متابعة-جودت نصري

مع إيقاع الحياة السريع والضغوط اليومية التي نتعرض لها باستمرار، زادت الحاجة إلى العلاج النفسي للتخلص من الاضطرابات النفسية التي تخلقها هذه الضغوط والتي يصعب التعايش معها.
ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الشركات المتخصصة التي تقدم خدمات التحدث مع معالج نفسي عبر الإنترنت، مما يسهل العلاج النفسي للكثير من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في زيارة الطبيب أو المعالج النفسي في عيادته الخاصة أو المستشفى.
هناك العديد من المعايير التي يمكن اتباعها لاختيار المعالج النفسي المناسب عبر الإنترنت، وهي المعايير التي ستتعرف عليها في السطور التالية:

أسئلة يجب طرحها قبل اختيار معالج نفسي أون لاين

في البداية هناك مجموعة من الأسئلة يجب أن تحرصي على طرحها قبل اختيار معالجكِ النفسي أون لاين، وهي التالية:

-هل الطبيب النفسي متوفر؟
لا يحتاج كل شخص يخضع للعلاج النفسي إلى الدواء، ولكن بعض شركات توفير العلاج النفسي أون لاين تسمح لك بمقابلة طبيب نفسي أو طبيب للحصول على التشخيص، وإذا كانت حالتكِ تتطلب الأدوية النفسية، فيمكنهم وصف الدواء للمساعدة في تخفيف الأعراض.

هل المعالجون لديهم التخصص الذي تبحثين عنه؟
يتمتع المعالجون بمجالات مختلفة من الخبرة بناءً على مؤهلاتهم وخبراتهم في علاج المرضى، وإذا كنتِ تعرفين سبب بحثك عن العلاج (على سبيل المثال، تعتقدين أنكِ قد تكونين مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس القهري)، فستحتاجين إلى البحث عن معالج متخصص في علاج هذه الحالات.

هل يتمتع المعالج بتوافر مرن لميعاد الجلسة؟
قد يكون العلاج عبر الإنترنت أكثر مرونة من نظيره الشخصي، ولكنك ستظلين بحاجة إلى تنسيق جدولكِ الزمني مع المعالج الخاص بكِ. فكري في 9-5، ولا تنسي أن تفكري في المناطق الزمنية واختلاف التوقيت، فهناك بعض الشركات التي تقدم جلسات في الصباح الباكر وفي وقت متأخر من المساء، والتي ليس من السهل الحصول عليها.
يتم العلاج عبر الإنترنت عادةً عبر مكالمة فيديو مباشرة، لكن بعض الشركات تقدم خيارات اتصال إضافية أيضاً، مثل الدردشة المباشرة أو المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو المراسلة غير المتزامنة أو كتابة اليوميات، وتقدم الشركات الأخرى خيارات مختلطة أو شخصية إذا كنتِ في حاجة إليها.

-ما هي تكلفة العلاج عبر الإنترنت؟
في حين أن العلاج عبر الإنترنت يمكن أن يكون مرناً ومريحاً وبأسعار أقل من العلاج داخل عيادة الطبيب أو المستشفى، إلا أنه لا يزال يمثل تكلفة كبيرة لكثير من الأشخاص.

ما هي تكلفة الخدمة؟
قد تبدو هذه النقطة واضحة قبل حجز موعد المعالج النفسي، ولكن تأكدي من قدرتكِ على تحمل تكلفة الرعاية في الشركة التي تختارينها.
تختلف الأسعار بشكل كبير عبر الشركات، حيث تقدم بعض الخدمات أسعاراً مخفضة إذا التزمت بالاشتراك، والبعض الآخر يقدم أسعاراً متدرجة إذا كنت بحاجة إلى مساعدة مالية لتحمل تكاليف علاجكِ.

كم مرة سيتم دفع تكلفة الجلسات؟
تعتمد بعض شركات العلاج عبر الإنترنت على الاشتراك، مما يعني أنك تقومين بالتسجيل في خطة شهرية ليتم إصدار الفاتورة دفعة واحدة كل أربعة أسابيع، وعادةً ما تقيدك هذه الخطط بعدد محدد من جلسات العلاج.
ولكن هناك العديد من الشركات الأخرى التي توفر إمكانية الدفع لكل جلسة علاج، مما يتيح لك الحصول على مزيد من المرونة بشأن عدد مرات الحصول على العلاج.

هل الدفع عن طريق التأمين الصحي متوفر؟
يمكن أن تقلل مزايا التأمين الصحي من المبلغ الذي تضطرين لدفعه مقابل تلقي العلاج، ولكن لا تعمل جميع الشركات أو الأدلة أو المعالجين أو الأطباء النفسيين مع خطط التأمين الحي.

الأشخاص المناسبون لتلقي العلاج النفسي عبر الإنترنت
العلاج عبر الإنترنت خيار جيد إذا كنتِ تعانين من أعراض خفيفة إلى متوسطة لحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري والصدمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة والحزن والخسارة وقلق ما بعد الولادة.
كما يمكن أن يكون مفيداً أيضاً بشكل خاص إذا كنت تعيشين في مناطق نائية، يكون فيها الوصول إلى رعاية الصحة العقلية محدوداً أو غير موجود بسبب عدم وجود عدد كافٍ من مقدمي الخدمات الصحية بالقرب منكِ.
لذلك، إذا كنتِ تعيشين في منطقة ريفية، ولا يمكنك السفر إلى مكتب المعالج بسبب جدول عملكِ أو رعاية الأطفال، أو لا يمكنك العثور على معالج شخصي بالقرب منك، فإن العلاج عبر الإنترنت يعد بديلاً رائعاً.
ومع ذلك، فإن العلاج عبر الإنترنت ليس مخصصاً للأشخاص الذين يعانون من حالات أكثر خطورة. على سبيل المثال، تقول إيمي مارشال، اختصاصية علم النفس السريري: “العلاج عبر الإنترنت ليس مناسباً لك إذا كنتِ تعانين من أعراض فصامية أو ذهانية تتعارض مع قدرتكِ على التمييز بين الواقع والخيال”.
في هذه الحالات، من الأفضل أن تحصلي على العلاج الشخصي، والذي يسمح للمعالج الخاص بك بفهم ما تتعاملين معه بشكل كامل من خلال القدرة على قراءة لغة جسدكِ وكذلك الاستماع إلى ما تقولينه لأنه في كثير من الأحيان، حالات الصحة العقلية الأكثر خطورة تجعل من الصعب التواصل إذا كنتِ تعانين من الأعراض.