ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، على الهجوم الإرهابي الحوثي بطائرات “درون” على محطتي ضخ لخط الأنابيب في السعودية الشقيقة، وحادثة استهداف أربع سفن شحن قبالة شواطئ الفجيرة، وما يعكسه من سعي جهات إرهابية إلى تفجير الأوضاع وإثارة الفوضى في المنطقة.
فتحت عنوان “صف واحد ضد الإرهاب”، أكدت صحيفة “الاتحاد” أن أمن الإمارات والسعودية كل لا يتجزأ، وأي تهديد يواجه بلاد الحرمين الشريفين، هو تهديد لأمن الدولة واستقرارها. وفي مواجهة التطرف والإرهاب، التضامن كامل والصف واحد، لأن مصدر الإرهاب واحد، مهما تلون وأيا كان تعدد أذرعه.
وأضافت أن الهجوم بطائرات “درون” مفخخة على محطتي ضخ بترول لشركة “أرامكو” في الرياض، والعمليات التخريبية التي استهدفت 4 سفن شحن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات في بحر عمان، تحمل بصمات لم تعد غامضة أبدًا، بل واضحة كالشمس في مصدرها.
وأشارت إلى أن “الحوثيين”، الذراع الإيرانية الإرهابية في اليمن، تبنوا اعتداء “الدرون” وتوعدوا بالمزيد على وقع احتفاء غير عادي في إعلام طهران والتقييم الأميركي الأولي للعمليات التخريبية للسفن، تحدث عن بصمات واضحة لوكلاء إيران مثل “الحوثيين” أو غيرهم.
وذكرت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، أن الإرهاب ضد الإمارات والسعودية مصدره واحد، وهدفه أيضًا واحد في زعزعة الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مسائلة هل الصف العربي واحد في مواجهة أدوات الإرهاب والتخريب؟، موضحة أن المطلوب في المرحلة المقبلة تضامن واسع يدعم الإمارات والسعودية في كل ما يتخذانه من إجراءات لمواجهة كل ما يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
من جهتها، وتحت عنوان “تهديد الأمن الإقليمي والدولي”، قالت صحيفة “البيان”: “إن حادث تخريب سفن الشحن الأربع قبالة شواطئ الفجيرة يؤكد بالدليل القاطع أن هناك جهات تخريبية وإرهابية تسعى لتفجير الأوضاع وإثارة الاضطرابات والفوضى في منطقة الخليج العربي، وكذلك يشير إلى أن هناك جهات تحاول أن توحي للآخرين بأن أسواق الطاقة مهددة”.
وأضافت الصحيفة: “أن هذه الجهات تحاول – حسب بعض التصريحات – أن توحي أيضا بأن أمن الخليج العربي هش ويحتاج لحماية، ومما لا شك فيه أن هذا العمل الإجرامي يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، بما ينعكس سلبا على السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وأشارت إلى أنه لهذا جاءت ردود الفعل على الحادث التخريبي قوية وفعالة لتؤكد الدعم والمساندة الكاملة لدولة الإمارات لحماية أمنها ومصالحها، هذا الدعم أساسه في الواقع مواقف دولة الإمارات الإيجابية والفعالة في دعم السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
وذكرت أن الجميع أكدوا أن هذا العمل الإجرامي يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، بما ينعكس سلبًا على السلم والأمن الإقليمي والدولي، ومن المؤكد أن الجهة التي تقف وراءه تسعى لاستخدامه لتحقيق مصالحها الخاصة، وعدم إعلانها عن نفسها يكشف المأزق الذي تعيشه هذه الجهة ومحاولاتها الهرب منه عن طريق خلق تهديدات مفتعلة لأمن المنطقة، اعتقادا منها أن هذا قد يخفف من ورطتها ويخرجها من المأزق الذي يحاصرها.
وقالت “البيان”، في ختام افتتاحيتها: “إنه أيا كانت الجهة التي ارتكبت الحادث أو من وراءها، فإن التحقيقات التي تجريها دولة الإمارات بحرفية وبشفافية عالية ستكشف الحقائق، وستضع الجاني في صورته الإرهابية الحقيقية أمام المجتمع الدولي”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “ثقة عالمية بإجراءات الإمارات”، كتبت صحيفة “الوطن”: “إن الإمارات ترسخ – بحكم المكانة العالمية الرفيعة التي تشغلها – نهجا متقدما للدول التي تقدم النموذج الحضاري على الأسس التي يجب أن تقوم عليها العلاقات بين الدول، فضلًا عما تمثله نهضتها الحضارية الشاملة من مصدر إلهام لجميع الدول الساعية لتعزيز تنميتها وتحقيق التقدم والارتقاء بشعوبها، وخلال ذلك تلمست التحديات وسبل مواجهتها وتقدمت الصفوف في كل جهد ممكن لتحقيق خير البشرية جمعاء، بالإضافة لكونها دولة تمتاز سياستها الحكمة والشفافية والوضوح، والتزامها بالقانون الدولي ودعوة الجميع للعمل بالمثل”.
وأشارت إلى أنه ردًا على الهجوم التخريبي الشنيع الذي استهدف الناقلات الأربع في بحر عمان ضمن المياه الاقتصادية للدولة، بدأت الإمارات تحقيقا لمعرفة الحيثيات كافة ومن نفذ وخطط لتلك الجريمة النكراء، وهو ما لاقى دعما دوليا واسعا لآلية العمل التي تم اتباعها، فضلا عن تأييد كل الإجراءات السيادية لحماية الأمن والاستقرار، وبالتالي فإن النتيجة التي ستخرج بها التحقيقات ستحظى بتأييد واسع، خاصة أن تحديد الجناة فيه مصلحة عالمية واسعة بحكم ما سيترتب عليه من إجراءات الهدف منها تأمين سلامة الملاحة في أحد أهم المناطق الاستراتيجية حول العالم.
وأكدت أنه لا يمكن تحت أي ظرف كان إلا أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته التامة، فهي واجب وليست دعوة عادية، كون الملاحة واستقرار المنطقة فيها مصلحة عالمية وفائدة لجميع الدول دون استثناء، ولاشك أن من قام بهذه الجريمة والاعتداء الغاشم الجبان، يجب أن ينال جزاء ما اقترفه وهذا يشمل كل من خطط ومول ونفذ وسهل القيام بهذا العمل التخريبي الغادر.
وأضافت أن الحادثة التي أكد الجميع أنها تشكل تطورا خطيرا يجب أن تواجه بموقف عالمي رادع يكون كفيلا بعدم تكرارها سواء في منطقة الخليج العربي أو الشرق الأسط أو أي مكان، فالمجتمع الدولي يتأثر بأي حادثة من هذا النوع.. فكيف عندما تقع في منطقة تشكل قلب العالم وفيها أهم الممرات المائية والموانئ؟.
وأكدت أن المهنية الكبيرة التي تتصرف وفقها الدولة وأجهزتها المختصة، ستكون حاسمة لما يعرف عنها من احترافية وكفاءة تامتين، حيث تم إصدار بيانات واضحة ومحددة حول الحادثة، أكدت الوضوح والتعامل الاحترافي الكبير في أي موضوع تقوم به الدولة وأجهزتها المختصة ودقة ما تقوم به أو تعلنه.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالتأكيد على أن الموقف الدولي المندد بالعملية التخريبية، موقف واجب، مشددة على ضرورة أن يتم ترجمته بإجراءات على أرض الواقع.