متابعة _ لمى نصر:
عند الحديث عن ريجيم الماء، يشير ذلك إلى نظام غذائي يعتمد بشكل رئيسي على تناول الماء كمصدر رئيسي للسعرات الحرارية والسوائل الأخرى، وقد ينطوي على تقليل أو الامتناع عن تناول الأطعمة الصلبة. يُزعم أن ريجيم الماء يساهم في فقدان الوزن بسرعة وتطهير الجسم من السموم وتحسين الصحة بشكل عام. ومع ذلك، يجب أن ننظر إلى هذا النوع من الريجيم بحذر ونقدر الآثار الجانبية المحتملة والتحذيرات الطبية المرتبطة به.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن ندرك أن الجسم بحاجة إلى تناول تشكيلة متنوعة من المواد الغذائية للحصول على العناصر الغذائية اللازمة للوظائف الحيوية. فقط تناول الماء كمصدر وحيد للطاقة والسوائل يعرض الجسم لنقص كبير في العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن. قد يؤدي هذا النقص إلى ضعف الجهاز المناعي، ونقص التركيز، والإجهاد، وغيرها من المشاكل الصحية.
ثانيًا، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن فقدان الوزن بشكل سريع عن طريق ريجيم الماء غالبًا ما يكون بفقدان الماء وليس الدهون. عندما يتم تقليل تناول السعرات الحرارية بشكل كبير، يبدأ الجسم في استخدام مخزوناته الداخلية من الكربوهيدرات والدهون لتوليد الطاقة، وهذا يؤدي إلى فقدان الماء المرتبط بالمخزونات الجليكوجينية والدهون المخزنة. وعندما يعود الشخص إلى نمطه الغذائي العادي، فإنه يعود لاستعادة الوزن المفقود بسبب استعادة الماء المفقود. وبالتالي، فإن فقدان الوزن الناتج عن ريجيم الماء يمكن أن يكون مؤقتًا وغير مستدام.
بالنسبة لتطهير الجسم وإزالة السموم، فإن الكلى والكبد والجهاز الهضمي هم المسؤولون عن إزالة السموم الضارة من الجسم. ليس هناك دليل علمي قوي يدعم فكرة أن ريجيم الماء يزيد قدرة الجسم على التخلص من السموم بشكل أفضل من الحالوسائل الطبيعية الأخرى التي يستخدمها الجسم بشكل طبيعي. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تقليل تناول الطعام إلى نقص الطاقة والشعور بالإرهاق والتعب.
بالنهاية، يجب أن نفهم أن الريجيم المتوازن والغذاء الصحي والنظام الغذائي المستدام هما الطريقة الأكثر فعالية وصحية لتحقيق فقدان الوزن والحفاظ على صحة الجسم. ينصح دائمًا بالتشاور مع أخصائي تغذية مؤهل قبل البدء في أي نظام غذائي جديد لضمان تلبية احتياجات الجسم الغذائية والصحية بشكل كافٍ.
في الختام، يجب أن نتذكر أن ريجيم الماء ليس نظامًا غذائيًا مستدامًا وصحيًا، وقد يكون له آثار جانبية وتحذيرات صحية. يفضل تناول الطعام المتوازن والغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني المنتظم كطرق أكثر فعالية وآمانًا لتحقيق الوزن المثالي والحفاظ على صحة الجسم.