متابعة – مروة البطة
أفاد علماء أنهم اكتشفوا اختلافات واضحة في دماء الأشخاص المصابين بفيروس كورونا طويل الأمد، وقد بدأوا في تطوير اختبار دم لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد، لأول مرة بعد مرور أكثر من 3 سنوات على وباء فيروس كورونا.
وتوضح الدراسة أدلة حول ما يمكن أن يسبب هذه الحالة المراوغة طويلة الأمد التي حيرت الأطباء في جميع أنحاء العالم وتركت الملايين يعانون من التعب المستمر، ومشكلات في الذاكرة وغيرها من الأعراض المنهكة.
من جانبه قال ديفيد بوترينو، الباحث الرئيسي في الدراسة الجديدة وأستاذ إعادة التأهيل والأداء البشري في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بالولايات المتحدة الأمريكية، إن البحث من بين الأبحاث الأولى التي تثبت أن “كورونا طويل الأمد هو في الواقع مرض بيولوجي”، ووصف الدكتور مارك سالا، المدير المشارك لمركز نورث وسترن ميديسن الشامل لكورونا في شيكاغو، النتائج بأنها “مهمة”، وقال: ” ليس لدينا في الوقت الحالي أي اختبارات دم” سواء لتشخيص كورونا طويل الأمد أو مساعدة الأطباء على فهم سبب حدوثه.
وقام بوترينو وزملاؤه بمقارنة عينات دم من 268 شخصًا، وأصيب بعضهم بكورورنا لكنهم تعافوا تمامًا، وبعضهم لم يصب بالعدوى مطلقًا، أما البقية فقد ظهرت عليهم أعراض مستمرة لكورونا الطويل الأمد بعد أربعة أشهر على الأقل من إصابتهم.وبرزت اختلافات عديدة في دماء الأشخاص المصابين بكورونا طويل الأمد عن المجموعات الأخرى.
وقال بوترينو إن نشاط خلايا الجهاز المناعي التي تسمى الخلايا التائية والخلايا البائية – والتي تساعد في محاربة الجراثيم – كان “غير منتظم” لدى مرضى كورونا طويل الأمد.
وأضاف أن إحدى أقوى النتائج هي أن مرضى كورونا الطويل الأمد يميلون إلى أن يكون لديهم مستويات أقل بكثير من هرمون يسمى الكورتيزول.
وتتمثل الوظيفة الرئيسية للهرمون في جعل الناس يشعرون باليقظة والانتباه، وقال إن انخفاض الكورتيزول يمكن أن يساعد في تفسير سبب معاناة العديد من الأشخاص الذين يعانون من كورونا طويل الأمد من إرهاق شديد.
من المحتمل أن تشير هذه النتيجة إلى أن الدماغ يواجه مشكلة في تنظيم الهرمونات، ويخطط فريق البحث للتعمق أكثر في الدور الذي قد يلعبه الكورتيزول في كورونا طويل الأمد في الدراسات المستقبلية.وفي الوقت نفسه، لا ينصح الأطباء ببساطة بزيادة مستويات الكورتيزول لدى الشخص في محاولة “لإصلاح” المشكلة.
وقال سالا: “لا يوجد دليل على أن استبدال الكورتيزول لدى شخص مصاب بكورونا طويل الأمد سيكون أمرا آمنا أو فعالا”.
وبينت الدراسة أن الفيروسات الخاملة، مثل الفيروس الذي يسبب عدد كريات الدم البيضاء، إبشتاين بار، تعود إلى الحياة مرة أخرى لدى مرضى كورونا طويل الأمد. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت تلك الفيروسات القديمة تسبب أعراضًا أو تشير إلى مشكلة داخل الجهاز المناعي.