متابعة-سوزان حسن

النظام الغذائي غير السليم، حتى لو كان يحتوي على عناصر غذائية صحية، يمكن أن يكون أحد أسباب إصابة الجسم بالالتهابات، مما قد يؤدي إلى الألم المزمن والعديد من المشاكل الصحية المزمنة الأخرى.

الالتهاب الذي يحدث في الجسم هو طريقة الجسم الطبيعية لحماية نفسه من أي عدوى أو مرض، قد تحدث كرد فعل طبيعي وتختفي بعد الشفاء، ولكن يمكن أن تحدث التهابات الجسم أيضًا بدون عدوى أو سبب واضح، تعزو العديد من الدراسات ذلك إلى النظام الغذائي باعتباره أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للتعرض. يسبب الجسم التهاباً، مما يؤدي إلى الألم والأعراض المزعجة الأخرى.

يرتبط الالتهاب المزمن والمستمر بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسمنة.

تظهر الأبحاث أن أنواع معينة من الأطعمة قد تكون عاملاً في تحفيز الالتهاب لأنها تزيد من تعرض الجسم للالتهاب وتساعد على تفاقم الأعراض المصاحبة للالتهاب. بعض هذه الأطعمة قد يكون صحياً أو يوفر معادن وفيتامينات وعناصر مهمة يحتاجها الجسم، والبعض الآخر قد يكون غير صحي. ومن أكثر الأطعمة التي تسبب الالتهابات في الجسم شيوعاً ما يلي:

سكر
السكر وشراب الذرة عالي الفركتوز هما النوعان الرئيسيان من السكريات المضافة التي يعتمد عليها الكثير من الناس في وجباتهم الغذائية

يتكون السكر من 50% جلوكوز و50% فركتوز، في حين أن شراب الذرة عالي الفركتوز يتكون من حوالي 45% جلوكوز و55% فركتوز.

أحد أسباب كون السكريات المضافة ضارة هو أنها تزيد الالتهاب، مما قد يؤدي إلى المرض

في إحدى الدراسات، أصيبت الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالسكر بسرطان الثدي الذي انتشر إلى الرئتين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاستجابة الالتهابية للسكر.

يمكن أن يكون السكر ضارًا أيضًا لأنه يوفر كمية زائدة من الفركتوز. في حين أن الكميات الصغيرة من الفركتوز الموجودة في الفواكه والخضروات مفيدة، فإن استهلاك كميات كبيرة من السكر المضاف يمكن أن يكون له آثار صحية سلبية.

بسبب زيادة الالتهاب في الجسم، تم ربط استهلاك الكثير من الفركتوز بالسمنة ومقاومة الأنسولين والسكري وأمراض الكبد الدهنية والسرطان وأمراض الكلى المزمنة.

تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف الحلوى والشوكولاتة والمشروبات الغازية والكعك والبسكويت والدونات والمعجنات الحلوة وبعض الحبوب.

طعام مقلي
بالإضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، قد تزيد الأطعمة المقلية من مستويات الالتهاب في الجسم.

وذلك لأن بعض طرق الطهي ذات الحرارة العالية، بما في ذلك القلي، تزيد من إنتاج المركبات الضارة التي يمكن أن تسبب الالتهابات وتساهم في الإصابة بالأمراض المزمنة.

قد يؤدي القلي أيضًا إلى زيادة كمية الدهون المتحولة في زيوت الطهي، مما قد يؤدي أيضًا إلى تعزيز الالتهاب. تشير بعض الدراسات إلى أن الأطعمة المقلية تؤثر على تكوين ميكروبيوم الأمعاء، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات الالتهاب.

الكربوهيدرات المكررة
على الرغم من السمعة السيئة للكربوهيدرات، فإن العديد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات مغذية للغاية ويمكن دمجها في النظام الغذائي الشامل.

ومع ذلك، فإن تناول الكثير من الكربوهيدرات المكررة يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب

تمت إزالة معظم الألياف الكربوهيدراتية المكررة، والتي يعزز أبرزها الشعور بالشبع، ويحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، ويغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء.

يعتقد الباحثون أن الكربوهيدرات المكررة في الأنظمة الغذائية الحديثة قد تعزز نمو بكتيريا الأمعاء الالتهابية، وبالتالي تزيد من خطر السمنة ومرض التهاب الأمعاء.

لحمة
وقد تم ربط تناول اللحوم المطبوخة في درجات حرارة عالية، بما في ذلك اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق، بهذه الحالة

يزيد لحم الخنزير المقدد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وأنواع معينة من السرطان

كما تعد طرق الطهي ذات الحرارة العالية الأخرى، مثل الشوي والقلي، من بين أسباب إدراج اللحوم في قائمة الأطعمة المسببة للالتهابات. يمكن أن يؤدي طهي اللحوم في درجات حرارة عالية إلى تكوين مركبات التهابية تسمى AGEs.

بالإضافة إلى تعزيز الالتهاب، يُعتقد أن AGEs تساهم في الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان ومتلازمة التمثيل الغذائي والسكري من النوع الثاني.

زيت نباتي
يعتمد بعض الأشخاص على الزيت النباتي لطهي جميع وجباتهم خلال اليوم. ورغم أنها تقدم بعض الفوائد، إلا أنها قد تشكل عدداً من المخاطر الصحية، أبرزها أنها تساعد على زيادة نسبة حدوث الالتهابات في الجسم.

قد يكون هذا بسبب احتوائها على كميات عالية من أحماض أوميجا 6، وهي مواد دهنية يمكن أن تسبب الالتهابات.