متابعة-جودت نصري
تتراكم الأدلة العلمية حول علاقة النظام الغذائي بصحة الدماغ. بينما توصي خبيرة التغذية الأمريكية ماري سابات بمكون طبيعي من شأنه أن يحفظ الذاكرة ويمنع التدهور المعرفي ويحمي من مرض الزهايمر، فما هو؟
لقد ثبت أن الأطعمة التي نتناولها لها تأثير كبير على صحتنا. نحن أقل وعيًا بذلك، لكن صحة الدماغ مرتبطة أيضًا بمحتويات طبقنا. لقد لفت خبير تغذية أمريكي انتباهنا للتو إلى نوع واحد من التوابل، وهو الكركم. غني جدًا بمضادات الأكسدة، وهو معروف بالفعل بفوائده لصحة القلب والمناعة.
وفقا لأخصائية التغذية ماري سابات، فإن الكركم سيكون مثيرا للاهتمام بشكل خاص لتحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية. وكانت أبحاث أخرى قد أشارت في السابق إلى وجود صلة بين الكركم وصحة الدماغ. ومن أبرزها الدراسة التي أجراها قسم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا عام 2008، حول تأثير مادة الكركمين الموجودة في الكركم، على مرض الزهايمر.
ما هو الكركم؟
الكركم هو نبات استوائي موطنه الهند، وله جذور (سيقان تحت الأرض) تشبه إلى حد ما جذور الزنجبيل. تتميز بحجمها الأصغر، وقبل كل شيء، عند قطعها، باللون الأصفر البرتقالي الجميل. تعتبر هذه التوابل، بالإضافة إلى مذاقها اللذيذ في الطبخ، عنصرا رئيسيا في الطب الهندي القديم. كما أنها كانت موضوع العديد من الدراسات العلمية في السنوات الأخيرة، حيث سلطت الضوء على فوائدها الصحية العديدة.
الكركم: لماذا هو مفيد للدماغ؟
يتمتع الكركم بخصائص مضادة للالتهابات، وذلك بفضل مركب يسمى الكركمين. تشرح خبيرة التغذية ماري سابات أن “الكركمين معروف بخصائصه القوية المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة”. وتقول: “يُعتقد أن الالتهاب المزمن يلعب دورًا في تطور التدهور المعرفي والأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر”. وتضيف: “من خلال تقليل الالتهاب في الدماغ، قد يساعد الكركمين في الحماية من التدهور المعرفي”.
تشير الأبحاث إلى أن الكركمين قد يساعد أيضًا في إبطاء تطور مرض الزهايمر.
بالإضافة إلى ذلك، وفقًا للأخصائي، فإن إضافة الكركم بانتظام إلى نظامك الغذائي يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض الزهايمر عن طريق تقليل تكوين لويحات الأميلويد. يوضح اختصاصي التغذية: «يتميز مرض الزهايمر بتراكم لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، والتي يُعتقد أنها تساهم في التدهور المعرفي». وتوصي باستخدام الكركم، حيث “تشير بعض الأبحاث إلى أن الكركمين قد يساعد في إزالة هذه اللويحات من الدماغ، وبالتالي إبطاء تطور مرض الزهايمر”.
يلفت خبير التغذية الانتباه إلى حقيقة أن الكركم أثبت فعاليته في إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF): وهو بروتين مهم في تكوين الدماغ وعمله وذاكرته: “BDNF ضروري للبقاء على قيد الحياة”. وتوضح قائلة: “إنها تساعد الدماغ على تكوين روابط جديدة بين بعضها البعض. وترتبط المستويات الأعلى من BDNF بتحسين الذاكرة وتحسين الوظيفة الإدراكية”.
ترتبط صحة القلب بوظيفة إدراكية أفضل
أخيرًا، يمكن للكركمين أيضًا تحسين وظيفة الأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي بدورها يمكن أن تحسن وظائف المخ. “ترتبط صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة بوظيفة إدراكية أفضل، لأنها تضمن إمدادًا منتظمًا بالأكسجين والمواد المغذية للدماغ”، يوضح اختصاصي التغذية. في النهاية، توصي ماري سابات بدمج الكركم مع الفلفل الأسود لتحسين الامتصاص، لأن هذا يمكن أن “يزيد بشكل كبير من التوافر البيولوجي للكركمين”.