وفقا لدراسة أجريت مؤخراً، هناك علاقة ملحوظة بين فترات طويلة من الخمول البدني وزيادة احتمال الإصابة بالخرف. وعلى وجه التحديد، فإن الأفراد الذين يظلون غير نشطين لأكثر من 10 ساعات يوميًا بعد بلوغهم سن الستين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وبحسب موقع “إكسبريس”، اكتشف فريق البحث أن كبار السن الذين أمضوا أكثر من 10 ساعات جالسين أو غير نشطين كل يوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف. وكان من المثير للقلق أن نجد أن مدة عدم النشاط لا يهم، سواء كانت لفترة طويلة أو متقطعة على مدار اليوم، حيث كان لكل منهما تأثير متساو على خطر الإصابة بالخرف
وقام الباحثون بتحليل بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي شملت أكثر من 49000 فرد تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق. وطُلب من المشاركين ارتداء أجهزة المعصم لمراقبة حركاتهم، والتي تم تصنيفها لاحقًا إلى أنواع مختلفة، مثل النوم والجلوس. تم إنجاز هذا التصنيف من خلال استخدام خوارزميات التعلم الآلي، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي. لم يُظهر المشاركون في الدراسة أي علامات للخرف في بداية البحث وتمت مراقبتهم لمدة تزيد عن ست سنوات. ومع ذلك، خلال الدراسة، أصيب 414 شخصا بالخرف.
عند أخذ متغيرات مثل العمر والنظام الغذائي وغيرها، اكتشف فريق من الباحثين أن الفترة المتزايدة من الخمول البدني مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بالاضطراب العصبي المذكور أعلاه.
ولاحظ الباحثون ملاحظة جديرة بالملاحظة وهي أن قلة النشاط البدني لمدة تقل عن 10 ساعات لا تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وينبغي لهذه النتيجة أن تطمئن أولئك منا الذين لديهم وظائف مستقرة تتطلب فترات طويلة من الجلوس.
ووفقا للبروفيسور جين ألكسندر، الذي أجرى الدراسة، فقد فوجئ الفريق عندما اكتشف أن فرص الإصابة بالخرف ترتفع بشكل كبير بمجرد أن يقضي الشخص عشر ساعات في وضع الجلوس يوميا، بغض النظر عن كيفية توزيع الوقت الذي يقضيه الجلوس.
وأوضح مؤلف الدراسة، البروفيسور ديفيد رايكلين، أن فريقهم البحثي ركز بشكل خاص على أهمية تخلل فترات الجلوس الطويلة مع النشاط البدني. ومن أجل التحقيق في العلاقة المحتملة بين هذه الأنماط واحتمال الإصابة بالخرف، أجروا أبحاثهم.
على الرغم من أن الدراسة تسفر عن نتائج مقنعة، إلا أن الباحثين ينصون على ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات للتأكد مما إذا كان النشاط البدني يمكن أن يقلل بشكل فعال من احتمال الإصابة بالخرف.