل. لذا، يُستحسن البدء بالمهام الأكثر أهمية والجوهرية في مقتبل اليوم حينما يكون النشاط في أوجه.
الفشل في تحديد الأولويات: في صفوف غالبية رجال الأعمال البارزين، يتحقق الآتي: إذا وضع أحدهم 10 أهداف، سيختار 5 منها للتركيز عليها، لذا تصبح الأخيرة أساسية، مع توزيع الخمس الخرى، في الخانتين الآتيتين: أهداف مهمة وأهداف غير هامة على الإطلاق للاستغناء عنها.
الجلوس لساعات طويلة: أضيفي إلى الأضرار الصحية الناتجة من الجلوس لساعات طويلة، هناك بحوث تلاحظ أن المشي، بالمقابل، مولّد للأفكار الإبداعية، مثل: دراسة قامت بها شركة “غوغل”. لذا، يوصي بعض الخبراء بالتخلي عن الاجتماعات المغلقة والابتعاد عن الإفراط في شرب القهوة والاستعاضة عن ذلك بالاجتماعات وقوفًا، كما المشي في الهواء الطلق، أثناء الاستراحة.
الاستراحة: يحتاج العامل، في منتصف اليوم، إلى استراحة، وذلك لأن العمل المتواصل لست أو سبع ساعات يخفض الإنتاجية. لذا، يفيد في هذا الإطار، التوقف عن العمل لـ10 دقائق، والمشي، بعد ساعتين من التركيز.
كثرة اجتماعات العمل تُضعف الإنتاجية
سواء كانت الاجتماعات فردية أو تتم بوساطة مكالمات الفيديو أو الهاتف، فإن تلك غير الضرورية بينها تُضعف الإنتاجية. في هذا السياق، ينصح الحمد بعدم قبول المشاركة في أي اجتماع، في غياب أي خطة واضحة ونقاط مكتوبة لمناقشتها خلاله، مع تحديد وقت متوقع لإنهائه. يُطلق على الاجتماع وصف “فعّال” إذا توافرت العناصر المذكورة (الخطة والنقاط للمناقشة والوقت الذي سيستغرقه).
من جهة ثانية، يجب التخطيط لأي مهمة أو مشروع، بشكل جيد، بخلاف الفكرة الشائعة خطأ التي ترمي إلى أن الأفراد الطموحين لا يخططون لأعمالهم، فكل ساعة منقضية في التخطيط توفر أربع ساعات من العمل. لذا، ينصح بعدم البدء في أي عمل إلا بعد وضع خطة وتحديد النتيجة النهائية، ثم سلسلة من الخطوات والمهام اللازمة للوصول إلى الأهداف المرجو تنفيذها جرّاء تلك الخطة، لتوفير الوقت والمجهود.